أخبار عاجلةمقالاتومضات

نواب “الموحدة” تجاوزوا كل الحدود بدون خجل

الإعلامي أحمد حازم

الأمثال الشعبية لم تأت من فراغ، بل هي نتيجة تجارب مرّت بها المجتمعات وأصبحت فيما بعد على كل شفة ولسان في المجتمعات. مثل المثل القائل: “اللي بستحوا ماتوا” أو القول “إذا لم تستح فافعل ما تشاء”. وإذا كان الحياء خلقا نبيلا يتباهى به المؤمنون، فهو أيضا شعبة من شعب الإيمان التي تقود صاحبها إلى الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة) رواه أحمد والترمذي. ومن أجل ذلك جاء اقتران الحياء بالإيمان. وقد عُرف النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق واشتُهر عنه.

ومن المفترض بعضو الكنيست منصور عباس أن يكون على علم تام بذلك وأن لا تنقصه هذه المعرفة خصوصًا وأنه قيادي في الحركة الإسلامية (الجنوبية) وكان أيضًا إمامًا سابقًا لأحد المساجد. لكن على ما يبدو فإن قرارات الكنيست تأتي في المرتبة الأكثر أهمية من الأحاديث عن الحياء والخُلق. منصور عباس ونتيجة لممارساته السياسية إن كان ذلك ضمن الائتلاف الحاكم أو خارجه، لم يفاجئنا (هو وشركاؤه في الموحدة) بالموافقة على مشروع قانون التجنيد، والذي ينص على تمديد فترة الخدمة العسكرية.

الهيئة العامة للكنيست صادقت الأسبوع الماضي بالقراءتين الثانية والثالثة، على المشروع الذي قدّمته وزارة الأمن الإسرائيلية ووزيرها بيني غانتس، وأيد 58 عضوا القانون وعارضه 57 أي بفارق صوت واحد، هذا يعني أن تصويت منصور عباس، مازن غنايم، وليد طه وإيمان خطيب، نواب القائمة العربية الموحدة، هم “العرب الجيدون” الذين صوتوا إلى جانب القانون. يعني لولا أصوات الموحدة “المحترمة” لما مرّ مشروع القانون.

السؤال المطروح: لماذا يوافق عباس على مشروع قانون مثل هذا لا مصلحة إيجابية للعرب فيه؟ بل على العكس من ذلك إنه يزيد عدد الجنود، والتصويت على إدخال الجيش في مصلحة سجون الاحتلال والشرطة. تصوروا أن موافقة “الموحدة” على هذا المشروع يأتي في وقت يتذكر فيه فلسطينيو الداخل ما حدث لهم في شهر آذار أي في يوم الأرض، الذي سقط فيه شهداء من سخنين (مدينة مازن غنايم) وعرابة ودير حنا، خلال الدفاع عن أرضهم عندما حاولت الحكومة ابتلاعها. وبدون شك فإن موافقة عباس على القرار له بالتأكيد حسابات سياسية مستقبلية، وقد تكون على شكل وعود من “سيدهم” بينيت. وإلاّ لماذا يوافق عباس على مشروع قرار لا علاقة للعرب به؟

وسؤال آخر مطروح أيضًا: لماذا يوافق مازن غنايم على هكذا اقتراح وهو ابن سخنين المعروفة بتاريخها النضالي وتضحيات أهلها من أجل الوطن؟ علمًا بأن غنايم لم يترعرع على تربية الإسلامية الجنوبية، وأنه من ناحية سياسية تربى على أفكار “التجمع” بعكس وليد طه وإيمان الخطيب اللذين رضعا من حليب “الإسلامية الجنوبية”.

موافقة منصور عباس، تعتبر فضيحة جديدة تضاف إلى خزينة فضائحه السابقة. والمثل الشعبي يقول: “المبلول ما بهمو زخات المطر”. في الأسبوع الماضي رفع عباس يده مؤيدًا زيادة مبالغ التقاعد لضباط الجيش والجنود بمليارات الشواكل. وبموجب القانون الجديد، ستصبح تلك الزيادة قانونية.

والحقيقة أن نواب “الموحدة” تجاوزوا كل الحدود، وضربوا بعرض الحائط كل الثوابت الوطنية دون خجل وبلا حياء. ومن المفترض أن يكون عقابهم في صناديق الاقتراع لمن يؤمنون بانتخابات الكنيست. لكن إذا كانت الطيور فعلًا على أشكالها تقع فلا نفع للصناديق وغيرها.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى