أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

عندما جرى التصدي لبن جفير.. وترأست ايمان خطيب لجنة

عائشة حجار

كيف يمكنك أن تجعل خبرًا ينتشر؟ ادمجه ببعض التفاصيل المثيرة للاهتمام، ليس عليها أن تكون أهم تفاصيل الحدث، لكن يجب أن تبدو كمقطع من مسرحية ما. كيف ينتشر هذا الخبر بين الناس في عهد الهواتف الذكية؟ أضف عليه القليل من العنف، لا يهم من قبل من، العنف شيء يساعد على تحويل كل مادة إلى قصة دسمة. تخيل الآن، أنّ مواجهة تخللت تدافعًا بين شخصين نعرفهما جميعًا حصلت، وكان أحد الأطراف هو شخصًا من أبناء جلدتنا وهناك تباين في الآراء حول جدوى مواجهته للشخص الآخر (الآخر في حالتنا يعتقد أننا لسنا سوى كائنات طفيلية لا تستحق الحياة هنا). في هذه الحالة ستتباين الآراء بين من يعتقد أنّ دفع شخص استفزك لتخرج اسوأ ما فيك أمر فيه شفاء لغليل جمهور كامل، ومن يعتقد أنّها مسرحية جديدة لاستقطاب إعجاب الناخبين عبر حركات مبتذلة. ومثل تصوير رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو عن قرب، أخذ هذا الفعل زخمًا اعلاميًا لا بأس به. لا أميل للاعتقاد أنّ كل هذه “مسرحيات” فقط، مع العلم أنّ كل سياسي يعلم جيدًا قيمة الكاميرا بجانبه ويحسب لها ألف حساب، لكن هناك أيضًا جانب آخر هو أنّ هذه الكاميرا، مثلها مثل الشبكات الاجتماعية، تركز على الأحداث التي تلفت العين ولا تثير العقل كثيرًا. خلال هذا الاسبوع أيضًا، صودق في الكنيست الاسرائيلي على اقتراح عضو الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي لإقامة لجنة تحقيق حول ظروف تعيين وتشغيل المعلمين من الشمال في النقب خاصة، وستترأس اللجنة عضو الكنيست الإسرائيلي، إيمان خطيب-ياسين. هذا الحدث أيضًا هام بمفهوم تأثيره على مجتمعنا وحياتنا، خاصة إن كانت للجنة التحقيق نتائج حقيقية، لكنه لم يأخذ ذات الزخم مثل تدافع في الأيدي أو إلقاء للشتائم.

أحمد الطيبي نفسه، يحصل على مشاهدات أكثر عندما يقف على منصة الكنيست ويشتم بالعبرية، وإيمان خطيب-ياسين نفسها، تحصل على مشاهدات أكثر عندما تتحدث عن حجابها أو ما إن كانت تحمل الفكر النسوي أو لا. هناك مواضيع تجذب الاهتمام أكثر من غيرها. والإعلام يلعب دورًا مركزيًا فيما نعتقد أنّ السياسيين، داخل الكنيست وخارجها، يفعلونه من أجل أنفسهم ومن أجلنا.

الآن، إلى السؤال الذي يسأله معظمنا: هل هي مجرد مسرحيات لأجل مكاسب مادية؟ اعتقد أننا يجب أن نرحم بعضنا أيضًا وقت الخلاف، يمكن التشكيك في صحة الطريق الذي يختاره السياسيون كما يشككون هم في صحة طريق النشطاء الاجتماعيين وغيرهم، يمكن التحذير من مخاطر هذا الطريق ورفضه، لكن المؤلم هو التشكيك في النوايا والاستهتار في كل محاولة للإصلاح والتغيير. نحن أقل من مليوني شخص مع خمسة أو ستة توجهات سياسية مختلفة، لا يمكننا احتمال المزيد من التفرقة، وبالتأكيد فالتخوين هو ما لا يصح أن نصل إليه. بعد أن نشاهد مقاطع الفيديو لزعيم أو قائد ما، يمكننا الاعتقاد أنّ تصرفه بطولي، جيد، ساذج، ماكر، لكن لنتذكر أنّه اختار هذا الطريق لنفس الأسباب التي اخترنا نحن طريقًا آخر، السؤال هو من سيؤثر أكثر في مجتمعنا ومن سيقنع الآخر بصحة طريقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى