أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

كَفر قرع تُوقّع على “ميثاق السلم الأهلي في مسيرتنا الفلسطينية”

طه اغبارية

جرى مساء أمس السبت، في قرية كّفر قرع، التوقيع على “ميثاق السلم الأهلي في مسيرتنا الفلسطينية” الذي أعدته لجان أفشاء السلام في الداخل الفلسطيني والمنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وذلك في احتفالية شارك فيها جمع غفير من أهالي البلدة والقيادات المحلية وبمشاركة رئيس لجان إفشاء السلام الشيخ رائد صلاح، والأب سيمون خوري عضو الإدارة العامة للجان إفشاء السلام، والسيد يوسف أسعد محاجنة رئيس إفشاء السلام في إقليم المثلث الشمالي، والأستاذ توفيق محمد جبارين سكرتير لجان إفشاء السلام.

استهلت الاحتفالية بتلاوة عطرة من القرآن الكريم للشيخ نور الدين عثامنة، فيما تولى إدارة منصة الاحتفالية الشيخ محمود عبد الجبار أبو عطا، وقد رحّب بالحضور مثنيا على مشروع إفشاء السلام وتجاوب كفر قرع مع المشروع من خلال تشكيل لجنة إفشاء سلام محلية تضم 17 عضوا من مختلف ألوان الطيف الاجتماعي والسياسي في البلدة، وأنها تحظى بدعم الأهل من كبار السن في البلدة الذين وضعوا أنفسهم طوع أمرها. وثمّن أبو عطا تعاون إدارة المجلس المحلي في كفر قرع مع المشروع واستعداداها لتقديم الدعم اللازم من أجل ترسيخ السّلم الأهلي في البلدة.

نيابة عن المحامي فراس بدحي رئيس مجلس كفر قرع المحلي، رحّب السيد سامي فهمي زيد نائب رئيس المجلس بالحضور، وتحدث عن فضل اصلاح ذات البين في الإسلام وفق ما نصّت عليه آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وقال إن الإصلاح بين الناس “عبادة عظيمة يحبها الله ورسوله”.

وأضاف نائب رئيس المجلس “علينا التحرر من كل الفتن ببث الصلح والمحبة بين الناس والأخوّة والتنازل والصفح”.

وشدّد على أهمية أن يبتغي المصلح وجه الله تعالى وأن يخلص النية فلا يبتغي جاها ولا مالا.

ثمّ كانت كلمة للسيد حسن عماد عبد الغني، مركز لجنة إفشاء السلام المحلية في كفر قرع، وأسهب بدوره في الحديث عن فضل إفشاء السلام والصلح بين الناس وفق ما دعا إليه الإسلام ونص عليه القرآن الكريم والسنة المطهرة.

واكد عبد الغني أن التعاون على المحبة بين الناس هو ركيزة في بناء المجتمعات، محذرا من سيطرة البغضاء والشحناء.

وقال إن مجتمعنا العربي بحاجة إلى مشروع إفشاء السلام في ظل العنف القائم والمهدد لكيانه.

ودعا مركز افشاء السلام المحلية في كفر قرع إلى “التركيز على ما نريد وليس ما لا نريد، من خلال تذويت القيم الفاضلة في النفوس وتربية الأولاد على المحبة”، كما طالب بتضمين التربية على القيم في المناهج التعليمية في المدارس والتركيز على بناء الإنسان لا سيّما في المراحل الثانوية- حيث تضطلع السلطات المحلية بعملية الإدارة والتوجيه- وطالب بفحص إمكانية تعيين اخصائي في المدارس يكون على تواصل دائم مع لجان إفشاء السلام في كل بلدة.

في كلمته، حثّ الأب سيمون خوري عضو الإدارة العامة للجان افشاء السلام، على ضرورة الوحدة بين كافة مكونات المجتمع العربي من أجل مكافحة العنف، داعيا إلى تعزيز “سلاح المحبة وليس محبة السلاح، وقوة المحبة وليس محبة القوة”. على حد تعبيره.

وقال إن السلطات الاسرائيلية معنية بالتقاعس عن القيام بمسؤولياتها تجاه مكافحة العنف لأن من شأن عودة الأمن والأمان إلى المجتمع العربي أن يرفع السقف النضالي للجماهير العربية ويجعلها تنشغل بالمطالبة بتحصيل حقوقها”.

وشكر خوري، الشيخ رائد صلاح ودوره في إطلاق مشروع إفشاء السلام ودخوله إلى كافة البلدات العربية من أجل إنجاح المشروع.

وختم الأب سيمون خوري بالقول “نحن بحاجة إلى الصلح فهو واجب وطني وديني وعلينا ان نتعاون فيما بيننا لتحقيق ذلك ولن يفيدنا أي شيء إلا اذا كان السلام سائدا بين مكونات المجتمع”.

الكلمة الختامية في الاحتفالية، كانت للشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، وقد بارك اللقاء والحضور، وأسهب بتعريف الحضور بمشروع إفشاء السلام منذ انطلاقته قبل نحو 5 أشهر وعملية تشكيل لجان محلية في أكثر من 95% من البلدات العربية هذا إلى جانب مباشرة التوقيع على ميثاق السلم الأهلي في العديد من البلدات العربية.

وجدّد التأكيد على ان القاعدة التي وجّهت الإدارة العامة للجان إفشاء السلام وهي بناء لجان محلية في كل بلدة تمثل التعدديات الدينية والسياسية والحمائلية- وفق الفهم الراشد والإيجابي لمفهوم الحمائلية-.

وأضاف “نريد أن يحتشد كل مجتمعنا في دائرة لجان افشاء السلام المحلية كي نسير سويا يدا بيد في هذه المهمة التي لا يعين عليها الا الله تعالى”.
وتحدّث الشيخ رائد عن حرص الإدارة العامة للجان إفشاء السلام على إقامة لجان إفشاء سلام نسائية ولجان شبابية وطلابية خلال المرحلة المقبلة.
وقال “كذلك نطمع في قادم الأيام أن نحول كل مسجد وكنيسة وخلوة إلى لجنة إفشاء سلام”.

وتابع “نحن على تواصل مع القيادات الدينية في مجتمعنا العربي وسنلتقي قريبا مع كل هذه الجهود والعناوين من أجل توحيدها في جهد عملي واحد، نصنع منه سفينة نجاة لكل مجتمعنا نحو شاطئ الأمن والأمان والتغافر والتسامح والموفق هو الله تعالى”.

واستطرد ” صحيح أنّ الحمل ثقيل والتحديات صعبة والظرف شائك، ولكن العلاج ليس مستحيلا”.

واستعرض الشيخ رائد صلاح استراتيجيات عمل مشروع إفشاء السلام: الخطوة الوقائية، والخطوة العلاجية وخطوة الردع. مؤكدا أنها تعتمد على عنصر أساس- بعد التوكل على الله- ألا وهو العمل ثمّ العمل في الميدان.

وكشف عن مبادرة ستقوم بها لجان إفشاء السلام في أول يوم سبت غداة عيد الأضحى المبارك عبر زيارة البلدات مسلوبة الاعتراف في النقب وتوزيع هدايا العيد على الأهل هناك بدافع صناعة التراحم والتواصل مع هذه البلدات المنسية.

كما كشف عن تواصل مع عدد من الفنانين في مجال التمثيل من أجل صناعة عمل مسرحي يحثّ على إفشاء السلام وعرض المسرحية لاحقا في البلدات العربية، هذا إلى جانب الاستثمار في المجال الرياضي من خلال إقامة مباراة في كرة القدم تجمع كل نجوم كرة القدم في المجتمع العربي تحت شعار “إفشاء السلام” إلى غير ذلك من المشاريع ذات الصلة.

وقال رئيس لجان إفشاء السلام، إن التعاون من اجل تنفيذ هذه البرامج مهم جدا من أجل تجديد العهد مع كافة القيم في حياتنا وفي بيوتنا ومع عائلاتنا وأزواجنا وأولادنا.

وختم الشيخ رائد صلاح كلمته بالتأكيد على أن مشوار مشروع إفشاء السلام بحاجة إلى الجهود المضنية والتكاتف بين الجميع مشيرا إلى أن “هذا مشروع ليس لأبناء جيلي، ولكنه لكل الأجيال القادمة، نحن سنقوم بوضع الخطوات الأولى ثم تكمل الأجيال من بعدنا هذا المشوار”.

في نهاية الاحتفالية قام الحضور بالتوقيع على ميثاق السلم الأهلي في مسيرتنا الفلسطينية وسط أجواء من الفرح والتعاهد على الالتزام ببنود هذا الميثاق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى