التحقيق الإسرائيلي في واقعة استشهاد المسن الفلسطيني عمر أسعد يشير إلى “فشل قيمي وأخلاقي” عند الجنود القتلة… و”العقاب” توبيخهم!!
طه اغبارية
لم تتوقف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني في يوم من الأيام، دون أن تردعه المطالب الدولية بوقف ممارساته، لكن واقعة استشهاد المسن الفلسطيني عمر محمد عبد المجيد أسعد (78 عاما) جعلت الاحتلال يحقق مع نفسه! نزولا كما يبدو عند رغبة الحليف الأمريكي الذي طلب “إيضاحات” من الجانب الإسرائيلي بشأن جريمة إعدام الشهيد أسعد، حيث كان يحمل الجنسية الأمريكية.
واعترف الاحتلال في “التحقيق مع نفسه” حول ظروف وملابسات استشهاد أسعد بوجود “فشل قيمي وأخلاقي” لكنه مقتصر على مجموعة الجنود التابعين لما يسمى كتيبة “هناحل هحريدي” (نيتساح يهودا) في جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا الشهيد بعد ان نكّلوا به رغم كبر سنه وعدم تشكيله أي خطر يذكر على القتلة.
وذكر بيان لجيش الاحتلال أن نتائج “التحقيق” وضعت على طاولة رئيس الأركان الإسرائيلي، أفيف كوخافي، الذي تبناها!!
وادّعى أن كوخافي قرر “توبيخ” قائد كتيبة “نيتساح يهودا”، ومنع الضباط المتورطين بالواقعة من إشغال مناصب قيادية مدة عامين.
وبرّأ جيش الاحتلال بحسب البيان جنوده من “استخدام العنف” ضد الشهيد زاعما أن ما جرى كان مجرد “محاولة التغلب على مقاومته للاعتقال”!
وأعرب بيان الجيش عن “أسفه” لمقتل الشهيد عمر عبد المجيد أسعد الذي يحمل الجنسية الأمريكية.
وفي تفاصيل الواقعة الحقيقية فقد انتهك جنود الاحتلال كافة الحقوق الآدمية لأسعد، واعتدوا عليه بعد اعتقاله ثم تركوه داخل منزل مهجور في ساعات الفجر في ظل أحوال جوية عاصفة وشديدة البرودة وهو مكبل اليدين ومكمم الفم والعينين، حتى فارق الحياة.
