أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

“مدى الكرمل” يعقد مؤتمره السنويّ.. الشيخ رائد صلاح يشارك في المؤتمر بمداخلة حول مشروع لجان إفشاء السلام (شاهد)

طه اغبارية

عقد مركز مدى الكرمل- المركز العربيّ للدراسات الاجتماعيّة التطبيقيّة، اليوم السبت، مؤتمره السنويّ للعام 2022، وذلك في القصر الثقافيّ في مدينة رهط.

طرح المؤتمر مقارَبات نظريّة وتطبيقيّة بشأن العنف والجريمة في المجتمع الفلسطينيّ في الداخل، بمشاركة كوكبة من الأكاديميّين والسياسيّين والناشطين، حيث نوقشت ستّ أوراق بحثيّة بهذا الشأن.

افتُتح المؤتمرَ بكلمة ترحيبية للشيخ فايز أبو صهيبان، رئيس بلديّة رهط، مثنيا على المؤتمر وعنوانه لهذا العام واختيار منطقة النقب لعقده، وأكد على ضرورة تضافر كافة الجهود بين كافة المكونات من اجل إيجاد حلول عملية للعنف والجريمة في المجتمع العربي.

وكانت الجلسةَ الأولى، بعنوان “مقاربات سياسيّة ونظريّة مقارنة حول العنف”، ترأستها د. راوية أبو ربيعة، المحاضِرة في قسم الحقوق في كلّيّة ساﭘـير. وعرضت شهرزاد عودة، طالبة الدكتوراة في علم الاجتماع والأنثروﭘـولوجيا في الجامعة العبريّة في القدس، المحامية والباحثة، ورقةً بحثيّةً بعنوان: “تجارب مجتمعيّة في مكافحة العنف والجريمة”، كما عرضت ميرﭬـت أبو هدوبة، طالبة الدكتوراة في قسم السياسة والحُكْم بجامعة بن ﭼـوريون، بئر السبع، ورقةً بعنوان: “الأقلّيّات والجهاز الشرطيّ: الأقلّيّة العربيّة – العنف الطاغي وغياب الشرطة”. وقدّمت هبة زيدان، العاملة الاجتماعيّة العلاجيّة، المرشَّحة لنَيْل درجة الدكتوراة في الخدمة الاجتماعيّة من الجامعة العبريّة في القدس، الورقةَ الثالثة وكانت بعنوان “العلاقة بين التعرُّضِ لعوامل الإجهاد النفسيّ على خلفيّة اجتماعيّة سياسيّة، وممارسةِ العنف الزوجيّ لدى الفلسطينيّين”.

مداخلة الشيخ رائد

في مستهل مداخلته للمؤتمر، أكد الشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني، أن هناك ضرورة لوضع حلول عملية لظاهرة العنف والجريمة في المجتمع العربي “حتى لا يكون المؤتمر ترفا أكاديميا”، موضحا أن مشروع إفشاء السلام اجتهد أن يضع حلولا عملية لتفاقم العنف والجريمة من خلال “هيكلة لجان إفشاء السلام، واستراتيجيات إفشاء السلام”.

واستعرض الشيخ رائد منجزات مشروع إفشاء السلام لغاية اليوم، والمتمثلة بتشكل لجان إفشاء سلام محلية في أكثر من 90% من البلدات العربية في الداخل، من الجليل إلى حتى النقب، وأن تعكس كل لجنة محلية بناء كل بلدة من حيث مكوّناتها السياسية والدينية والحمائلية، مشيرا إلى أنه جرى تقسيم مناطق الداخل الفلسطيني إلى تسعة أقاليم، ورؤساء هذه الأقاليم يشكلون الإدارة العامة للجان إفشاء السلام في البلدات العربية فيما يترأس هو (الشيخ رائد) الإدارة العامة.
وقال إن الإدارة العامة تعقد جلسات أسبوعية متتالية وتقر الخطط والبرامج العملية بهدف التقدم إلى الأمام.

وبخصوص التطلعات المقبلة لمشروع إفشاء السلام- بحسب الشيخ رائد- ستشمل: إكمال تشكيل لجان محلية في البلدات المتبقية، وتشكيل لجان تخصصية على مستوى كل بلدة: لجنة شبابية، ولجنة نسائية، ولجنة طلابية في كل مدرسة. هذا إلى جانب التواصل كل القيادات الدينية من الأهل المسلمين والمسيحيين والدروز، وإقامة لجنة إفشاء سلام في كل مسجد وكنيسة وخلوة.

وتابع أن المرحلة المقبلة ستشمل كذلك عقد مؤتمرين للقيادات الدينية المسيحية وآخر للقيادات الدينية الدرزية لافتا إلى أنه سبق وعقد مؤتمر للقيادات الدينية المسلمة وأئمة المساجد.

وأكد الشيخ رائد صلاح أن الطريق في مسيرة مشروع إفشاء السلام لا يزال طويلا مشدّدا “ولكن نحن مصممون على السير حتى النهاية”.

ثمّ استعرض استراتيجيات المشروع وهي: الخطوة الوقائية، والخطوة العلاجية وخطوة الردع، مسهبا في أن “90% من عملنا سينشط في الجانب الوقائي من خلال تنفيذ مشاريع: تربوية، وتعليمية، ورياضية، وفنية، وأدبية، وفكرية وإعلامية، أو حتى أعمالا تطوعية، بحيث تهدف كل هذه النشاطات إلى تجديد العهد مع قيمنا ومع السلم الأهلي، ومع المودة والرحمة بين الزوجين، والجيرة الصالحة والرحمة بالأطفال، وبر الوالدين، وكرامة المرأة والمعاملة الراشدة في مجتمعنا فضلا عن تجديد العهد مع لغتنا العربية ومع ثوابتنا في كل أبعادها”.

وتطرق-الشيخ رائد- إلى المواثيق التي صاغتها لجان إفشاء السلام وفي مقدمتها “ميثاق السلم الأهلي في مسيرتنا الفلسطينية” ومواثيق: السلم الأهلي في بيوتنا، وفي دور العبادة، ومدارسنا ولذوي الاحتياجات الخاصة وفي سلطاتنا المحلية، وذلك بهدف “تذويت كل قيم هذه المواثيق في اعمالنا ضمن الخطوة الوقائية” كما قال.

وأكمل “سنحرص على السعي الجاد إلى عقد لقاءات أحياء ما بين كل لجنة محلية مع المجتمع المحلي لكل بلدة، حتى نفتح حوارا مع مجتمعنا، ونسمع من كل الناس بهدف خلق شكل من التلاحم ما بين الجميع على كل الأصعدة”.

ملمّحا إلى المشاركة الجماهيرية الضعيفة في المؤتمر، قال الشيخ رائد “يؤلمني اننا نعاني من ضعف العلاقة ما بين القيادة السياسية والجماهير، ونعاني من ضعف بين القيادة الفكرية والجماهير، واقع الحال في القاعة يدل على ذلك”.

وعن الخطوة العلاجية، قال الشيخ رائد “لقد بدأنا في هذه الخطوة ونريد أن نصل لمرحلة نطمئن فيها انه لا يوجد بلدة من بلداتنا مهما كانت صغيرة، إلا وسنضمن ان يكون فيها لجنة اصلاح محلية مع رؤية وضعناها، وهي: أن نسعى لعلاج مشاكلنا في كل بلدة وهي في مهدها، ونسعى الى أصحاب المشاكل، نجدول المشاكل على أمل أن نحيط فيها بكل بلد أو تبادر كل لجنة اصلاح محلية لمعالجة المشاكل وهي في مهدها”.

ولفت إلى أنه “من تجاربنا معظم المشاكل التي خاضت فيها لجان الإصلاح تمّ علاجها، وهذا يدل أن طينة مجتمعنا طيبة وخيرة وتميل إلى الصلح الأهلي”.
أمّا حول خطوة الردع فبيّن رئيس لجان إفشاء السلام أنه “قريبا، سنطرح مخططا عمليا لمشاريع جماهيرية ذات أساليب مختلفة هدفها أن نواصل الضغط على المؤسسة الإسرائيلية كي تقوم بواجبها وأن تجمع سلاحها الذي سهّلت انتشاره”.

وختم الشيخ رائد صلاح ورقته لمؤتمر “مدى الكرمل”، بالقول “ما اتحدث عنه مشروع طويل وشائك يريد تضحية وعمل، وهو مشروع أدرك أنه لن يكتمل في جيلي، وطمعي أن نضع خطوات قوية صلبة وبدايات صحيحة حتى تأتي الأجيال وتكمل الطريق. وقناعتي أنّه لا يوجد طريق آخر غير هذا الطريق، وأنا مقتنع كذلك أننا بحاجة إلى فتح حواء مباشر مع المتعثّرين من أفراد مجتمعنا، لأنه لا يوجد في مجتمعنا أشرار بالمطلق، أدرك أن لهذه الخطوة محاذيرها، ولكن بحكمة ونفس طويل وباختيار مناسب، يمكن أن نسير في هذه الخطوة، قناعتي- كواحد عانى من العنف السياسي والأسر والعزل الانفرادي- أنه مع كل التحديات ففي ظل طريقنا الواضح سنصل أن شاء الله تعالى”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى