أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالاتومضات

ست ساعات بدون انترنت؟

عائشة حجار

ست ساعات من عطل فني في شركة فيسبوك، كانت كافية لانقطاع الاتصالات في أنحاء العالم، وإحداث البلبلة والذعر في بعض الحالات. فمعظم مستخدمي الانترنت اليوم، يتعاملون بشكل يومي مع هذه الشركة وتطبيقاتها على نحو يومي يجعلهم متعلقين بها. الانقطاع كشف المشكلة الأساسية في الاحتكار الذي يعاني منه قطاع الانترنت، وخاصة فيما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي، فكامل اتصالاتنا متعلقة بنفس الشركة التي إذا سقطت تسقط معها كل الأقنعة والعلاقات التي عملنا جاهدين لإنشائها، وإذا كانت هذه الشركة فاسدة، فنحن ندفع الثمن بسبب تعلقنا بها، هذه التطبيقات باتت مصدر معلوماتنا الاساسي والمكان الذي نستقي منه الآراء والمبادئ احيانًا، وست ساعات بدونها أدخلتنا في حالة توتر عالمي على الرغم من استهتارنا الدائم بها، واعتقادنا أنّ كل ما في الهاتف هو نوع من التسلية السخيفة التي يمكننا التنازل عنها في أي وقت. في الواقع، نحن متعلقون بشبكات التواصل الاجتماعي ليس فقط للتسلية، بل هي أيضًا المصدر الأول لاستقاء المعلومات والأخبار، وهي إحدى دعامات حياتنا الاجتماعية التي رسمت لنا قوانين جديدة للتعامل مع الآخرين.

قال الكثيرون إن تجربة ست ساعات في المساء، بدون شبكات تواصل اجتماعي، أكدت لهم أنّ الحياة أجمل بدونها. هناك أكثر من مشكلة في هذا الادعاء، أولها أنّ ست ساعات مسائية قضينا نصفها نائمين ليست وقتًا كافيًا لنقرر كيف ستبدو الحياة بدون شيء ما، بل إن حديثنا عن الحياة بدون هذه الشبكات لأنها انقطعت لوقت قصير، دليل على تعلقنا الشديد بها الذي جعلنا نتعامل مع خلل قصير على أنّه تجربة حياتية يمكن استنباط الحكم منها. المشكلة الثانية هي أنّ بعض من ادّعى أنّ الحياة أجمل بدون الهاتف، بدأ بالبحث عن بديل، بل ووجده خلال هذه الساعات القليلة، الأمر إن دلّ يدلّ على شعور بالقلق والحاجة لملء فراغ بشكل فوري، وهي للأسف ليست علامة على قدرتنا على الاستغناء عن الهاتف، بل على إدماننا التحديق في الشاشة. زد على ذلك، نظريات المؤامرة الغريبة التي بدأت بالظهور وتصديق البعض لاي شيء تقريبًا فقط ليفسروا هذا الحدث المفصلي في حياتهم.

الشبكات الاجتماعية، هي فقاعة نعيش فيها ونعتمد عليها كثيرًا، وهي ليست سلبية بالضرورة، لكن إنكارنا لأهميتها هو أسوأ ما يمكن أن نفعله وهو ما يجعلنا نقع في كل فخ ينصب فيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى