أخبار رئيسية إضافيةمقالاتومضات

هل ممنوع- قانونا- التقاط الصور معي

الشيخ رائد صلاح

لا يزال يطل على الناس بين الحين والآخر عبر وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة بعض الإعلاميين الإسرائيليين مُدّعين لأنفسهم أنهم (جهابذة!!) الخبراء في الشؤون الإسلامية العروبية الفلسطينية، فارضين أنفسهم أنهم هم الذين يملكون الحقيقة فقط، فالحق ما قالوا، وما سواه هو باطل، والدليل ما روّجوه، وما سواه هو إشاعات رخيصة، وخلاصة ما تنضح به ألسنتهم أو أقلامهم يجب أن يذعن له الجميع، وأن يتبناه الجميع، رغم أنوف الجميع، حتى لو كان مصادما لأبسط مفاهيم الشؤون الإسلامية العروبية الفلسطينية. حتى هذه اللحظات لم يقل لنا هؤلاء (الجهابذة!!) من الخبراء الإسرائيليين كيف أصبحوا مرة واحدة وبلا مقدمات خبراء في الشؤون الإسلامية العروبية الفلسطينية؟! هل أصبحوا خبراء لأن أحدهم كان محققا مع بعض المعتقلين السياسيين الفلسطينيين، ونجح أن ينتزع منهم بعض الاعترافات، فأصبح خبيرا على إثر ذلك بعد بضع سنين؟! أم أصبحوا خبراء لأن أحدهم كان يعمل- أصلا- في سلك جمع المعلومات المخابراتية بضع سنين، فأصبح خبيرا على إثر ذلك؟! أم أصبحوا خبراء لأن أحدهم نجح أن يربط علاقة تزاور مع البعض منا، ونجح أن يأكل على إثر ذلك من المقلوبة والملوخية والمحاشي التي نطبخها في بيوتنا، ونجح أن يُحاكي بعض عاداتنا، وبعض لهجات حديثنا فأصبح خبيرا على إثر ذلك؟! بغض النظر عن السبب الذي فرض هؤلاء (خبراء!!) في الشؤون الإسلامية العروبية الفلسطينية، فإن الذي يستمع لهم في وسائل إعلام إسرائيلية يكاد أن يأخذه الغثيان وأن يتقيأ، ما في بطنه أو أن يستلقي على ظهره من شدة الضحك بسبب ما يروجه من تفاهات هؤلاء (الجهابذة!!) من الخبراء الإسرائيليين، من تحليلات مصطنعة ووهمية، ومثيرة للشفقة!! وكان من آخر تحليلاتهم أن راح بعضهم يثير الجماهير على اكتشاف وقع بين يديه لم يأتِ به الأولون ولا الآخرون!! ما هذا الاكتشاف الخارق؟! لقد اكتشف هذا (الجهبذ!!) الخبير في صفحات التواصل المكشوفة لكل الناس وجود صورة مشتركة لي ولأحد من قاموا بعملية الخضيرة التي كانت قبل أيام، ثم راح هذا (الجهبذ!!) الخبير يسير على رؤوس أصابع قدميه، وينفخ أوداجه، ويحد أسنانه، ويدّعي أن هذه الصورة تدين الشيخ رائد صلاح، لدرجة أن بعض هؤلاء (الجهابذة!!) من الخبراء الإسرائيليين راح يدعي أنه يمكن إطلاق اسم (داعش-صلاح) على هذه العملية!! وهكذا هزلت ثم هزلت تفاهات هؤلاء (الجهابذة!!)، وهكذا تدنت إلى الحضيض حتى وصلت إلى هذا المستوى الرخيص المنفوخ حقدا وكراهية وتحريضا إلى حد دعا البعض على إثر هذه التحليلات العمياء إلى اعدامي، وعلى هذا الأساس فإني أتساءل:

1- بعد أن أكرمني الله تعالى وخرجت من ظلمة السجن إلى شمس الحرية قبل بضعة أشهر بلغ عدد الصور التي التقطها بعض الأهل معي على صعيد الكبار والصغار والرجال والنساء أكثر من عشرة آلاف صورة، فهل سأكون مسؤولا عن تصرفات كل هؤلاء الآلاف ممن التقطوا صورا معي وفق (ألمعيات!!) هؤلاء (الجهابذة!!) من الخبراء الإسرائيليين؟

2- لا يمضي يوم عليّ إلا ويتقدم البعض مني ويلتقط له صورة مشتركة معي حتى هذه اللحظات!! سواء كنت أسير في الشارع أو أصلي في المسجد أو أتسوق في محل تجاري، لا بل حدث وأن كنت في بعض بيوت العزاء فالتقط بعضهم صورا له معي، فهل سأكون مسؤولا عن تصرفات كل من سيلتقط صورة له معي حتى قيام الساعة؟!

3- أكرمني الله تعالى وزرت المسجد الأقصى المبارك للمرة الأولى بعد خروجي من السجن قبل بضعة أشهر فبلغ عدد الصور التي التقطها بعض الأهل معي المئات، ثم زرت المسجد الأقصى المبارك مرة ثانية فظلّت ظاهرة التقاط الصور معي مستمرة، ثم زرت المسجد الأقصى مرة ثالثة، فظلت ظاهرة التقاط الصور معي مستمرة، فما هو المطلوب؟! هل أكتب على ثيابي من الأمام والخلف: ممنوع قانونا التقاط الصور معي، ومن يخالف ذلك فهو عرضة للعقاب؟! وهل هذا ما يبحث عنه هؤلاء (الجهابذة!!) من الخبراء الإسرائيليين؟!

4- كنت ذات يوم مسافرا إلى الأردن، وعندما أوشكت أن أتجاوز الحاجز الإسرائيلي نحو الأردن، وإذ بموظفة إسرائيلية قد تقدمت مني والتقطت صورة لها معي، فهل سأكون مسؤولا عن تصرفات هذه الموظفة الإسرائيلية ما دامت في هذه الدنيا.

5- كنت قد شغلت منصب رئيس بلدية أم الفحم منذ عام 1989 حتى عام 2002، وخلال هذه الأعوام تمّ التقاط صور لي مع بعض المسؤولين الرسميين الإسرائيليين بحكم العلاقة الرسمية التي تربط بلدية أم- الفحم كمؤسسة رسمية مع بعض الدوائر الرسمية الإسرائيلية، ولذلك كان لي على سبيل المثال بعض الصور المشتركة مع (آرييه درعي) عندما كان يشغل منصب (وزير الداخلية) ثمّ- كما يعلم الجميع- دخل الوزير (آرييه درعي) السجن بعد إدانته في مخالفات جنائية، فهل كان المطلوب تحميلي مسؤولية هذه المخالفات التي وقع فيها الوزير (آرييه درعي) وفق حسابات هؤلاء (الجهابذة!!) من الخبراء الإسرائيليين.

6- كنت ذات يوم متجها لأداء صلاة الظهر في مسجد عبدالله ابن مسعود في مدينتي أم-الفحم، وخلال الطريق مررت عن محل تجاري، فخرج منه شاب إسرائيلي كان قد أتى بشحنة بضائع إلى ذاك المحل، ثم التقط صورة له معي، فهل هذا يعني أنني سأتحمل تبعة سلوك هذا الشاب الإسرائيلي ما دام في هذه الدنيا.

7- أنا أسأل هذه الأسئلة وكلي قناعة أن كل عاقل في الأرض يعرف جواب هذه الأسئلة عن ظهر قلب، ويدرك أن من الجنون تحميل تبعة سلوك إنسان يُدعى (س) لإنسان آخر يُدعى (ص)، لأن (س) كان قد التقط صورة له مع (ص)، لذلك يسأل كل عاقل في الأرض بصوت عال ويقول: إذا كان جواب هذه الأسئلة واضحا لا ينتطح عليه عنزان، فلماذا يصر هؤلاء (الجهابذة!!) من الخبراء الإسرائيليين على مصادمة فهم كل عاقل في الأرض؟! فيما يعاندون على المكشوف ويصرّون على سلق الشيخ رائد صلاح بألسنة وأقلام حداد، وهم يدركون في قرارة أنفسهم أنهم على باطل؟! هذا ما سأكتب عنه في المقالة القادمة بإذن الله تعالى.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى