المربي حاتم دهامشة: لا يمكن للتطور التكنولوجي أن يسد مكان المعلم

موطني 48
قال المربي حاتم دهامشة، مدير مدرسة المعالي الثانوية في كفر كنا، إن أزمة جائحة كورونا فرضت علينا تحديات ومصاعب، لكنها علمتنا شيئا جميلا، وهو أن العالم يتغير بسرعة ويسير نحو التطور التقني. لكن لا يمكن للتطور التكنولوجي أن يسد مكان المعلم.
وجاءت أقوال المربي دهامشة خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة “هلا”، للحديث عن الواقع الجديد والمُركب، التي فرضتها جائحة كورونا على المؤسسات التعليمية في البلاد بشكل خاص بعد اغلاق المدارس بسبب تصاعد اعداد المصابين وانتشار كبير للفيروس في الموجة الحالية.
وقال إن هذا وباء فرض علينا وهو أمر طارئ ونسأل الله أن يرفعه عنا حتى نعود الى حياتنا الطبيعية وإلى مدارسنا.
وفي سياق حديثه، رفع مدير مدرسة المعالي الثانوية تحية الإكبار والإجلال والتقدير لكل العاملين في التعلم عن بعد، سواء كانوا طلابا أو معلمين أو أهالٍ.
وقال: “المعلمون المخلصون يبذلون جهودا مضاعفة في هذه الفترة، من أجل مواجهة التحديات، ووسط ظروف من الضبابية وعدم وضوح واستقرار، فترة فيها خوف من المجهول. ألف تحية لهم على هذا التحدي. تحية لطلابنا الذين يجلسون ساعات طوال أمام الحاسوب، ويعانون أيضا من التوتر والقلق على مستقبلهم التعليمي ونحن مقبلون على مرحلة البجروت. تحية أيضا للأهالي الأحباب، الذين تحولت بيوتهم إلى مدارس بكل ما تحمله الكلمة من معنى. هم يتحملون الآن الأعباء المادية وباتوا يؤدون دور المعلمين في البيوت”.
وتحدث المربي حاتم دهامشة عن تقييمه لتجربة مدرسة المعالي الثانوية في التعلم عن بعد قائلاً: “نحن منذ 5 أسابيع انخرطنا في التعلم عن بعد، حيث إننا لم نشاهد طلابنا منذ بداية السنة بسبب تصنيف كفركنا على أنها بلدة حمراء. وعلى ذلك أعددنا خطة لمواجهة هذا التحدي، ومن اليوم الأول بدأنا بالتعلم عن بعد. نقوم بتعليم الطلاب حصص كاملة: 7 حصص و6 حصص يوميا. مشاركة الطلاب أكثر من 90% يوميا. أنا أشارك زملائي المعلمين وأشجع الطلاب. استجابة الطلاب عالية فلهم منا ألف شكر وتحية”.

وعن الاجراءات بخصوص الطلاب المتغيبين، أشار إلى أن هذه المرحلة تفرض علينا تقوية المناعة الشخصية لدى الطالب. “لا يمكن أن نفرض على الطالب حضور الدروس فرضا. إذا فرض أمر ما على الانسان بإمكانه أن يتهرب منها. بإمكان الطالب أن يفتح ” المايكرفون” في درس الزوم وأن يفعل ما يشاء ويسجل الحضور فقط. طلابنا واعون لخطورة المرحلة وأمامهم مستقبل، وان اضاعوا هذه الفرصة قد يضيع مستقبلهم التعليمي.. استجابة طلابنا مرضية جدا”.
وأضاف دهامشة أن البيوت الآن تحولت إلى مدارس. في السابق كان الأب يوصل ابنه للمدرسة ويعود لإيصاله للبيت. لكن الأمور تغيرت. الكل كان يتذمر، لكن الوضع اليوم تغير. هنالك شكاوى لكن هنالك ملاحظات ايجابية من الأهالي التي تشجعنا للمزيد. أحيانا أتصل بطلاب يتغيبون، واتلقى اتصالات شكر للمعلمين على جهودهم “.
وختم مدير مدرسة المعالي الثانوية في كفر كنا حديثه في المقابلة التلفزيونية مع قناة “هلا” قائلاً إن “العالم يتغير بسرعة وأن هذه الازمة علمتنا شيئا جميلا وهو أن العالم يتغير بسرعة ويسير نحو التطور التقني. لكن لا يمكن للتطور التكنولوجي أن يسد مكان المعلم. الحواسيب مهما تطورت لا يمكن أن تسد مكان المعلم. هذه الأجهزة ليس لديها مشاعر واحاسيس وليس بإمكانها احتواء الطلاب. باعتقادي هذه الظروف أعادت مكانة المعلم الى موقعها، وما يتم تناقله من تسجيلات وسخرية هي أمور بعيدة عن أخلاقيات مجتمعنا ومورثنا الحضاري والديني والتربوي الذي قرن مكانة المعلم بوظيفة الرسل والانبياء”.


