أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

التحريض الإسرائيلي وفشل فرض العزل القسري

ساهر غزاوي

لم تتوقف حملات التحريض الإسرائيلي الأرعن والمنفلت على الشيخ رائد صلاح منذ لحظة تحرره من سجن مجدو في الثالث عشر من الشهر الماضي لغاية اليوم، هذا التحريض الصادر عن المستوى السياسي والأكاديمي والإعلامي الإسرائيلي، يهدف إلى تشكيل رأي عام ليكون محل اجماع لدى الإسرائيليين بالدرجة الأولى لاستعداء الشيخ رائد صلاح من خلال العزف على اﻟﻮﺗﺮ الحساس “الخطر الأمني” بحسب المفهوم الإسرائيلي، الذي من شأنه أن يشكل الخطر على الأمن القومي الإسرائيلي وعلى حاضر ومستقبل المشروع الصهيوني، مع أن الشيخ رائد ومعه عناوين خطاب الثوابت من قادة وأبناء المشروع الإسلامي لا يملكون من أسباب ووسائل القوة المادية إلا الإيمان بقضيتهم التي لم يتنازلوا عن ثوابتها في سوق مزاد المقايضات والتنازلات.

وعلى الوجه الآخر من هذا التحريض الإسرائيلي الأرعن والمنفلت والذي تُبثُ سمومه في كل مناسبة وبدون مناسبة، فإنه لا يخفى على أحد أنه تحريض مُمنهج ضمن خطة مُعدة مسبقًا بدواليب الأجندات الصهيونية تهدف إلى محاولة فرض عزلة قسرية على عناوين خطاب الثوابت في هذه المرحلة وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح وقادة وأبناء المشروع الإسلامي من خلال التخويف بهم وتجريم التواصل والالتقاء معهم.

نعم هي محاولة لفرض عزلة قسرية عليهم بعد أن أيقنت أبواق التحريض الإسرائيلي أن محاولاتها لعزلهم عن أبناء مجتمعهم في الداخل الفلسطيني وعن أبناء شعبهم في القدس المحتلة وعن أبناء شعبهم الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وكافة أماكن تواجده في الشتات واللجوء وعزلهم عن امتداداهم العربي والإسلامي والإنساني عامة، كل هذه المساعي والمحاولات باءت بالفشل الذريع ولم تنجح في فرض العزلة القسرية عليهم ولن تنجح بإذن الله. ولمن يسأل كيف ذلك؟ فالواقع الميداني يجيب بوضوح وشفافية عن هذا السؤال ولا مجال هنا للتفصيل والشرح المستفيض.

المحاولة الفاشلة لفرض العزل القسري على عناوين خطاب الثوابت في هذه المرحلة وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح وقادة وأبناء المشروع الإسلامي الذين لا يزالون إلى اليوم مُصرّين على السير في طريق خارج إطار اللعبة السياسية الإسرائيلية المتمثلة بالكنيست الصهيوني، ومُصرين على عدم التنازل عن خطاب الثوابت بأبعاده الإسلامية العروبية الفلسطينية، ومُصرّين على عدم التنازل عن القيام بواجب الوقوف في وجه دعاة مشاريع الأسرلة والاندماج وصهينة العقول والمواقف والسلوك، وحتى لو طالهم من الأذى ما طال، لم تبدأ من اليوم، إنما هي مساع ومحاولات مستمرة بدأت منذ أكثر من نحو ربع قرن ووصلت ذروتها في العام 2015 عندما أعلن عن حظر الحركة الإسلامية وإخراجها عن القانون الإسرائيلي، كمحاولة لفرض العزل القسري على الحركة ومنعها من التواصل مع الامتداد الفلسطيني والعربي والإسلامي.

يستحضرني في هذا السياق، ما جاء في التقرير الذي أعدّته “القناة 14” الإسرائيلية الذي يظهر فيه دور السيد أيمن عودة في افتتاح قناة “مساواة” المدعومة من “سلطة أوسلو” في رام الله، هذه القناة التي جاءت وتحمل معها أجندات تتساوق مع الرؤية الإسرائيلية في فرض العزلة القسرية على عناوين خطاب الثوابت في هذه المرحلة، ومنها عدم استضافة الشيخ رائد صلاح وبطلب من أيمن عودة نفسه، كما بيّن التقرير، وبطبيعة الحال أيضًا عدم استضافة الشيخ كمال خطيب الذي تتعمد العديد من وسائل الإعلام المحلية والعربية ومنها قناة “مساواة” تغييب دوره الريادي برئاسة لجنة الحريات. إن المثير للضحك أن وسائل الإعلام هذه إن حضر بعضها (مرغما أخاك لا بطل) فعالية مناصرة للأسرى تنظمها لجنة الحريات، فإن مراسلوها يجرون اللقاءات والمقابلات الصحافية مع شخصيات عديدة متضامنة مع الفعالية وحتى مع (عابر سبيل)، بينما تحاول عمدًا تغييب دور رئيس لجنة الحريات؛ الشيخ كمال خطيب وهو العنوان الرئيس لهذه الفعالية!!

وما زلنا قد ذكرنا السيد أيمن عودة ومحاولته فرض العزلة القسرية على عناوين خطاب الثوابت في هذه المرحلة عبر قناة “مساواة”، فلا بدّ أيضًا أن نشير إلى أن عودة أحد الشخصيات الذين تم إعدادهم لقيادة مشروع الأسرلة والاندماج، ولعب دورًا في قيادة القائمة المشتركة منذ انطلاقتها في العام 2015 (وليس صدفة أن هذا العام نفسه الذي حظرت فيه الحركة الإسلامية) وحاول مع رفاقه في “المشتركة” تغيير الخطاب الفلسطيني في الداخل لإحداث تغيير جذري في التوجه وخلق خطاب إيجابي تجاه الإسرائيلي، وذلك كله تحت رعاية شركات حملات التمويل العربي والأجنبي، بحسب ما كشفته وثائق عديدة، وبحسب ما كشفه الناشط والمحلل السياسي أليف صباغ، في المؤتمر الوطني “مقاطعون للكنيست” الذي عقد في مدينة طمرة يوم 21/2/2020. (الفيديو موثق).

ختاما، فإن محاولات ومساعي التحريض الإسرائيلي الأرعن والمنفلت، ومحاولات ومساعي قادة مشاريع الأسرلة والاندماج المدعومة من حملات التمويل العربي والأجنبي وتساندهم بعض الوسائل الإعلامية المحلية والعربية والتي تحمل أجندات تتساوق مع الرؤية الإسرائيلية في فرض العزلة القسرية على عناوين خطاب الثوابت في هذه المرحلة وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح وقادة وأبناء المشروع الإسلامي، وتحاول إغلاق الأبواب في وجوههم وتغييب دورهم القيادي والريادي في المجتمع، فإنها كلها محاولات ومساع باءت بالفشل وستبوء مستقبلًا بالفشل الذريع، لأن هذه العناوين إلى جانب أنها تملك الإيمان الراسخ بقضيتها، فإنها أيضًا تمثّل مصدرًا للثقة وعنوانًا للحفاظ على القِيّم والثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية في هذه البلاد، لذلك فهي تملك احتضانًا جماهيريًا وشعبيًا من أبناء المجتمع في الداخل الفلسطيني ومن أبناء شعبهم الفلسطيني في القدس المحتلة وفي الضفة الغربية وقطاع غزة وفي كافة أماكن تواجده في الشتات واللجوء، وتملك احترامًا وتقديرًا كبيرين من عالمهم العربي والإسلامي، وإن حاول من حاول أن يغلق الأبواب في وجوههم فإن ألف باب وباب سيفتح أمامهم.

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى