أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحلياتومضات

أم الفحم… الشيخ رائد صلاح في لقاء مفتوح مع الجمهور

طه اغبارية

استضاف المركز الجماهيري في مدينة أم الفحم، مساء أمس السبت، الشيخ رائد صلاح، رئيس لجنة إفشاء السلام القطرية المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، في لقاء مفتوح مع الجمهور جرى بثّه على الهواء مباشرة عبر صفحة المركز الجماهيري على “فيسبوك”، في حين أدارت اللقاء الإعلامية شيرين يونس.

تطرق الشيخ رائد في اللقاء إلى تجربته في السجن والعزل الانفرادي، مؤكدا أن المؤسسة الإسرائيلية أرادت من خلال محاكمته تجريم الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية وقال “محاضر جلسات التحقيق والمحاكم تؤكد أنّ من كان يحاكم ليس شخصي، وإنما القرآن الكريم والسنة النبوية واللغة العربية والفلكلور الفلسطيني”. وأوضح أن كتابا له بعنوان “لله ثمّ للتاريخ” سيصدر قريبا يحمل شهادته التي أدلى بها في التحقيق عند المخابرات وما قاله في جلسات المحاكم.

وأكد أن قرار عزله اتخذ من أعلى قمة الهرم السياسي في المؤسسة الإسرائيلية وفق ما اعترف أمامه أحد مديري السجون التي كان اعتقل فيها.

ثمّ تحدث عن مشروع إفشاء السلام الذي يقوده في الداخل الفلسطيني، وتناول استراتيجية العمل في المشروع، بدءا من إقامة لجان إفشاء سلام محلية في كل البلدات العربية وصولا إلى عقد مؤتمر عام لكل اللجان وإقامة لجنة إصلاح قطرية.

وأشار إلى أن مهمات لجان إفشاء السلام ستركز على: “المهمة الوقائية والتي لها نسبة 90% من أعمال اللجان وتنشط في تعزيز قيم التراحم ولغة الحوار بين الناس. والمهمة العلاجية من خلال إقامة لجان إصلاح في البلدات العربية ولجنة اصلاح قطرية. ومهمة الردع وتتحمل مسؤوليتها الجهات الرسمية وسينصب العمل في هذا البعد من خلال التواصل مع السلطات المحلية واللجنة القطرية للرؤساء وتفعيل الجانب الجماهيري لتشكيل قوة ضغط على المؤسسة الإسرائيلية لتقوم بواجباتها في جمع السلاح ومحاربة العنف”.

وحول سؤال بشأن طريقة التعامل مع الجهات المنخرطة في العنف، قال الشيخ رائد إنه يمكن فتح عملية حوار مع هذه الأطراف ومناقشتها بهدف محاولة تغيير ما في داخلها، كما فعل الشيخ عبد القادر الجيلاني في عصره مع العناصر المنحرفة ونجح في تغيير قلوب الآلاف منهم وكانوا من جنود جيش صلاح الدين الأيوبي في الحرب ضد الصليبيين.

وأضاف إنه “سنسعى إلى تعزيز دور لجان إفشاء السلام من خلال إقامة قيادة دينية من المسلمين والمسيحيين والدروز لتكون سندا للجان إفشاء السلام”. وأشار إلى عقد لقاء مطلع الشهر القادم مع أكبر عدد ممكن من أئمة المساجد والعلماء في الداخل الفلسطيني بهدف استعراض الدور المطلوب منهم في مكافحة العنف والجريمة.

ولفت إلى أن الجيل الشباب سيكون له نصيب من عمل لجان إفشاء السلام من خلال احتضانه والاستفادة من تجارب الحراكات الشبابية التي انطلقت في العديد من البلدات العربية.

في الشأن السياسي وردًا على سؤال حول مشاركة القائمة الموحدة في الائتلاف الحكومي، أكد الشيخ رائد أن هذه المشاركة كانت لها تداعياتها الخطيرة من خلال تصريحات الدكتور منصور عباس بشأن حائط البراق والدولة اليهودية، وتابع “عندما اسمع الدكتور منصور عباس يبدي الموافقة على أن يكون للمجتمع الإسرائيلي مكان للصلاة عند حائط البراق، فهذا من التداعيات الخطيرة التي تصادم ثوابتنا. لم أجد في كل تاريخنا الإسلامي مثل هذا التصريح وهو يصادم ثوابتنا بكل وضوح. هذا إلى جانب تصريح الدكتور منصور وموافقته لرواية يهودية الدولة، فهذا التصريح يصادم ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية ويحوّلنا إلى عابري سبيل في أرضنا وبيوتنا ومقدساتنا. التداعيات إذًا وقعت، ولكن علينا حين تناولها الابتعاد عن التخوين والتكفير والتجريح، حقنا أن ننتقد هذه التصريحات، ولكن بالحفاظ على أدب النقد”.

وفي شأن النقب والأحداث الأخيرة، شدّد الشيخ رائد صلاح على ما دعا إليه في المقال الذي نشره الجمعة في صحيفة “المدينة” بخصوص ضرورة تحييد قضية النقب المناكفات السياسية بين المشتركة والموحدة، وقال “قضية النقب مصيرية بكل معنى الكلمة، علينا أن نحافظ عليها جميعا لحشد كل جهودنا بعيدا عن أي اجتهاد لنيل مرابح حزبية أو سياسية أو حركية، المطلوب أن يلتقي الجميع على حملها، مع قناعة أن تكون مشاركتنا في همّ النقب مشاركة الشعور أننا وأهل النقب في مصير واحد”.

كما دعا إلى ضرورة الملاحقة القانونية للإعلاميين والسياسيين الإسرائيليين الذي يمارسون التحريض على أهل النقب، وقال “لا يجوز ان نكتفي بالتنديد حين يشيطن هؤلاء أهل النقب بهدف نز شرعية وجودهم ومحاولة تبرير مصادرة أرضهم وهدم البيوت والتحريش. المطلوب أن نتابع كل هجوم أرعن يحاول النيل من أهلنا في النقب ونطارده عبر المحاكم ونطالب بمحاكمته ونواصل هذه المطاردة حتى النهاية حتى يشعر كل من يتفوّه ضد النقب بأنه لن يكون بمأمن من المطاردة القانونية”.

حول تصوره لحل المشاكل الطارئة والملحة في النقب وفي البلدات مسلوبة الاعتراف، قال الشيخ رائد صلاح “نؤكد أنّ حمل النقب ثقيل وعلينا أن نتعاون جميعا عليه، بما يحتاجه من محامين ومؤازرة معتقلين ومؤازرة البلدات مسلوبة الاعتراف. سيكون لنا قريبا لقاء لإنشاء لجان افشاء السلام في البلدات مسلوبة الاعتراف وسنقوم بإحصاء أهم الضروريات والاحتياجات الملّحة لهذه البلدات ومن خلال جهود لجان إفشاء السلام سنوّفر لها هذه الاحتياجات”.

في المحور السياسي الفلسطيني وتطبيع بعض الأنظمة. قال الشيخ رائد بخصوص التطبيع “لا يخيفني التطبيع- وإن كان محزنا وصادما-، لأنه وُلد شاذا مصادما لثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، من طبّعوا من العناوين العربية بالكاد يمثلون أنفسهم. لكن الشعوب مع ثوابتها الإسلامية العروبية الفلسطينية، وهي تمثل القول الأخير في كل هذه القضايا ولا يصح إلا الصحيح في نهاية الأمر، وهو ما تحفظه لنا ثوابتنا”.

ورأى أن القضية الفلسطينية رغم كل المعاناة والجراح، لكن مسيرة التاريخ عبر قرون تؤكد أنه لا يمكن أن يدوم أي احتلال وهذا لن يكون بمنأى عن الاحتلال الإسرائيلي الذي سيزول في النهاية وتتحقق للشعب الفلسطيني مطالبه الحقة العادلة.

وفي سؤال حول تغليب الحركات والأحزاب الدينية للسياسي على الديني وأن هذا-وفق البعض- أدى إلى استفحال العنف، قال الشيخ رائد “الإسلام مفهوم شامل والسياسية هي جزء من هذا الفهم الشامل، ربما تكون هناك لحظات مرّت غلبت فيها المشاريع الإسلامية نشاطها السياسي على الدعوي، ولكن في المجمل هناك اجتهادات دائمة للقيام بكل الأدوار المطلوبة”.

وأشار إلى أن حظر الحركة الإسلامية إسرائيليا أواخر عام 2015، ترك فراغا كبيرا لم يملأه أحد على الأصعدة الدعوية والاجتماعية واحتضان الشباب ورعاية المقدسات.

وقال إن “الحركة الإسلامية المحظورة لم تكن بطبيعة الحال معصومة عن الأخطاء، ولكن مواقفها من الثوابت كانت واضحة وربما لو كان أي لين في مواقفها هذه لما جرى حظرها ولما جرى اعتقالي. وقد عُرضت علينا أيام ملف “رهائن الأقصى” وفي سجني عام 2016 من قبل المخابرات عدة عروض منها أن ندخل الكنيست مقابل إتاحة حرية العمل. أكدنا موقفنا الرافض وانتصارنا لقناعاتنا والثوابت التي تحكمنا”.

وحول موقفه من ظاهرة الشذوذ الجنسي وفتح ملاجئ لهم!! قال الشيخ رائد إن الموقف من هذه الظاهرة هو موقف القرآن الكريم والسنة النبوية وهو حرمة الشذوذ الجنسي ورفض هذه الانزلاق الخطير في مسيرة المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل وقال “أي مجتمع يبدأ بالتنازل بالتقسيط عن ثوابته يكتب على نفسه الانتحار على مراحل”.

في نهاية اللقاء المفتوح أجاب الشيخ رائد صلاح على أسئلة الحضور في قاعة المركز الجماهيري في مدينة أم الفحم والتي تمحورت حول موضوعات مرتبطة بالعنف ومشروع إفشاء السلام وسبل النهوض بالمجتمع العربي في المجالات المختلفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى