قليل خواص..

جهان سليمان- معالجة زوجية وأسرية- (جمعية سند لصلاح الأسرة وبناء المجتمع)
هكذا ينظر بعض الأهل لقسم من أبنائهم، اللامبالين وقليلي الرغبة بالقيام بالمهام التي توكل إليهم.
إعطاء المهام للأبناء وتحميلهم المسؤولية كل حسب جيله يشعرهم أنهم ذوو أهمية، أنّ لهم مساهمتهم ويستطيعون تقديم المساعدة، وأنهم شركاء مع أفراد العائلة، هذا يعطيهم معنى لوجودهم ويشعرهم بالانتماء، لذلك، من المهم العمل على زيادة رغبتهم بتقبل هذه المهام والقيام بها.
التعامل مع الأبناء الذين يظهرون عدم رغبة بالمساعدة يختلف باختلاف الأعمار. ففي جيل الطفولة المبكرة تكون مهام بسيطة كترتيب ألعاب وقد يشارك الوالدان الطفل بالمهمة في البداية حتى يتقنها.
لن أتطرق للتفصيل حول كل جيل فالحديث يطول في هذا المجال، وسأورد بعض الشرح حول الآليات التي من شأنها أن تساعد وتتناسب مع كل الأجيال.
أولا: على الوالدين إيقان الفرق والاختلاف بين الابناء، فمن الأبناء من يكون بطباعه أقل رغبة من غيره في القيام بالمهام المختلفة الموكلة إليه. فتأثير الوالدين على أبنائهم ممكن جدا لكنه محدود.
ثانيا: الشرح للأبناء، كل حسب جيله، حول دورهم كأفراد بالأسرة، وكونهم شركاء فيها. وأّنّ إكمال الأسرة بمسيرتها يتطلب التعاون بين أفرادها، كل حسب قدراته والمرحلة العمرية التي يتواجد بها.
ثالثا: التقليد هو من أهم الطرق التي يتعلم بها الطفل، يكتسب مهاراته، ويفهم الوظائف والمهام المطلوبة منه. فإن أراد الوالدان من الابن القيام بمهام معينة عليهم أن يكونوا هم قدوته في الأمر.
رابعا: إظهار محاسن السلوك والقيام بالمهام المطلوبة ومن جهة أخرى مساوئ عدم القيام بها.
خامسا: تقوية مبدأ العدل في نفسه وإيقاظ ضميره بأهمية عدم استغلال من حوله والأثر الطيب الذي يتركه على من حوله إذا قام بالمهام كغيره، وتوعيته لنتيجة عدم قيامه بالمهام وخسارته لعلاقة طيبة بمن حوله من إخوته.
سادسا: ترغيبه في القيام بالأعمال والمهام المطلوبة عن طريق آليات مختلفة نورد منها بعض الأمثلة:
- الأخذ والعطاء: ويكون ذلك دون إشعار الابن أن الحديث يدور حول الشرط: اعط تأخذ، وإنما نقول مثلا بعد انهاء المهمة التي طلبتها منك، أخرج مع زملائك في نزهة.
- إعطاؤه خيارات من ضمن إمكانيات محددة: أن نخيره القيام بمهمة معينة أو أخرى. فهذا يشعره أنه يستطيع أن يقرر ويختار.
- القيام بمديح أشخاص يقدرهم الابن بمهام يقومون بها: فمثلا إذا كان يقدر خالا قريبا بالإمكان مدح هذا الخال بعطائه وإظهار التقدير له أمام الابن.
- تعزيز نقاط القوة: مدحه أمام الآخرين بالمهام التي قام بها، والحديث معه عن نقاط قوة فيه وبسببها يمكنه القيام بالمهمة الموكلة إليه. فمثلا نقول للابن: لديك قدرة تركيز وقدرة لإتقان العمل لذلك أنا أوكل إليك مهمة تنظيف الصحون لأنها تحتاج لمهارات أنت تملكها. رغم أنه قد يكون بطيئا في المهمة إلا أننا لا نركز على بطئه وإنما على إتقانه للعمل.
- جعل المهمة مسلية وشيقة: قد تكون المهام الموكلة للابن الذي لا يملك الرغبة بالعمل مشتركة مع غيره، مثلا نطلب من الأولاد القيام بطي الغسيل معا حيث يكون بينهم تبادل للحديث خلال العمل بالمهمة الموكلة إليهم، أو الطلب منه أن يعلم أخاه الأصغر القيام بالمهمة وما إلى ذلك.
تتعدد الآليات ولكل ابن قد تكون آليات معيّنه فعّالة وناجعة معه. وقد تكون حاجة في بعض الحالات للحزم والوقوف على قرار تنفيذ المهمة للأبناء التي أوكلت لهم من قبل الوالدين. فالأبناء الذين يقومون بالمهام بنشاط قد يتأثرون سلبا في حال تنازل الأهل ولم يبقوا على قرارهم بأهمية قيام الجميع بتنفيذ المهام الملقاة عليهم.


