أخبار رئيسيةأخبار عاجلةالقدس والأقصىمحليات

أم الفحم: حافلات شدّ الرّحال إلى الأقصى متواصلة رغم التقييدات والإبعادات

طه اغبارية

منذ سنوات عديدة تسيّر مدينة أم الفحم الحافلات التي تقل عشاق المسجد الأقصى، أسبوعيا، إلى رحابه للصلاة والرباط، في مشهد تواصل دائم مع مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لطالما أغاظ الاحتلال فكان يرسل شرطته أحيانا لإعاقة سفر حافلات الأقصى من مكان انطلاقها في أم الفحم، أو يتربص لها في الطريق إلى القدس المحتلة، يحتجزها وأحيانا يعيدها من حيث أتت، وفي العديد من المرات كانت شرطة الاحتلال تستهدف عددا من رواد الحافلات بالاعتقال والتحقيق ثم الإبعاد.

لم تساهم حماقات الشرطة الإسرائيلية والتضييق على رواد المسجد الأقصى والحافلات التي تقلهم من أم الفحم وغيرها من بلدات الداخل الفلسطيني، إلا بالمزيد من شد الرّحال والمزيد من الحافلات.

الشاب عبد الله نهاد جبارين من مدينة أم الفحم، وهو أحد الشبان الذين أطلقوا في شهر رمضان المبارك الأخير، مشروع “فجر الزحام” (كلمة اشتقها من ازدحام لحث المصلين على شد الرحال للأقصى والتزاحم على بواباته في الفجر) لصلاة الفجر في المسجد الأقصى، تعرض عبد الله للتحقيق عدة مرات لدى شرطة الاحتلال في القدس في محاولات لثنيه عن المبادرة لتنظيم الحافلات، سأله المحققون عن “مصدر تمويل الحافلات” فأجبهم “من تبرعات الأهالي”، حاولوا تحميله مسؤولية ما يزعمون أنه “توتير للأجواء في الأقصى”، فردّ عليهم “نحن لا نرتكب مخالفات وهدفنا الصلاة في مسجدنا”.

عبد الله نهاد جبارين
عبد الله نهاد جبارين

في رمضان الأخير، وفق جبارين “سيّرت مدينة أم الفحم أكثر من 130 حافلة إلى الأقصى لصلاة الفجر والظهر والتراويح”.

لم يتوقف زحف الحافلات إلى الأقصى بعد رمضان بطبيعة الحال، وفقط في الليلة الفائتة توجهت حافلتان مكتظة بالمصلين، لأداء صلاة الفجر، اليوم الجمعة.

على مدار الأسبوع، تتقاطر الحافلات إلى الأقصى، وبحسب الشاب عبد الله جبارين “عندنا كل يوم ثلاثاء حافلتان لأداء الظهر والعصر، ويوم الخميس حافلتان، ظهرا، والخميس، حافلتان لصلاة فجر الجمعة وحافلتان الخميس لأداء صلاة الظهر”.

يختم الشاب عبد الله نهاد جبارين حديثه لـ “موطني 48″، بالقول: “الناس تعشق الصلاة في المسجد الأقصى في كل الأوقات، فهو فعلا مهوى الأفئدة، لذلك نرى التفاعل الكبير في كفالة حافلات من الأهل والإنفاق في هذا الجانب المبارك، حبا في الأقصى وتعزيزا لتواجد المسلمين فيه، حتى لا يترك وحيدا في ظل الاقتحامات اليومية للمستوطنين”.

يشار إلى أن هذه المبادرات التي يقوم عليها الشاب عبد جبارين وأصدقائه لتنظيم حافلات إلى المسجد الأقصى، ليست الوحيدة في مدينة أم الفحم، حيث ينشط العديد من الشبان في إطلاق هذه المبادرات للتواصل مع القدس والأقصى على مدار السنة.

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى