14 أسيرا فلسطينيا يواصلون “معركة الأمعاء الخاوية” لنيل الحرية.. والتوتر يخيم على السجون

لا يزال 14 أسيرا فلسطينيا في سجون الاحتلال يواصلون الإضراب، ويخوضون بأمعائهم الخاوية، معركة ضد السجان الإسرائيلي لنيل حريتهم، بعد أن نجح عدد منهم خلال الأيام القليلة الماضية، بتحقيق انتصارات، فيما يخيم التوتر على السجون، بسبب ما يتعرض له الأسرى من عمليات قمع ممنهجة تمارسها سلطات السجون.
وقال نادي الأسير الفلسطيني، إن من بينهم 13 أسيراً مضربون احتجاجاً على اعتقالهم الإداري لمدد تتراوح بين يومين و25 يوماً، فيما يواصل الأسير محمد نوارة الإضراب لليوم الثاني عشر احتجاجاً على عزله الانفرادي.
وبيّن نادي الأسير أن الأسير أكرم الفسفوس انضم اليوم للإضراب احتجاجاً على اعتقاله الإداري إلى جانب شقيقه كايد، المضرب لليوم 22 على التوالي، علماً أن شقيقهما محمود الفسفوس علّق إضرابه بعد تدهور خطير على وضعه الصحي.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية، رفضت الالتماس المقدم في قضية الأسيرين الشقيقين الفسفوس، والذي تضمن طعنا بقرارات الاعتقال الإداري الصادرة بحقهما.
والأسرى المضربون هم سالم زيدات منذ 26 يوما، ومحمد اعمر منذ 24 يوما، وكايد الفسفوس منذ 23 يوما، وشقيقه كايد الفسفوس منذ يومين، والأسير رأفت الدراويش منذ 23 يوما، وفادي العمور منذ 17 يوما، ومحمد أبو سل منذ 17 يوما، وأحمد أبو سل منذ 17 يوما، وأحمد نزال منذ 17 يوما، ومقداد القواسمة منذ 16 يوما، وأحمد حمامرة منذ سبعة أيام، ويوسف العامر منذ تسعة أيام، بالإضافة إلى الأسير محمد نوارة المضرب منذ 13 يوما، والمحكوم مدى الحياة، رفضا لعزله الانفرادي.
وتمارس سلطات الاحتلال بحق الأسرى المضربين، كافّة أشكال الضغوطات لدفعهم لإنهاء إضرابهم دون تحقيق مطالبهم، من بينها نقلهم المتكرر بين السّجون ومنع المحامين من زيارتهم، فيما لا يزال هناك عدد من الأسرى يواصلون الإضراب التضامني مع المضربين.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن سلطات الاحتلال تماطل بمنح محاميها تصاريح لزيارة الأسرى المضربين عن الطعام.
وكان الأسيران ماهر دلايشة، وعلاء الدين علي قاسم، علّقا إضرابهما المفتوح عن الطعام، الذي استمر لمدة 16 يومًا، رفضًا لاعتقالهما الإداريّ، وذلك بعد اتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقالهما الإداريّ، كما علق من قبل الأسير جيفارا النمورة من محافظة الخليل، إضرابه المفتوح عن الطعام الذي استمر 21 يوما احتجاجا على اعتقاله الإداري، بعد الاتفاق مع إدارة السجون، يتمثل في أن يتم تثبيت اعتقاله الإداري وإعطائه قرارا جوهريا، بالإضافة إلى وعودات بتخفيض مدة اعتقاله الإداري الحالي والذي سيكون الأخير.
يشار إلى أن نحو 40 أسيرًا منذ مطلع العام الجاري، نفذوا إضرابات عن الطعام جلّها كانت رفضًا لسياسة الاعتقال الإداريّ، علمًا أن عدد الأسرى الإداريين بلغ حتّى نهاية شهر حزيران الماضي نحو 540.
وفي السياق، لا تزال سلطات الاحتلال تمارس جملة من الانتهاكات ضد الأسرى في السجون، حيث أكد نادي الأسير، أن حالة من التوتر الشديد تسود قسم (3) في سجن “عسقلان”، وهو القسم الوحيد المخصص للأسرى الأمنيين، نتيجة تصاعد عمليات التنكيل بحقّهم، والظروف المأساوية التي يواجهونها على مدار الساعة، خاصة مع تصاعد أعداد الحالات المرضية ومواصلة إدارة السجن سياسة الإهمال الطبي بحقّهم.
وبيّن نادي الأسير، أن أسرى “عسقلان” وجهوا عدة مطالب لإدارة السّجن منها إغلاق القسم، ونقلهم إلى قسم آخر تتوفر فيه شروط حياتية وصحية للأسرى المرضى على أن يكون قريبا من المستشفيات، خاصّة أن جلّ الأسرى المرضى يُعانون من أمراض مزمنة كالقلب والسرطان ومن إصابات بليغة، ومنهم: محمد ابراش، وموفق عروق، وشادي موسى، وعثمان أبو خرج، وياسر ربايعة، ووائل أبو شخدم، وعاهد أبو خوصة، وممدوح عمرو.
من الجدير ذكره، أن الآونة الأخيرة شهدت تصعيد قوات القمع من اقتحام الغرف، وكان آخرها قبل نحو عشرة أيام، حيث قامت القوات الخاصة (المتساداة، واليّماز، ودرور) بالتّنكيل بالأسرى، وتقييدهم ونقلهم إلى ساحة “الفورة”، وتدمير وتخريب مقتنياتهم، دون أدنى اعتبار لوجود أسرى مرضى، وقد وجه الأسرى نداءً عاجلًا لكل جهات الاختصاص وعلى رأسها الصليب الأحمر، بالتدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم.
وأكدوا أنه في حال لم يكن هناك أي استجابة لمطالبهم، فسيكون خيارهم “المواجهة والذهاب نحو خطوات احتجاجية”، ومنها وفي حال تم نقلهم وتوزيعهم كما أعلنت الإدارة، البقاء في الزنازين ورفض الدخول إلى أقسام السجون.
إلى ذلك فقد قال نادي الأسير، إن وحدات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال “النحشون”، نفّذت مؤخرًا عدة اعتداءات على أسرى أطفال خلال عملية نقلهم إلى سجن “عوفر”، الأمر الذي دفع الأسرى إلى تنفيذ احتجاجات، مشيرا إلى أن الاحتلال يُنفذ انتهاكات جسيمة بحقّ الأسرى الأطفال منذ لحظة اعتقالهم واحتجازهم، والتي تتناقض مع الاتفاقيات الخاصة بحماية الطفولة، حيث تستمر هذه الانتهاكات المنظمة بحقّهم بعد نقلهم إلى السّجون، واحتجازهم في ظروف اعتقالية قاسية، فيها يحُرم الطفل من متابعة دراسته.
يُشار إلى أنّ سلطات الاحتلال اعتقلت حتّى منتصف العام الجاري 854 طفلًا، غالبيتهم من القدس، فيما لا يزال يقبع في السجون الإسرائيلية 225 طفلا.



