الشيخ رائد صلاح قائد نعينه ويعيننا
ساهر غزاوي
رسائل الشيخ رائد صلاح التي أبرقها في اختتام مراسم استقباله وتهنئته احتفاء بخروجه من السجون الإسرائيلية، حقيقة أن جميعها تحمل المعاني الكبيرة والدلالات العظيمة والهامة جدا، وهي بمثابة خطاب تأسيسي للنهوض بالهموم والقضايا السياسية والمجتمعية والدعوية الدينية التي أثقلت كاهل المجتمع من أعباء المعاناة التي هي فعلًا أثقل من الجبال كما وصفها فضيلة الشيخ في خطابه أمام حشد غفير من أبناء مجتمعنا ولا سيّما أمام أبناء المشروع الإسلامي.
إحدى رسائل الشيخ رائد الهامة جدًا التي لا بدّ من الوقوف عند كلماتها والتدقيق جيدًا بمعانيها ودلالتها- مع أهمية الرسائل الأخرى- بحسب اعتقادي، “سنبدأ العمل من الغد ونريد العون من أبناء شعبنا ولا يجوز الوقوف موقف المراقب أو المتفرج”، هي رسالته إلى الآلاف من أبناء شعبه الذين احتفوا به وبعودته إلى أحضانهم والذين كانوا على مدار أيام يترقبون ويستعدون لاستقباله بعد تحرره على أحر من الجمر. نعم على أحر من الجمر لأهمية عودته في هذه المرحلة المعقدة على الصعيد السياسي والاجتماعي التي يمر بها شعبنا ومجتمعنا في الداخل الفلسطيني، ولعقد آمالهم على دوره المركزي في العمل على وحدة الصف ورصّ الصفوف لمواجهة ومجابهة التحديات الجسام التي تستهدف وجودنا وهويتنا العربية والإسلامية في هذه البلاد، ولا سيما قضية محاربة العنف والجريمة التي نهشت وما زالت تنهش جسد مجتمعنا الفلسطيني في الداخل.
عندما يقول الشيخ رائد صلاح في رسالته هذه “أرجوكم لا يجوز منكم أن تقفوا موقف المراقب فقط.. القيادة بحاجة إلى معونة الناس وقوتها من قوة القاعدة الجماهيرية وقوتها من قيادة قيادتها بقدر ما تلتحم معها” فهو يريد بذلك استنهاض الهمم وإحياء الأمل في نفوس أهله واخوانه من أبناء المشروع الإسلامي خاصة ومن أبناء شعبه بمختلف مكوناته في الداخل الفلسطيني عامة وليذكرهم بدورهم الهام في التعاون على الواجب في حمل الهموم والتخفيف من أعباء المعاناة التي أثقلت كاهل المجتمع، في المقابل فإن رسالته هذه لا تحمل أي وجه من أوجه العتاب أو اللوم، فليس قائدًا كبيرًا واسع الإدراك والاطلاع على الحالة السياسية والاجتماعية مثل الشيخ رائد صلاح من يوجه اللوم والعتاب لمجتمع أثخنته الجراح إثخانا.
إذن، هذا ما تحمله رسالة الشيخ رائد صلاح في مؤتمر اختتام مراسم استقباله وتهنئته، ولا أظن أن أهله واخوانه من أبناء المشروع الإسلامي خاصة ومن أبناء شعبه بمختلف مكوناته في الداخل الفلسطيني عامة، إلا وقد تلقفوا هذه الرسالة كما يجب وأدركوا مقاصدها ومعانيها وفهموا ما بين سطورها من أجل الاستعداد الجاد للتعاون على الواجب لمعالجة كافة القضايا ومواجهة ومجابهة التحديات الجسام، تماما كما فهم الشيخ رائد معاني ودلالات رسالة حرارة استقبال الآلاف من أبناء شعبه الذين احتفوا به وبعودته إلى أحضانهم وعقدهم الآمال الكبيرة عليه وعلى دوره المركزي، ولا سيّما وأنه موضع إجماع لكل المجتمع العربي الفلسطيني في هذا البلاد، ونموذجا للقيادة التي تضحي بالمصلحة الشخصية وتتخلق بأخلاق التفاني والإخلاص والتضحية وحمل هموم الآخرين ولا تقايض ولا تساوم وتعض بالنواجذ على الثوابت ولا تخسر نفسها إذا صمدت عند قناعتها، والتزمت بمبادئها وبقيت وفية أمينة لحقوقها وعزتها وكبريائها.
في الختام، إن كان ولا بدّ من كلمة نصارح بها الأنفس والضمائر، فإنه لا يجوز أيضًا للآلاف الذين احتفوا بعودة الشيخ رائد صلاح إلى أحضانهم، إن كانوا من أبناء المشروع الإسلامي أو من أبناء المجتمع الفلسطيني في الداخل بمختلف مكوناته، أو من أبناء الشعب الفلسطيني في كافة أمكان تواجده وأيضا من عالمنا العربي والإسلامي أن يقفوا موقف المراقب أو المتفرج أمام حملات التحريض الإسرائيلي الأرعن والمنفلت على الشيخ رائد صلاح التي لم تتوقف منذ لحظة تحرره من سجن مجدو صباح الثالث عشر من هذا الشهر لغاية اليوم، والتي تعمل على خلق الأجواء لإعادة اعتقاله ولو إداريا.. هذه الرسالة الصريحة التي يجب أن تصل إلى جوقة التحريض الإسرائيلي حتى لا يتجرأ أحد على ابعاد الشيخ مرة أخرى من بين أحضاننا وحتى تبقى الآمال الكبيرة معقودة على دوره المركزي في النهوض بالقضايا السياسية والمجتمعية والدعوية الدينية.



