أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

معركة الوعي (92): جوقة التحريض تعمل ساعات إضافية! من اختار هذا الطريق لا تهز الأكاذيب شعرة في جسده

حامد اغبارية

منذ حظر الحركة الإسلامية عام 2015 لم تتوقف ماكينة التحريض من جهات إسرائيلية عديدة، في مقدمتها الكذابون الكبار، بدءا من نتنياهو وليس انتهاء بعبيد نتنياهو وإمائه، أمثال ميري ريغف وكاتي شطريت وميخائيل مليشطاين وحركة “إم ترتسو”.

لقد بذل هؤلاء ومِن خلفهم وقبلهم ومعهم وزراء وسياسيون وقادة عسكريون وأجهزة مخابراتية وأمنية كل ما يملكون من قدرة على “الإبداع في التلفيق والكذب” ليلاحقوا قادة الحركة المحظورة إسرائيليا، سعيا منهم إلى إسكات صوت الحق الذي يقضّ مضاجعهم، فسجنوا واعتقلوا وضيّقوا ظنًّا منهم أنهم بهذا أطفأوا نور الحق بأفواههم، وهم لا يدرون أن أبناء هذا المجتمع- عند الامتحان- يقفون وقفة رجل واحد، ويتكلمون بلسان واحد.

وقد وجدنا أفراد عصابة المحرضين أولئك يبحثون (بسراج وفتيلة) عن أي تصريح أو موقف أو تعبير عن الرأي أو نشاط ليزوّروا فيه وليطلقوا العنان لخيالهم المريض. ولأنهم لا يجدون ما يحققون به أحلامهم بإسكات صوت الحق فإنهم يلجأون إلى الكذب والافتراء والتضليل، لأنهم يعلمون أن القطيع الذي يروِّجون في وسطه أكاذيبهم يصدق، بل ويطرب ويرقص على قرع الطبول المنفوخة الفارغة.

في الأيام الأخيرة صعّدت عصابة التحريض من خطابها الفاسد، موجهة سهامها إلى فضيلة الشيخ كمال خطيب؛ رئيس لجنة الحريات، تتهمه بالتحريض وبالدعوة لقتل اليهود!! أين قال هذا؟ لا أحد يعرف! ومتى قاله؟ لا أحد يدري؟ وفي أية مناسبة؟ ليس مهما! المهم أن ميري ريغف وجوقتها قالت. وإذا قالت ميري ريغف، التي تكذب كما تتنفس، فإن أفواه الجوقة تنجلق وتُفتح على وُسع شدقيها لتتقيأ بقايا المستنقعات الآسنة.

تزعم ريغف أن الشيخ كمال دعا إلى قتل اليهود في أحداث أيار الماضي (أثناء الحرب الأخيرة على غزة). فمن أين جاءت بهذه الفرية التي لم ترد حتى في لائحة الاتهام التي قدمت ضده بعد اعتقاله؟ إنها موجودة فقط في خيالها المريض! وبالمناسبة: لا توجد في البلاد مستشفيات يمكنها معالجة هذا النوع من الأمراض الخطيرة.

ولقد ضمّت الجوقة التحريضية النتنياهوية، إضافة إلى سجاح؛ الشهيرة باسم ميري ريغف، تلك التي كانت وزيرة فاشلة بكل المعايير، وكانت موهبتها الوحيدة- وما تزال- الثرثرة وتفتفة الأكاذيب في كل اتجاه، ضمت زميلتها التي لا تقلّ عنها كذبا، كاتي شطريت، والباحث في معهد هرتسيا متعدد المجالات، الضابط السابق في جيش الاحتلال ميخائيل مليشطاين، وحركتي “إم ترتسو” و “لاخ يروشلايم” وصحيفة نتنياهو المعروفة باسم “يسرائيل هيوم” وغيرهم من أبواق التحريض الجاهزة دائما وفحيح الأفاعي المتعطشة لنفث سمومها.

وإنك لو راجعت وسائل الإعلام العبرية لوجدت ميري ريغف مثلا على رأس قائمة المتهمين بالكذب في كل مناسبة تقريبا. وستجد في صفحات التواصل (العبرية) آلاف التعليقات التي تفضح أكاذيبها.

وهذه حركة “إم ترتسو” تنشر (بتاريخ 17/11/2021) مقالا مليئا بالتحريض والأكاذيب بتوقيع المتحدث بلسانها، المدعو “متان آشر” يهاجم فيه الشيخ كمال خطيب ويدعو إلى إعادة اعتقاله. والسبب؟ الشيخ يكرر ما قاله هو وغيره منذ ثلاثين سنة بأن المسجد الأقصى بما فيه حائط البراق، حق خالص للمسلمين. ويزعم هذا الكذاب الأشر أن هناك جهات تحدث معها من الذين حضروا خطب الشيخ!! أبلغته أنه دعا إلى تجديد المقاومة، وأن هؤلاء (المخبرين المجهولين) رفضوا ذكر اسمائهم واختفوا تماما خوفا على حياتهم!!!

بل ويغوص هذا الكذاب في مستنقع أكاذيب حركته، التي يجب أن تُحظر وتخرج عن القانون لشدة وساختها وتحريضها الدموي، حين يزعم أن الشيخ كمال خطيب قال في كلمته التي ألقاها في مهرجان ذكرى المولد النبوي في كفر قرع: “… سنطرد ونُخرج الدنس من الأقصى”… وأنه قال أيضا: “يوجد بيننا من يعملون مع الشاباك وسيأتي يوم ونحاسبهم”.. وهذا الكلام بهذه الصيغة وهذه الكلمات لم يقلها الشيخ إطلاقا، لا في تلك المناسبة ولا في غيرها.

حاولوا الآن استيعاب حجم هذه الكذبة وحجم التحريض ومدى وساخته!! ولكن ماذا تفعل مع القطيع؟

ومع ذلك فإن شعبنا قادر فعلا على محاسبة من يخونه ويبيع نفسه للشيطان ويخون هويته وانتماءه، كما أنه من حقّه أن يطهّر المسجد الأقصى من دنس المستوطنين وجرائم الاحتلال. وإذا كان لدى “إم ترتسو” وريغف وشطريت ومليشطاين وأمثالهم مشكلة مع هذا الكلام فإن بإمكانهم أن ينفلقوا.

إن هؤلاء وأمثالهم ليس لهم سوى هدف واحد؛ أن يُسكتوا كلّ الأصوات التي تصدح بالحق وتفضح الدجل والأضاليل وتؤكد الثبات على الثوابت، وتذكّر مَنْ يمكن أن يكون قد نسي أن المسجد الأقصى المبارك حق خالص للمسلمين، وأنه ليس لليهود حق في ذرة تراب فيه. فهل هذا تحريض على قتل اليهود؟ وهل الموقف الصريح من تصريح بائس جعل حائط البراق حائط مبكى لليهود، يعتبر تحريضا في نظر هؤلاء الكذبة يستحق السجن؟

نعم، إن المسجد الأقصى بكل مساحته حق خالص للمسلمين، وليس لليهود ولا لغيرهم أي حق في أصغر ذرة تراب فيه. هذه عقيدة. فهل يتوقع “عشّ الأفاعي” أن يتنازل المسلمون عن عقيدتهم لمجرد انفلاخ أشداقهم التي تقطر سمّا زعافا؟!! أم تراهم يظنون أن مجرد خروج فئة عن الطريق وانحرافها وحديثها “اللطيف” مع الشركاء إلى درجة منحهم حقا (ولو مؤقتا!!) في حائط البراق سيجعل الثابتين على الثوابت يتراجعون؟!

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى