أخبار رئيسيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيليةومضات

قبل 16 عاما: انسحاب تحت الضغط.. اعترافات إسرائيلية حول الاندحار من غزة

لم يكن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة قبل 16 عامًا، انسحابًا مريحًا للمؤسسة الإسرائيلية، بل جاء تحت ضغط الخسائر التي تكبدها الجيش، وتحول المستوطنين في القطاع إلى عبء يصعب حمايته، بحسب اعترافات قادة سابقين في الجيش الإسرائيلي.

ويُحيي الشعب الفلسطيني هذه الذكرى، باعتبارها حدثًا استثنائيًا، إذ لم يسبق للمؤسسة الإسرائيلية إخلاء أرض تستولي عليها، من جانب واحد، منذ النكبة عام 1948.

وجاء في مقابلات سابقة مع عدد من القيادات الإسرائيلية، أن رئيس الحكومة الاسرائيلية آنذاك “آريئيل شارون” استفرد بقرار الانسحاب، وكان مصرًا عليه على الرغم من كونه أحد عرّابي المشروع الاستيطاني إبان الاحتلال عام 1967م.

رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي حينها “زئيفي فركش” قال إن الانسحاب جاء في ظل صعوبة حماية 8 آلاف مستوطن في القطاع وتكليف فرقة عسكرية بأكملها بهذه المهمة، فيما تحولت المستوطنات إلى بؤر للعمليات الفلسطينية.

بدوره، قال قائد أركان الجيش في حينها “موشي يعلون” إنه عارض الانسحاب، لكنه ادّعى “عدم قدرته على التعبير عن رأيه كونه لم يكن جزءًا من متخذي القرار، الذي استفردت به الجهة التنفيذية”.

وبرر “يعلون” معارضة الانسحاب بخشيته من سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على قطاع غزة والضفة الغربية، في ذروة عمليات الانتفاضة الثانية.

وزعم أنه كان يتوقع سقوط الصواريخ على “تل أبيب” ووسط البلاد حال الانسحاب، وأن ذلك “كان واضحًا كالشمس” وفق تأكيده.

في السياق، قال رئيس الشاباك في حينها “آفي ديختر” إن تحفظه الوحيد كان على إخلاء محور “فيلادلفيا” (صلاح الدين)، الحدود الفاصلة بين غزة ومصر.

وقال: “هذه المنطقة بمثابة الروح لمسلحي القطاع، إلا أن ثمن البقاء هناك كبير، إذ كان لمشاهد الجنود، وهم يبحثون عن أشلاء رفاقهم على الحدود مع سيناء بعد تفجير ناقلة الجند ومقتل 6 من عناصرها، بالغ الأثر في قرار الانسحاب”.

كما شهد حي الزيتون في غزة تفجيرًا لناقلة جند أخرى وقتل فيها 6 من الجنود، توزعت أشلاؤهم في أرجاء الحي، وفقًا لاعتراف السلطات الإسرائيلية.

أما مستشار الأمن القومي في حينها “يعكوف عميدرور” فقال إن قرار الانسحاب كان خاطئًا بالصيغة التي تم فيها، إذ خرج الاحتلال دون أن يحاول كسب أي شيء، حتى دون مفاوضات مع السلطة الفلسطينية أو مع المجتمع الدولي.

وقال “أثبتنا للفلسطينيين بأننا لا ننسحب إلا تحت الضغط”.

فيما قال نائب رئيس الوزراء الأسبق إبان الانسحاب “إيهود أولمرت” إن شارون خشي من انفجار المفاوضات مع السلطة الفلسطينية حال طرح مسألة الانسحاب على الطاولة، وبالتالي بقاء أطول للجيش والمستوطنين في القطاع مع استمرار الخسائر اليومية.

واحتلت المؤسسة الإسرائيلية قطاع غزة عام 1967، وظلت مسؤولة عن إدارته حتى مجيء السلطة الفلسطينية عام 1994، فأسندتها للأخيرة، فيما أبقت على قواتها في مجمعات ومستوطنات مركزية داخل القطاع، كان يسكن فيها أكثر من 8 آلاف مستوطن.

وأخلت اسرائيل 21 مستوطنة في القطاع، كانت تحتل 35,910 دونمًا من مساحة القطاع البالغة 360 كيلومترًا مربعًا.

وأقيمت أول مستوطنة في القطاع باسم “نیتسر حازاني” عام 1976، فيما أنشأت آخر ثلاث مستوطنات صغيرة عام 2001 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى