أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالضفة وغزةومضات

أمل طقاطقة: أصبتُ بست رصاصات وإسرائيل عالجتني لانتزاع معلومات

نَزفت أمل في الشارع نحو ساعة، قبل أن تنقلها سيارة إسعاف إسرائيلية إلى مستشفى بالقدس، ومكثت هناك نحو شهر بين العلاج والتحقيق.

سرق السجن نحو سبع سنوات من عمر طقاطقة البالغة اليوم 27 عاما، لكنه لم ينل شيئا من عزيمتها وحبها لوطنها، كما تقول لمراسل الأناضول.

تضيف أمل أنها فَرِحَة لتحررها، لكن فرحتها ناقصة لبقاء 31 أسيرة خلفها في سجن الدامون الإسرائيلي.

وأطلق الثلاثاء، سراح أمل على حاجز الجلمة الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية، واستقبلها سكان قريتها بالزغاريد وإطلاق العنان لأبواق السيارات، بعد وصولها في ساعة متأخرة من مساء نفس اليوم.

 

**بين الحياة والموت

تستذكر “طقاطقة” اللحظات الأولى لإصابتها والاعتداء عليها من قبل المستوطنين والجيش لحظة إصابتها.

تقول إن جنودا من فرقة “حرس الحدود” الإسرائيلية أطلقوا زخات من الرصاص عليها.

وتضيف: “قام حرس الحدود بإطلاق عدد هائل من الرصاص الحي والدمدم (رصارص متفجر) وقنابل صوت وغاز، أدى إلى إصابتي بست رصاصات في أنحاء متفرقة من جسدي”.

وما تزال “طقاطقة” تحتفظ بشظية قنبلة صوت، داخل قدمها اليسرى، وترفض نزعها، وتعتبرها “وسام شرف” في جسدها.

وتضيف الأسيرة المفرج عنها أن مستوطنين إسرائيليين وصَلوها وهي جريحة قبل الجنود، وانهالوا عليها بالضرب، واستمر الضرب من قبل الجنود بعد إبعاد المستوطنين عنها.

وتقول إن تلك كانت أصعب لحظات اعتقالها، بينما هي لا تستطيع فعل شيء أو الدفاع عن نفسها.

وتضيف: “انهالوا عليّ (مستوطنون) بالضرب بشكل همجي (…) جنود الاحتلال الذين أبعدوا المستوطنين كانوا يضربوني بوحشية في أنحاء جسدي.. كنت أحس بذلك، لكن لا أستطيع فعل شيء”.

 

**رسالة المخابرات وصلت

مكثت “أمل” نحو شهر تتلقى العلاج في مستشفى “هداسا” الإسرائيلي بالقدس، لكن الهدف لم يكن حياتها أو صحتها، كما تكشف للأناضول.

وتضيف: “مخابرات الاحتلال أوصلت لي رسالة بشكل واضح ووقح، بأنها أرادت إبقائي على قيد الحياة وعالجتني، كي تنتزع مني معلومات، وليس من أجل بقائي على قيد الحياة”.

لم تقتصر أدوات الضغط على الجيش والمخابرات، بل تضيف أن أطباء المستشفى عاملوها طوال شهر “بشكل همجي وعنصري إلى حد كبير، وكانوا يتلذذون بالآلام التي كنت أشعر بها، رغم محاولتي إخفاء شعوري بتلك الآلام”.

تروي الأسيرة المفرج عنها جانبا من فصول التحقيق معها: “بدأ التحقيق معي خلال العلاج في المستشفى عندما أفقتُ من حالة الإغماء”.

وتضيف: “بشكل يومي كانت عصابات المخابرات والشرطة تحقق معي، ثم حوّلوني وأنا جريحة لمركز التحقيق في سجن المسكوبية (بالقدس) مدة يومين في ظروف سيئة جدا”.

 

**العائلة الثانية

رغم جراحها، وآلامها وجدت الأسيرة الجريحة، البلسم في استقبال زميلاتها منذ دخولها السجن وحتى استردت عافيتها “فالأسيرات سند لبعضن البعض (…) كنّ عائلة ثانية وخير سند لي”.

وأشارت إلى مشاركتها مؤخرا في إضراب نفذته الأسيرات تضامنا مع أسرى مضربين، ورفضا لإجراءات سلطات السجون بحقهن وللمطالبة بتحسين ظروف السجن.

وتقول إن غرف الأسيرات تتعرض لتفتيش مرهق “بين 4 و5 مرات يوميا في محاولة للضغط علينا”.

وتضيف الأسيرة المفرج عنها إن الأسيرات يتعرضن لتعذيب جسدي ونفسي، بمن فيهن الأسيرات الجريحات، إضافة إلى انتهاك الخصوصية بتركيب كاميرات مراقبة على مدار الساعة وتعمّد جعل أماكن الاستحمام خارج الغرف.

وتعتبِر أمل أن أقسى ما في السجن هو الحرمان من الحرية، وأقصى ما تريده الأسيرات هو الحد الأدنى من احتياجاتهن المعيشية.

وعما تركه السجن فيها تقول: “السجن مدرسة، تعلمت الكثير في المعتقل، كل موقف فيه عبرة، هناك من دخل وخرج كما هو، وهناك من خرج بأفضل مما كان”.

وتشير طقاطقة إلى تعرُض الأسرى عموما، بمن فيهم الأسيرات إلى “هجمة شرسة وسحب الكثير من الحقوق” بعد نجاح ستة أسرى من الفرار في سبتمبر/أيول الماضي، قبل إعادة اعتقالهم بنفس الشهر.

وتنقل “أمل” عن الأسيرات المتبقيات رسالة للخارج مفادها: “رصُّ الصفوف الوطنية ومساندتهن، وتحرير كل فلسطيني”.

وتعرب عن أملها في أن تضمن أي صفقة تبادل أسرى، قادمة جميع الأسيرات، “بلا استثناء”.

وسبق لحركة “حماس”، أن قالت إنها تحتفظ بأربعة إسرائيليين داخل قطاع غزة، دون الكشف عن مصيرهم.

ويبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين بسجون إسرائيل نحو 4650، بينهم 25 أسيرا أمضوا أكثر من ثلاثة عقود، و544 محكومون بالسجن مدى الحياة، وفق نادي الأسير الفلسطيني.

(المصدر: الأناضول)

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى