السودانيون يجددون الخروج في المليونية الـ20 ضد الانقلاب

تستعد الخرطوم ومدن سودانية، أخرى، اليوم الإثنين، للخروج إلى الشوارع في مليونية جديدة، تسعى لإجبار العسكر على التنحي عن السلطة.
ودعت لمليونية اليوم، “لجان المقاومة” بمدينة الخرطوم ومدن أخرى، ودعمها “تجمع المهنيين السودانيين”، وتنظيمات نقابية ومهنية أخرى، إضافة لدعم سياسي من تحالف “قوى إعلان الحرية والتغيير”.
وتُعد المليونية العشرين من نوعها منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تاريخ الانقلاب العسكري لقائد الجيش، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” وفيها جميعها لقي 73 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 2200 آخرين طبقاً لتقارير من “لجنة أطباء السودان المركزية”.
وذكرت تنسيقية “لجان مقاومة” مدينة الخرطوم، أن مدن السودان تتسابق، اليوم الإثنين، على خطى الثورة، وتلبية ندائها، مشيرة إلى أن مجزرة 17 يناير/كانون الثاني، كشفت حجم الخوف والرعب الذي يستحكم يوماً بعد يوم في أذهان القتلة. حسب ما جاء في البيان.
وحددت التنسيقية ببيان لها، نقاطاً لتجمّع المليونية في كل من محطة باشدار ومحطة سبعة وحديقة القرشي، جنوبي الخرطوم، وصينية القندول (وسط) وموقف الاستاد وجامعة النيلين (غرب) وتقاطع ببلوس (شرق)، على أن تلتحم كل المواكب مع بعضها البعض، وتتجه إلى القصر الرئاسي في ثلاثة مسارات رئيسة.
ونصحت التنسيقية المشاركين في المواكب بالتزام السلمية، وتنفيذ حملة تتريس منذ الصباح للشوارع، ورصد المندسين وتصويرهم وإبلاغ اللجنة الميدانية، وعدم الاشتباك مع القوات النظامية، وفي حال استخدامها الرصاص الحي، أمرتهم بالانسحاب مباشرةً من المنطقة.
واستبقت السلطات الأمنية مليونية اليوم، باعتقال عدد من نشطاء “لجان المقاومة”، وأشارت معلومة أولية إلى القبض على أربعة منهم بمنطقة العشرة، جنوبي الخرطوم، ومحامٍ من اللجان جنوب الحزام، كما اعتقلت أمس رئيسة مبادرة “لا لقهر النساء”، أميرة عثمان.
ونشرت السلطات وحدات من الشرطة في عدد من النقاط بوسط الخرطوم، بينما تمركز الجيش في نقاط أخرى، كما أغلقت السلطات جسر المك نمر، الرابط بين الخرطوم ومدينة الخرطوم بحري، وذلك عكس ما تعهدت به لجنة أمن الخرطوم، أمس الأحد، باستمرار فتح جميع الجسور.
حيث أشارت اللجنة في بيان إلى أن حركة المرور ستستمر كالمعتاد، دون إغلاق للجسور والكباري الرابطة بين وسط الخرطوم ومناطق أم درمان والخرطوم بحري وشرق النيل، مع الإبقاء على خدمة الإنترنت، وتعهدت اللجنة بتأمين المواقع السيادية والاستراتيجية بوسط الخرطوم، وقبل ذلك حماية حق التعبير السلمي، ووجهت قواتها بضبط النفس، وعدم الاستجابة للاستفزازات التي تصدر من البعض.
وهددت اللجنة بتوثيق أي مظاهر مخالفة للقانون، واعتبار الاعتداء على الممتلكات العامة وإتلافها مخالفة قانونية يُحاسب مرتكبوها عليها، كما سيتم رصد أي مخالفات أثناء المواكب، خاصة التفلتات التي تقع عقب انتهاء المواكب.
وكانت بعثة الأمم المتحدة، قد ذكرت أنها ستخصص الأسبوع الحالي للتشاور مع الجيش وقوات الأمن والحركات المسلحة، بشأن مساعيها لجمع الفرقاء السودانيين، للتوافق على مخرج من الأزمة الراهنة، ودانت البعثة بشدة أمس اعتقال رئيسة مبادرة “لا لقهر النساء”.
إلى ذلك، حذّر حزب “الأمة القومي”، خلال اجتماع لمكتبه السياسي، من مضي الانقلاب العسكري في وحشيته وابتداع أشكال جديدة بارتكاب المجازر العنيفة، واعتقال الثوار بكثافة، واختطاف المصابين من غرف العناية المركزة، وضرب مواكب تشييع جثامين الشهداء، ومحاولات تلفيق تهم القتل والمخدرات للثوار، وغيرها من الاتجاهات غير المسبوقة.
وأوضح الحزب، أن كل ذلك يدفعه الى المطالبة بصلابة وعزم بتنحي رأس الانقلاب، وكامل سلطته الانقلابية فوراً، وإزالة كافة آثار الانقلاب وما ترتب عليه من قرارات، مشيراً إلى أنه سيعدّ مذكرة إضافية تطالب بذلك، وتسلّم في موكب للسلطة الانقلابية.