القصة الكاملة للتسلسل الزمني لعملية الفرار من سجن “جلبوع”

شهدت ساعات فجر الاثنين (6 سبتمبر) لحظات فارقة في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة، بانتزاع 6 أسرى حريتهم من سجن “جبلوع” (شطة) قرب بيسان، عبر نفق الحرية.
والأسرى الستة الذين تحرروا هم: محمود عبد الله عارضة، ومناضل يعقوب انفيعات، ومحمد قاسم عارضة، ويعقوب محمود قدري، وأيهم فؤاد كممجي، وجميعهم من الجهاد الإسلامي، وزكريا زبيدي، القائد السابق لكتائب شهداء الأقصى في مخيم جنين.
وفي ما يأتي التسلسل الزمني لما حدث:
– الساعة 01:49 فجرا، أبلغ سائق سيارة أجرة الشرطة الإسرائيلية أنه شاهد (3 أشخاص مشبوهين) قرب السجن، ونفذت دورية الشرطة جولة في المنطقة واستجوبت عامل محطة وقود بالقرب من السجن أفاد أنه رأى شخصا أسود يتجول في المكان، لتتعزز الشكوك لدى بوجود حدث غريب في المنطقة.
– الساعة 02:15 فجرا، أجرى قائد شرطة بيسان مشاورات وجلسة لتقدير الأوضاع.
– الساعة 03:30 فجرا، طلبت سلطة السجون الإسرائيلية من الشرطة اقتفاء آثار 3 أسرى.
– الساعة الرابعة فجرا، اتضح أن الحديث يدور عن 6 أسرى نجحوا في التحرر من سجن “جلبوع”، من دون اكتشاف طريقة التحرر.
– الساعة الخامسة والنصف فجرا، حشدت إدارة السجون الإسرائيلية قوات خاصة من “وحدة متسادا”، ووحدات من الشرطة معا مع حرس الحدود في الجيش الإسرائيلي، لتبدأ عمليات بحث بالتعاون مع جهاز الأمن العام “الشاباك”.
– الساعة 05:45، أُبلغ ضباط الأمن في البلدات المجاورة بأمر نجاح الأسرى في الإفلات، فنُصبت حواجز في الشوارع، وأُعلن استنفار تام على حدود الضفة الغربية، وأعلنت قوات الاحتلال حالة الطوارئ والتأهب في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وعند المعابر العسكرية بالمناطق الحدودية.
سلسلة إخفاقات
وأمام التسارع في الأحداث وتناقل روايات لما وقع، سارعت إدارة السجون الإسرائيلية إلى الكشف عن المعلومات الأولية بشأن كيفية حدوث “عملية الهرب” والإخفاق في اكتشافها أو إحباطها.
الساعة 9:00 صباحًا، أقرّت سلطة السجون الإسرائيلية بأول الإخفاقات “حين وضع 6 أسرى من جنين في غرفة مشتركة”، وذلك خلافا للإجراءات المعمول بها، حسب ما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” التي ادعت أنه كان يحظر وضع الأسرى معا في زنزانة واحدة.
وأظهرت المعلومات الأولية بشأن كواليس عملية انتزاع الحرية والتفاصيل التي سمح بالكشف عنها أن الأسرى الستة تمكنوا من التحرر عبر خط المجاري الموجود بجوار زنزانتهم، وأنهم خرجوا منها باتجاه المنطقة الجنوبية من سجن “جلبوع”، وهي المنطقة المؤدية إلى السهول والأحراش.
الصدمة الإضافية في وجه السلطات الإسرائيلية، أن إدارة السجون تصنف الأسرى الستة بأنهم “بمستوى خطورة مرتفع”، ووصف 3 منهم بأن “احتمال فرارهم من السجن مرتفع جدا” وهم: أيهم فؤاد كممجي، ومحمود عبد الله عارضة، ويعقوب محمود قدري، حيث وضعت ملاحظات بملفاتهم وبطاقاتهم الشخصية بالسجن مفادها أن “احتمال هروبهم كبير”.
إخفاق غير مسبوق
ووصف مسؤول في إدارة السجون الإسرائيلية الهروب من سجن جلبوع بالإخفاق غير المسبوق للأجهزة الأمنية والاستخباراتية، قائلا في حديثه لصحيفة “هآرتس” إنه “هكذا يحدث عند تعيين أشخاص عديمي الخبرة في مثل هذه المناصب الحساسة”.
وكشف المسؤول عن معلومات من ملف التحقيق تشير إلى أن التقديرات الأولية تظهر أن الأسرى الستة خططوا لعملية التحرر قبل مدة طويلة، وحصلوا على مساعدة من خارج السجن.
ووفقا للمسؤول؛ فقد هربت هواتف محمولة للأسرى، وعبرها تواصلوا مع مجموعة خططوا معها لعملية التحرر من السجن، وكشف عن أن مدخل بئر المياه العادمة التابع للسجن يوجد قرب برج المراقبة للسجن.



