أخبار رئيسيةأخبار عاجلةعرب ودولي

دراسة: تنامي التعاطف مع قضية فلسطين داخل المجتمع الأمريكي

أظهرت دراسة تحليلية أجراها مركز الدراسات السياسية والتنموية تنامي التأييد للقضية الفلسطينية، والذي ظهر بشكل واضح مع الاشتباكات الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ومدى تحول الثقل السياسي في الحزب الديمقراطي بشأن القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة.

ويعود هذا التعاطف لعدة أسباب أهمها: التنوع ديمقراطي في الكونغرس، وضغط الشارع، والرأي العام العالمي والإعلام، والمشاهير، ومنصات التواصل الاجتماعي مثل “تيك توك” و”إنستغرام” و”تليغرام”، بالإضافة إلى انقسام الحزب الجمهوري.

وأوضحت الدراسة أن الاشتباكات الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين كشفت مدى تحول الثقل السياسي في الحزب الديمقراطي بشأن القضية الفلسطينية في السنوات الأخيرة.

ويقول خبير استطلاعات الرأي جيمس زغبي، الذي طالما عارض المواقف الأمريكية بشأن الشرق الأوسط: إن “هذا التحول جذري ومزلزل، ويزيد تعاطف الأجيال الأصغر مع الفلسطينيين، وهذه الهوة العمرية أصبحت واضحة تماما داخل الحزب الديمقراطي”.

وفي الوقت الذي يعبر فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن عن وجهات نظر تقليدية، ويؤكد مرارًا على حق “إسرائيل” في الدفاع عن نفسها ضد “صواريخ حماس”، يجد أن الأجواء الحزبية المحيطة به تعبر عن قلقها، على أقل تقدير، من ظروف معيشة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، وترى أن السياسات الإسرائيلية تزيد من مآسيهم.

وقال مؤسس “مجلس المسلمين-الأمريكيين من أجل فلسطين” حاتم بازيان إن هناك تغيرات جذرية في نظرة المجتمع الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية نتيجة عمل تراكمي على مدار 30 عامًا.

وبشأن دلالات تنامي التعاطف مع الحق الفلسطيني في أمريكا، قال بازيان: “ليست المظاهرات وحدها هي التي غيرت الرأي العام الأمريكي، وأظن أن العمل لفلسطين في الولايات المتحدة هو عمل تراكمي بدأ منذ زمن بعيد خلال 20 سنة وأكثر، وأدى إلى تغيير جذري في النظرة ليس فقط إلى المسلمين ولكن أيضًا للقضية الفلسطينية”.

وأضاف أن” هناك مؤسسة كبيرة تم إنشاؤها في 1992 هي (الطلاب من أجل العدالة لفلسطين) التي أصبحت الآن في أكثر من 220 جامعة في أمريكا، وعملت دومًا على تثقيف الناس عن القضية الفلسطينية، والأخذ بحملة المقاطعة في الجامعات، التي بدأت تعطي نجاحًا، لذا يجب النظر إلى 30 سنة من العمل الدؤوب الذي أدى إلى النتائج التي نراها اليوم، وأظن أن هذا التغيير ليس له رجعة”.

وعن دلالات التغير في الرأي العام الأمريكي قال بازيان: “التغير حصل من قبل الديمقراطيين خلال السنوات الخمس الماضية، وعلى سبيل المثال فإن حزب العمال للمدرسين في سان فرانسيسكو صوت لتبني حملة المقاطعة الفلسطينية”.

وأشارت الدارسة التحليلية إلى أن شخصيات أمريكية من أصول عربية مثل أيمن محيي الدين أو البريطاني المسلم مهدي حسن تلعب دورًا كبيرًا في تغيير فهم الشارع الأمريكي للقضية الفلسطينية من خلال برامجهما التلفزيونية التي يتابعها الملايين، ولمحيي الدين برنامج يومي لمدة ساعة كاملة يبث على شبكة “إم إس إن بي سي” (MSNBC)، ولمهدي حسن برنامج يومي في خدمة البث المباشر “بيكوك”.

ولقد نجح الكثير من العرب والمسلمين والفلسطينيين في اختراق حواجز الإعلام الأمريكي والوصول لملايين الأميركيين والتأثير فيهم، فقد ظهر الشابان الفلسطينيان محمد ومنى الكرد (التوأم الذين تحدثا عن إخلاء منزل عائلتهما في حي الشيخ جراح في القدس) على أهم الشبكات الإخبارية الأمريكية مرات عدة.

 

كيفية توظيف التنامي

وحول كيفية إمكانية توظيف التنامي لخدمة القضية الفلسطينية؟، أوضحت الدارسة أن ذلك يكون من خلال أولًا: العمل على التواصل المستمر مع الجمعيات والمؤسسات والنقابات والجاليات والأشخاص المناصرين للقضية الفلسطينية، من خلال شخصيات وطنية غير محسوبة على أي تنظيم سياسي، وتصدير شخصيات شبابية وطنية قادرة على توظيف التعاطف المتنامي لصالح القضية الفلسطينية.

ثانيًا: العمل على رصد جميع التصريحات والمواقف المؤيدة للقضية الفلسطينية وإعادة نشرها على شكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة باللغة الإنجليزية، لإنشاء رأي عام مناصر لهذه المواقف داخل المجتمع الأمريكي.

ثالثا: العمل على تشكيل لوبي داعم للقضية داخل المجتمع الأمريكي، وخاصة داخل الجامعات، واستخدام الجاليات المناصرة والمتعاطفة مع فلسطين في هذا الأمر، والعمل على دعم الأنشطة التي تبرز معاناة الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال.

رابعًا: العمل على إعداد ماكنة إعلامية متخصصة باللغة الإنجليزية تعكس مدى معاناة الشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال منذ 63 عامًا، وتسليط الضوء على القضايا التي تكسب تعاطف الشعوب كـ (المعاناة الإنسانية للأسرى داخل سجون الاحتلال- تقييد حركة المواطنين عبر الحواجز المنتشرة في الضفة الغربية- الحصار المفروض على 2 مليون إنسان داخل قطاع غزة “عقاب جماعي”- هدم منازل المواطنين وتشريدهم في الضفة والقدس- ابتلاع الأراضي الفلسطينية في الضفة والقدس عبر الاستيطان- جدار الفصل العنصري- حالات القتل الجماعي وقتل الأطفال).

خامسًا: العمل على انتاج مواد إعلامية وفنية قصيرة باللغة الإنجليزية للتحدث عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال وتوثيق شهادات المتضررين من أعمال الاحتلال الإجرامية ومصابي الحروب ومدى معاناتهم ونشرها داخل الإعلام الموجه للمجتمع الأمريكي.

واختتمت الدراسة قائلة:” رغم استمرار الدعم الأمريكي غير المشروط لإسرائيل وممارساتها الاحتلالية، كما اتضح في موقف إدارة بايدن تجاه الأحداث الأخيرة والذي جاء متوافقًا مع مواقف كل الإدارات الأمريكية السابقة في انحيازها، إلا أن التحولات التي حدثت داخل المجتمع الأمريكي وداخل الحزب الديمقراطي بالتحديد تمثل فرصة مهمة يجب استغلالها من قبل الفلسطينيين لصالح القضية الفلسطينية”.

وأكدت أن التفاعل مع القوى التقدمية وحالة التعاطف المتنامية، وإعادة صياغة القضية الفلسطينية في لغة قضايا القرن الحادي والعشرين، والعمل على تصعيد النخب الشابة القادرة على التفاعل بشكل إيجابي مع المجتمع الدولي، قد يفرض زخمًا ورأى عام داعم لممارسة المزيد من الضغط على الحزب الحاكم داخل الولايات المتحدة، وبالتالي على إسرائيل.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى