أخبار رئيسيةأخبار عاجلةالضفة وغزة

رد فعل “شبان رام الله” على تيه المستوطنين يعيد للذكريات حادثة عام 2000 ويؤكد تصاعد الغضب ضد الاحتلال والمستوطنين

احتفت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، بما قام به شبان في مدينة رام الله، بإحراق مركبة مستوطنين دخلوا المدينة عن طريق الخطأ، والتي اعتبرها مراقبون بأنها تمثل دليلا على حالة الغضب الشعبي الرافضة للاحتلال، خاصة وأنها أعادت للأذهان الحادثة التي وقعت عام 2000، حين قام شبان بقتل اثنين من الجنود الإسرائيليين، بعدما دخلا المدينة عن طريق الخطأ أيضا.

 

دعوات للتصعيد

وفي هذا السياق، قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، “إن تصدي شباب رام الله للمستوطنين الصهاينة في قلب المدينة وتحطيم وحرق سيارتهم، عمل وطني شجاع، يعكس العلاقة الطبيعية مع العدو الصهيوني، المبنية على التصدي لكل أشكال العدوان ومواجهة المستوطنين والاشتباك معهم من نقطة الصفر”.

وأشاد الناطق باسم حماس بـ “شباب رام الله الشجعان على هذا الفعل المقاوم”، وقال “يجب أن يستمر بقوة ويمتد إلى كل مناطق الضفة الغربية وخطوط التماس”، وقال “من واجب أمن السلطة الفلسطينية حماية أبناء شعبنا من اعتداءات المستوطنين والتصدي لهم جنبا إلى جنب مع أبناء شعبهم وليس تأمينهم وإعادتهم إلى العدو”.

أما المحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي طارق عز الدين، فقال “إن ما قام به الشباب الثائر على دوار المنارة وسط رام الله من إحراق وتحطيم لسيارة المستوطنين هو عمل بطولي شجاع يجسد الروح الحقيقية للشباب الفلسطيني”.

وأشاد بالشبان الذين أحرقوا عربة المستوطنين، مؤكدًا دعم حركة الجهاد الاسلامي لهم ومساندتهم.

وتمكن رجال الأمن الفلسطينيين من أخذ المستوطنين، حيث جرى ببعد ذلك تسليمهم إلى دورية تابعة لجيش الاحتلال على مشارف مدينة رام الله.

 

انتقاد عملية التسليم

وفي السياق، انتقدت حركة المقاومة الشعبية “تسليم المغتصبين الصهاينة” لجيش الاحتلال، واعتبرتها “خطيئة وطنية كبرى، يقع ضحيتها شعبنا الفلسطيني جراء استمرار التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال”.

ودعت الحركة السلطةَ الفلسطينية إلى الوقف الفوري لـ”التنسيق الأمني” مع الاحتلال، والانحياز للشعب في إطار معركته المقدسة التي يخوضها ضد جيش العدو وأعوانه، مشيدة بالجماهير التي تصدت بكل مروءة وشرف وعزة وكبرياء لقطعان المستوطنين الذين “دنسوا أرضنا الفلسطينية واستباحوا حرماتها”.

وقالت إن ما حدث “يؤكد أنه محال التعايش مع هذا العدو الإرهابي الموغل في دماء أبناء شعبنا الفلسطيني”، ودعت سكان الضفة الى “قطع دابر المغتصبين الصهاينة ومنعهم من استباحة ارضنا المحتلة، وعدم الالتفات إلى دعوات المنهزمين والمثبطين”.

 

رد فعل

واعتبر مراقبون أن حرق سيارة المستوطنين في رام الله دليلا على حجم الغضب الشعبي المتصاعد ضد الاحتلال ومستوطنيه، الذين صعّدوا مؤخرا هجماتهم ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، من خلال إحراق الحقول وسرقة المحاصيل الزراعية، والاعتداء على المواطنين بالضرب.

كما يقوم المستوطنون بمهاجمة السكان الفلسطينيين، ويرشقون مركباتهم بالحجارة، وقد تسبب ذلك في استشهاد المواطنة عائشة الرابي عام 2018، علاوة عن إصابة العشرات من المواطنين، ومن بين من تعرضوا لتلك الهجمات أطفال ورجال طاعنون في السن.

وقبل أكثر من أسبوع، انقلبت مركبة المواطن الفلسطيني رائد الخراز من نابلس، حيث كان يقود سيارته مع ابنه بالقرب من قرية المغير شمال رام الله. وكشفت التحقيقات بأن السيارة انقلبت نتيجة رشقها بالحجارة من قبل مستوطنين، ووصفت حالة الأب بالخطرة، وابنه بالطفيفة.

وقد قوبلت عملية إحراق المركبة في رام الله بتفاعل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، كما وجهت خلالها انتقادات لقوات الأمن الفلسطينية التي تدخلت وقامت بإنقاذ المستوطنين.

وقد أعاد مشهد حرق المركبة للذاكرة ما شهدته مدينة رام الله في 12 أكتوبر 2000، وتحديدا في بدايات الانتفاضة الثانية، حين قام حشد كبير من شبان رام الله، باقتحام مركز شرطة المدينة الذي كان يتواجد فيه جنديان إسرائيليان جرى التحفظ عليهم بعد دخول المدينة بالخطأ، ووقتها تمكن الشبان الذين كانوا قد فرغوا للتو من تشييع جنازة شهيد سقط برصاص الاحتلال، من قتل الجنديين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى