أخبار رئيسيةأخبار عاجلةأخبار وتقاريرمحليات

مستشارة النوم إيمان تكروري: السهر يضر انجازات الطلاب الدراسية

عائشة حجار

حول أهمية النوم لطلاب المدارس، وتأثير السهر على الدراسة تحدثت “المدينة” إلى مستشارة النوم إيمان تكروري.

المدينة: ما هي أهمية النوم لطلاب المدارس؟

تكروري: النوم يساعد على التركيز، فالطالب الذي ينال قسطًا من النوم في الساعة المناسبة لجيله يمكنه التركيز في دراسته، وأقصد هنا النوم 10 ساعات تقريبًا خلال الليل لطلاب المدارس الابتدائية. فبين الساعة الثامنة والتاسعة يجب أن يكون الطفل في سريره لكي يكسب عددًا كافيًا من ساعات النوم ليستيقظ مع نشاط وتركيز كافيين. كذلك من المهم أن نذكر أن هرمون النمو يعمل خلال ساعات الليل، فالطفل الذي ينام مبكرًا يكسب عمل هرمونات النمو وذلك يؤثر بشكل إيجابي عليه. فالطفل الذي لا ينام العدد الكافي من الساعات يصل إلى المدرسة متعبًا ولا يمكنه التركيز، وقد ينسى حل المهام.

مستشارة النوم إيمان تكروري
مستشارة النوم إيمان تكروري

المدينة: هل حقًا هناك علاقة بين استخدام الهاتف الذكي والنوم؟

تكروري: طبعًا، خطأ كبير أن ندع الطفل يشاهد شاشة بموعد قريب من وقت النوم بغض النظر عن نوعها، سواء كانت هاتفًا أو تلفازا، لأن الشاشة قبل النوم تشغل وتحفز الجهاز العصبي بإشارات مفرطة نحن بغنىً عنها كأهل يريدون لأولادهم أن يكونوا بصحة سليمة. فتفعيل الدماغ بدون تحريك الجسم يؤدي إلى أن يكون الدماغ فعالًا في الوقت الذي نريد تهدئته لكي يرتاح. الأمر الثاني، هو أن تفعيل الجهاز العصبي يؤدي إلى شد عضلات الطفل وبذلك فهو يعاني من عدم الاسترخاء عند توجهه للنوم، هذا الأمر يؤثر سلبًا على الطفل، فحتى لو دخل الطفل السرير في موعده لن يتمكن من النوم. أمر آخر من المهم ذكره هو أن الطفل يسترجع كل ما تعلمه في النهار خلال النوم، فكل ما مر عليه خلال اليوم يسترجع في بداية النوم، والطفل الذي يشاهد الشاشات قبل النوم مباشرة يفكر في الأمور التي شاهدها، وهذا ليس سليمًا لا من ناحية وظيفية ولا عاطفية، هذا يؤدي طبعًا إلى أحلام مزعجة للطفل والاستيقاظ المتكرر خلال الليل وما إلى ذلك.

 

المدينة: ألا يمكن تعويض السهر خلال الأسبوع بالنوم المطول خلال نهاية الاسبوع؟

تكروري: لا يوجد شيء كهذا! فمن المثبت علميًا أن الانسان إن فقد عدد ساعات نوم ليلية، سواء كان طفلًا او حتى شابًا جامعيًا، لا يمكن تعويضها بالنوم في النهار. فالله قال “وجعلنا الليل سباتا”، فساعة الراحة في الليل تعادل بضع ساعات من الراحة خلال النهار ولا يمكن معادلتهما. فجسمنا بحاجة لساعات النوم في الليل.

 

المدينة: ماذا عن طلاب المراحل فوق الابتدائية؟

تكروري: هذا الجيل صعب حتى قبل الحديث عن النوم من حيث وضع جهازه العصبي، ومن الصعب السيطرة عليهم. لكن نصيحتي هو أنه رغم صعوبة جعل المراهقين يذهبون إلى النوم، لكن على الأقل يمكننا وضع قانون في البيت فيما يخص استخدام الشاشات وعدم استخدامها بعد الساعة التاسعة مساءً مثلًا حتى يهدأ الأبناء شيئًا فشيئًا ونتمكن من الحديث معهم كعائلة.

 

المدينة: هل يمكن أن نستنتج من حديثك أن هناك علاقة بين النوم وفرط الحركة وقلة التركيز؟

تكروري: طبعًا، فمن جيل الولادة يمكن أن يحرم الأطفال من النوم إلا أننا نشعر بالأمر كأهل عند وصولهم إلى الروضة. فنحن نريد أن يكون الطفل فعالًا ويقوم بمهامه بشكل صحيح، إلا أننا نرى أنّ الأطفال اليوم يحتاجون إلى علاجات بنسب عالية والسبب أنهم لا ينامون ساعات كافية وبالتالي يعمل هرمون النمو بشكل متقطع، والانقطاع في عمل هرمون النمو يؤدي إلى صعوبة في التركيز وإنجاز المهام وفرط الحركة.

 

المدينة: كيف نستعيد روتين النوم استعدادًا للسنة الدراسية وبشكل عام؟

تكروري: أولًا، لا بد من أن نفعل ذلك بالتدريج، فلا يمكن إرغام طفل على النوم في وقت مبكر بعد أن اعتاد على السهر، لذلك لا بد أن نبدأ بالاستعداد قبل الموعد بأسبوع أو أسبوع ونصف. فكل يوم نغير ساعات النوم لتكون أبكر بنصف ساعة تقريبًا، وكذلك نهتم بالاستيقاظ في ساعة أبكر وملائمة لساعة النوم، فمثلًا لو اعتاد الطالب على النوم الساعة 12 ليلًا والاستيقاظ في الثامنة والنصف نبدأ معه بأن ينام في الحادية عشر والنصف ويستيقظ في الثامنة، حتى نصل إلى وقت طبيعي. طبعًا من المهم عدم السماح بالنوم حتى ساعات متأخرة. أمر مهم هو أيضًا الامتناع عن القيلولة في ساعات العصر، فهي تزيد نشاط الطفل في ساعات المساء حتى لو كانت القيلولة قصيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى