أخبار عاجلةمقالاتومضات

رسائل: {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ*وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ}

الشيخ كمال خطيب

في غمرة تزاحم الأحداث، وفي ذروة حالة الفرز التي تعيشها الأمم والشعوب والحضارات، ومع حالة التصادم التي توشك أن تلفّ المنطقة والعالم وحتى أن دويّها يكاد يصمّ الآذان، مع هذا كله وغيره مما يعتري الأمة من حالة الذهول والحيرة وهي ترى نفسها ضعيفة ومبعثرة تواجه عدوًا شرسًا وقويًا، ويملك من القدرات والإمكانات ما يمكن اعتباره من الخـوارق التي انعكست على سلوكيات الناس ومفاهيمهم ومواقفهم، فبين من نفض يديه من انتمائه لأمته وراح يطبل ويزمر ويرقص لهذا القوي الغريب المحتل، وبين من أنشد وانجذب لأمته وحضارته ودينه وهو يسعى لاستمرار الحفاظ على أصالته لا بل ويريد أن يقاوم هذا الدخيل الغريب، وبين من أخذته الحيرة والاضطراب والذهول لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء لينتظر من يكون الغالب فينحاز إليه، ولأننا والحمد لله من الصنف الثاني الذي انحاز لأمته ودينه وقوميته وكفر ورفض هذا الغريب الدخيل وإن كان قويًا وشرسًا ومعه من الخوارق العسكرية والإعلامية والاقتصادية، وحتى وإن كانت كفّنا عارية إلا أننا سنستخدمها في مواجهة وملاطمة ذلك المخرز الحاد الذي يسعى ذلك الأخطبوط الأمريكي أن يمزقنا به أو ذلك القرن الحاد الذي يسعى القرن الأمريكي أن يغرزه في صدورنا.

وعليه فمن خلال ثقتنا بإمكاناتنا الحضارية والعقائدية، ومن خلال قناعتنا بأننا أمة الخير التي تملك مفتاح سعادة البشرية، ومن خلال تصديقنا بوعد الله لنا ووعد رسوله ﷺ بأن الله سيظهر هذا الدين ولو كره الكافرون، فإننا نوجهها جملة رسائل نستفتحها بقول الله تعالى {فَذَكِّرْ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٌ} آية 21 سورة الغاشية ونذيّلها بقول رسول الله ﷺ: “الدين النصيحة”.

 

الرسالة الأولى

إلى السياسيين العرب في الداخل وسواء كانوا يخوضون السياسة قطريًا أو محليًا فإننا نذكرهم بأن أقصى ما يمكن أن يصل إليه أحد في هذه البلاد ليس إلا أن يكون عضوًا في البرلمان، وحتى لما يصل إلى هناك فإنه يظل على هامش السياسة الإسرائيلية والتأثير عليها خاصة في غمرة الانحياز التام والجنوح نحو الانتماء اليميني العنصري عند الإسرائيليين عمومًا.

وعليه فإن رسالتي إلى الأخوة السياسيين سواء كانوا أعضاء في البرلمان أو مسؤولي أحزاب أو عاملین ونشطاء محليين، إننا ندعوكم بملء الفم وعالي الصوت إلى أن تكون مواقفكم ورؤيتكم للأشياء والأحداث من نافذة انتمائكم الحقيقي لدينكم وأمتكم وقوميتكم ووطنيتكم. إن المرونة والقدرة على المناورة السياسية والمشي بين النقاط يجب أن لا تكون على حساب الثوابت الدينية والوطنية التي يجب أن لا تسمحوا بعرضها في بورصة المواقف السياسية العامة. إنه وبغض النظر عن انتماء كل واحد منكم لحزبه وحركته والتي يتصور لا بل يعتقد أنها الأحرص على مصلحة الجمهور العربي في الداخل إلا أن هذا لم يمنعنا من أن ندعوكم بأشخاصكم وندعوكم بأحزابكم وحركاتكم إلى الانحياز بشكل واضح لدينكم والعمل بفرائضه والانتهاء بنواهيه لما في هذا خير الدنيا والآخرة. وإننا وبدون تلعثم ولا تردد، بل وبكل الثقة والقوة ندعوكم إلى الانحياز للإسلام دين الأمة وتاريخها وعقيدتها الذي يواجهه اليوم بمقدّراته الذاتية ومكنوناته الهائلة، هذا الزحف الرهيب لقوى الشرّ التي ما جاءت لتقاتلنا لأجل أحزابنا ولا أشخاصنا ولا لافتاتنا ولكنها جاءت لقتال ديننا، قال سبحانه {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ} آية 217 سورة البقرة. إننا ننصحكم أيها السياسيون خاصة وقد ظهر تحالف الشرق والغرب علينا، وقد التقى اليمين مع اليسار ضدنا، وقد انكشف عيب وعورة القومية العربية بدون الدين، وظهرت حقيقة العلمانية حيث لا رابط يربطها بالعلم بل إنه العداء للعقائد والرسالات، فيا كل هؤلاء السياسيين أجيبوا داعي الله ولا تكونوا كمن حضر حلبة مصارعة فيصفق للغالب أيًا كان، لا وألف لا. إذ الواجب يناديكم بأن لا تقفوا ولا تنحازوا إلا إلى أمتكم وحضارتكم ودينكم فلا عذر لكم.

 

الرسالة الثانية

إلى الإعلاميين العرب: أنتم يا من تملكون بناصية الكلام ويا من تتناجون مع الأقلام، ويا من تقفون على منابر الإعلام أيًا كانت، إننا ندعوكم ونذكّركم بأن الكلمة أمانة، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكتب خيرًا أو ليكسر قلمه ويمزّق أوراقه. إننا ندعوكم أيها الإعلاميون عبر كل وسائل الإعلام وأنتم أقرب الناس إلى معرفة الحقائق والأسرار وخبايا الأمور، ولعلّكم تدركون تمامًا أن المشروع الإسلامي اليوم، يكاد له ويمكر له مكر الليل والنهار فماذا أنتم فاعلون؟

إن الموقع الذي يشغله كل واحد منكم إنما هو ثغر مهم وحصن أهم، فهل يسمح كل واحد منكم بأن تخترق سهام الفساد الأخلاقي والسلوكي والفكري مجتمعنا عبر صحفكم ومجلاتكم ومنابركم الإعلامية، لا بل هل لا سمح الله سيكون منكم من يوجّهون السهام إلى جسد مجتمعنا وقيمنا وحضارتنا عبر حرية الكلمة وحرية الصحافة والتعبير عن الرأي وعبر الرغبة لكسب المال ؟

إن الصهيونية العالمية قد سيطرت على كثير من وسائل الإعلامية العالمية سعيًا منها لخدمة المشروع الصهيوني، فلماذا يبخل أحدكم عن كلمة حق وصدق وخير وإنصاف؟

ولكن أنتم يا من تقفون على رأس الهرم في صحفنا ومجلّاتنا ومواقعنا العربية، إننا ندعوكم لأن تجعلوا من صحفكم ومنابركم منابر للخير والفضيلة والحق والبناء وليست معاول للهدم ومنابر للرذيلة والباطل. يا كل هؤلاء لا تنسوا أنكم بشر وأنكم لا بد ميتون، فماذا أنتم قائلون لربكم يوم العرض عليه سبحانه عندما يسألكم عن هذه الأمانة التي بين أيديكم، إن حقكم علينا أن نذكّركم أو ننصحكم وها نحن نفعل ذلك ألا هل بلغنا! اللهم فاشهد.

 

الرسالة الثالثة

نرسلها لكم أيها المثقفون والأكاديميون، إليكم أيها المحامون والأطباء والمهندسون والمدرسون والعاملون الاجتماعيون، إليكم أيها الطلاب الجامعيون إننا ننصحكم ونذكّركم الشباب منكم والشابات، الأخوة منكم والأخوات، بأن يجعل الواحد منكم من نفسه سهمًا في جعبة الدين والعقيدة والوطن. إننا نعلم أن الألقاب تغري وأن المناصب وأن بريق الشهرة يسلب البصر ويطفئ البصيرة، ولكن بئس الإسم واللقب والمنصب إذا لم يكن هو طريق للجنة ودرب ووسيلة السعادة الأخروية، وإننا نعلم أن كثيرين منكم يعتبرون أن زمن الدين ولّى وأن الدين هو رمز التخلف والرجعية والجمود، وأنكم اليوم تعيشون عصر الحرية والتنوير.

يا كل هؤلاء، الأخوة والأخوات فلتعلموا أن الإسلام قد ظلمه أعداؤه، وقبلهم قد ظلمه أبناؤه لمّا جهلوه وأداروا له ظهورهم. إن الدين لا يتعارض مع العلم لا بل إنه المحفّز له والداعي إليه، وهل أعظم من أن تكون أول آية في كتاب الله بل أول کلمه قوله سبحانه {إقْرَأ}، إننا ندعوكم يا كل هؤلاء إلى ما فيه خيركم، إننا ندعوكم إلى الإسلام حتى وإن كنتم مسلمين، إننا ندعوكم إلى الله ورسوله وكتابه، إننا ندعوكم ليكون انتماؤكم للإسلام عن معرفة وعلم، فإذا كنتم قرأتم لمستشرقين وفلاسفة وكتّاب من غير العرب والمسلمين وللإنصاف والعدالة إننا ندعوكم لتقرأوا عن الإسلام من مصادره وينابيعه فهل أنتم فاعلون؟؟

الله للدين كم ظلمًا أهين وكم         ظنوه نقصًا وفي التفكير نقصان

سل صفحة الأمس عمّن أيدوه أما     كانت لهم في نواحي الأرض تيجان

دين الحضارة والأخلاق أسعدهم      فمذ أهانوه قد ذلّوا وقد هانوا

عدل من الله تأييدًا لسنته              حظّ المقصر إقصاء وحرمان

یا قوم لوذوا بحبل الله واعتصموا      إن الدواء لداء العرب قرآن

 

الرسالة الرابعة

إننا نوجهها إلى اللاتي هن زوجاتنا، وهن بناتنا، وقبل ذلك فإنهن أمهاتنا. إلى معشر النساء الفاضلات، إلى المرأة التي هي نصف المجتمع، والتي بيدها تصنع وتصيغ النصف الآخر، إلى المرأة التي هي مكلّفة أمام الله بنفس ما كلّف به الرجل {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ ۖ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ} آية 195 سورة آل عمران.

رسالتنا إليك أيتها المرأة في مجتمعنا ونحن نعلم أنك أكثر عاطفة ورقة ورحمة، مما يعني أنك أسرع بالاستجابة لنداء الفطرة الذي هو نداء الرحمن، ولكن وللأسف فإن فترة البعد عن تعاليم السماء والفهم السليم جعلك أسرع بالاستجابة لنداء الشيطان الذي ناداك فاستجبت رغم أن الله تعالى سبق وحذّر من الإستجابة للشيطان لأنه لا يريد لك الخير وهو يدعو إلى التهتك والتكشف والتعري والتبرج {يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْـجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا} آية 27 سورة الأعراف.

نعم إنه الشيطان الذي يقول لك هذا جسدك لك وأنت حرة في التصرف فيه، إنه الشيطان لا بل إنهم جنود الشيطان من أدعياء التحرر وحقوق المرأة من الذئاب البشرية الذين يحاولون إقناعك بأن هذا الجمال وهذه الرقّة وهذه الأنوثة لا يجوز سترها بل يجب المباهاة بها وإشهارها.

نشهد، نقر بأنك ظلمت وأساء البعض إليك في ظل عادات وتقاليد وفهم أعوج للدين، ولكن لن ينصفك وما أنصفك إلا دينك أيتها المرأة، فهلّا تقدمت إليه بعقلك وجوارحك.

أيتها البنت، الزوجة، أيًا كانت وظيفتك ومكانتك فلا تنسي أنك بعد الشباب إلى الشيخوخة وبعدها إلى الموت، بل من قال إنك لن تموتي وأنت شابة في ريعان الشباب فماذا ستقولين لربك؟!

ماذا تقولين له إن أنت قصّرت في خدمة دينك وأمتك عبر الاعتزاز والعمل بما أمر الله ورسوله خاصة وأنت ترين كيف يعادي الإسلام ويحارب في هذه الأيام عبر واحد من أهم رموزه وهو الحجاب؟!

يا أختنا لئلا تقولي يوم القيامة لرب العزة، لم يبلغني أحد، لم يذكّرني أحد، لم ينصحني أحد. فها أنذا أنصحك وأذكّرك وأبلّغك وأدعوك إلى الله ورسوله وكتابه وإلى موكب الخير والنور قبل أن تعضي أصابع الندم، ألا هل بلغت! اللهم فاشهد.

الرسالة الخامسة

إليكم يا كل الناس {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} آية 33 سورة لقمان.

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ، يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} آية 2-1 سورة الحج.

فيا كل الناس، مسلمين وغير مسلمين، إنني أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام نعم نعم، إنني بملء الفم وعالي الصوت أدعو غير المسلمين للإسلام، وأنا أقول لهم ما قاله الله في كتابه {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} آية 19 آل عمران. فإن لم تستجيبوا فإنني أناديكم بنداء الله تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} آية 64 سورة آل عمران.

أنا أعرف وأعلم أن كثيرين سينكفئون على ظهورهم من الضحك سخرية واستهزاء بدعوتي هذه وبما أقول، إذ كيف لنا نحن الضعفاء المهزومون المتقزّمون الذين تُغتصب أرضنا ومقدساتنا، وتُحتل أرضنا ونتعرض لحرب عالمية جديدة على ديننا الإسلام تحت ستار الحرب على الإرهاب، كيف لنا أن ندعو غيرنا للإسلام ولسان حالهم يقول، لو كنتم على الحق لنصركم الله، لو كنتم على الصراط المستقيم الذي يريده الله لما حصل بكم الذي حصل، ولكن بكل ما في العزة والشمم والإباء من معنى، ذوبكل ثقة وعزّة النفس وشموخ المسلم فإنني أعود لأدعوكم إلى الإسلام دين الله رب العالمين لأنني أعلم علم اليقين أننا في لحظات ما قبل الفجر، نعم لحظات وليس ساعات ما قبل الفجر بإذن الله.

يا كل هؤلاء، إن أسئلتكم واستهجانكم واستغرابكم منا ونحن ندعوكم للدخول في الإسلام وأنتم ترون حالنا هو نفس الموقف الذي وقفه عدي بن حاتم الطائي أشهر العرب في الكرم وقد اعتنق عدي النصرانية فدعاه الرسول ﷺ ثم قال له: “لعلك يا عدي انما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما تراه من حاجة المسلمين وفقرهم فوالله ليوشكن المال أن يفيض حتى لا يوجد من يأخذه، ولعلك يا عدي إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين ما ترى من قلّة المسلمين وكثرة عدوهم، فوالله ليوشكن أن تسمع بالمرأة تخرج من القادسية على بعيرها حتى تزور هذا البيت لا تخاف أحدًا إلا الله، ولعلّك إنما يمنعك من الدخول في هذا الدين أنك ترى أن الملك والسلطان في غير المسلمين وأيم الله ليوشكن أن تسمع بالقصور البيض من أرض بابل قد فتحت عليهم وأن كنوز کسری بن هرمز قد صارت اليهم، فقلت کنوز کسری بن هرمز؟!! فقال: نعم کنوز کسری بن هرمز، فقال عدي عند ذلك شهدت شهادة الحق وأسلمت”.

فيا من لا يغريكم في الدخول في الإسلام والدين الذي بشّر به إبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وكل النبيين أننا نحن المسلمين فقراء وضعفاء وغيرنا أقوياء أغنياء وهـم سادة الدنيا، فكيف للسادة أن يدينوا بدين العبيد.

يا كل هؤلاء والله إنه لا عذر لكم لأنه وأيم الله، ووالله الذي رفع السماء بلا عمد، ورب موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفّى إن المستقبل للإسلام، وأن السلطان لن يكون إلا بأيدينا. يا هؤلاء إن الأيام دول يوم لك ويوم عليك. أقسم بالله أن الدورة القريبة هي لنا وأن الغد فيه عزنا وأن دولة الخلافة الإسلامية الراشدة ستقوم قريبًا بإذن الله.

فلأننا نحبكم يا كل الناس ولأننا نحمل في صدورنا الرحمة لكل الخلق {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} آية 107 سورة الأنبياء.

فإننا ندعوكم إلى الله وكتابه ورسوله، إننا ندعوكم إلى الجنة ونحذركم من النار، حتى وإن كنتم تتندرون وتتغامزون وأنتم تقرأون كلامي هذا إلا أنني سأشهد وأرى بأم عيني إن طال بي عمر كيف أن البعض منكم سيعضّ على أصابع الندم وهو يقول ياليتني استجبت {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} آية 44 سورة غافر.

“ألا هل بلغت! اللهم فاشهد، ألا هل بلغت! اللهم فاشهد، ألا هل بلغت اللهم فاشهد”.

{وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ، وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ، إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ، وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} آية 11-14 سورة الطارق.

رحم الله قارئًا دعا لي ولوالدي ولوالديه بالمغفرة

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى