في 2020 ماذا يعرف ابناء الـ 20 عن انتفاضة الـ 2000؟!
شادي عباس
يتشكل تاريخ الامم والحضارات من أحداث ومحطات بارزة، تجعله يدخل التاريخ، سلبا او ايجابا…فهناك من دخله بالعلم، وهناك من اقترن اسمه، بالظلم…وهناك من ورّث الخليقة علما ومعرفة في مجالات شتى، امثال مسلمو الاندلس، وهناك من ورثه خرابا ودمارا، امثال هولاكو والمغول.
قد نواجه أحداثا بارزة في حياتنا اليومية، تكتب لاحقا مع التاريخ، وتصبح صفحة من تاريخ الأرض، أو تاريخ الشعوب. ولشعبنا العربي والفلسطيني محطات تاريخية، مثل النكبة، عام 1948، والنكسة، عام 1967. ومحطات نضالية سطّرت بدماء الشهداء، أصبحت تاريخا مشرفا يتغنى به كل حر في هذا العالم.
من هذه المحطات، وليس حصرا، ثورة البراق في العام 1929، ويوم الارض الخالد في العام 1976، والانتفاضة الاولى عام 1987، وهبة القدس والأقصى في العام 2000.
هذه الأخيرة التي كان لأهلنا في الداخل حصة فيها، قدّموا من خلالها 13 شهيدا فداء للقدس والمسجد الاقصى. هبة القدس والأقصى التي مرّ عليها 20 عاما، تعتبر حدثا جديدا في حسابات التاريخ والحضارات، ويمكن القول إن دم شهدائها لم يجف بعد؟!…
وبحساب بسيط فإن من ولد في العام 2000 قد بلغ اليوم الـ 20 ربيعا، أي بعبارة اخرى إذا سئل هؤلاء عن تاريخ ميلادهم، فإنهم سيجيبون: “ولدت سنة انتفاضة الاقصى”، تيمنا، كما كان اباؤنا واجدادنا يفعلون، فمنهم من ولد “سنة الهجيج”، وهي السنة التي طُرِدَ فيها الفلسطينيون من قراهم ومدنهم وهُجِّروا منها خوفاً من الحرب في عام 1948، فأصبحوا لاجئين في الشتات والداخل، وقد سميت هذه السنة بسنة النكبة لما حلّ بالشعب الفلسطيني من ويلات وكوارث ومآس وتشريد وتقتيل. وهناك من ولد “سنة الثلجة”، وهو عام 1950 حيث تساقطت الثلوج على فلسطين، وارتفعت إلى ما يُقارب نصف المتر، وهو عام مميز لأن فلسطين ذات طقس معتدل، ولذلك كان تساقط الثلوج حدثاً غريباً حتى ذهب الناس إلى تأريخ بعض الأحداث أو المناسبات بقولهم فلان ولد سنة الثلجة، أو تزوج فلان قبل أو بعد سنة الثلجة… وهكذا.
ولكن، هل يعرف مواليد العام 2000 انهم ولدوا “سنة انتفاضة الاقصى”، وهل يعرفون ما هي انتفاضة الأقصى، أصلا؟ وهل يعرفون تسلسل الأحداث، والأسباب، والنتائج لهذه الانتفاضة؟
أجرينا في صحيفة “المدينة” استطلاعا بسيطا، شمل 10 ذكور وإناث، من ابناء العشرين، سألناهم فيه عن انتفاضة القدس والأقصى، وماذا يعرفون عنها، من مسببات ونتائج؟…
النتيجة كانت صادمة، والمعلومات التي تلقيناها كانت إمّا بعيدة عن الواقع، أو أنها متشابكة مع أحداث أخرى، او أن صاحبها يعرف امورا عامة خالية من التفاصيل!، وعن يوم الأرض، والنكبة، حدّث ولا حرج.
للوقوف على اسباب ومسببات الجهل في هذه المحطات المهمة من تاريخ شعبنا، والكشف عن الحلقات الفارغة التي تربط الجيل الجديد بتاريخه، وتعرفه على الاحداث المهمة في تاريخ هذه الأرض، توجهنا لبعض الشخصيات المؤثرة، ولأصحاب الاختصاص، في مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني، لنضع الاصبع على الجرح، ونستدرك الامر قبل فوات الأوان، لينشأ جيل مثقف، واع، وملم بما يدور حوله من احداث محلية، اقليمية، وعالمية.
“إن بقي الوضع على هذه الحال فسيكون جيلا منقطعا عن تاريخه”
توفيق محمد- اعلامي، عضو لجنة المتابعة قال: “لا شك أن النتائج التي خرجتم بها في استطلاعكم هي مقلقة، ولكنها في ذات الوقت ليست مفاجئة، فهي مقلقة لأنها تتحدث عن شريحة جيل، هو جيل المستقبل، إن بقي على هذه الحال فسيكون جيلا منبتا عن تاريخه، وعن المحطات المهمة في سيرة شعبنا وجماهيرنا، لا يعلم عن النكبة التي شردت شعبه، وجعلت منه لاجئا في وطنه وفي دول الجوار، لا يعلم عن تضحيات أبناء شعبه في قضايا الأرض والإنسان، لا يعلم ما خططت له المؤسسة لمصادرة ما تبقى من أرضه وما تخطط له، ولا يعلم عن المفاصل الوطنية الهامة التي مرت بها هذه الجماهير كذكرى النكبة، ويوم الأرض، وهبة الروحة، وام السحالي، وهبة القدس والأقصى، وانتفاضة القدس والاقصى، ومجزرة شفا عمرو، وغيرها من المحطات الهامة التي تشكل في مجموعها جزءا من هوية هذا الشعب، وبالتالي سيشكل هذا الأمر خطرا على مستقبله السياسي والوطني والديني، وعلى تشكيل هويته الوطنية والعقدية، لان المُنْبَتَّ عن ماضيه لا مستقبل له. وقديما قالوا من لا تاريخ له لا مستقبل له”.
وأضاف: “ليست مفاجئة في نفس الوقت لأن السياسات التي اتبعتها المؤسسة مع هذه الشريحة ومع مجمل جماهيرنا في الداخل بعد هبة القدس والأقصى أدت الى هذا الواقع من حيث تغيير مناهج التعليم، وبالذات في موضوعي المدنيات والتاريخ، وهما على استهانة البعض فيهما لكنهما موضوعان هامان جدا في تشكيل الوعي الجماعي للمجتمع، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى عملت الكنيست خلال العشرين عاما الماضية على سن قوانين كثيرة لمحاصرة الوعي الفلسطيني، وقطع التواصل بين الجيل الشاب وبين تاريخه كقانون منع إحياء ذكرى النكبة، وتسمية الشوارع بالعبري، ومنع تكريم الأسرى السياسيين الذين يفرج عنهم وملاحقتهم وملاحقة السلطات المحلية التي تسمح باستقبالهم بشكل احتفالي في المؤسسات الرسمية التابعة لها مثل المراكز الجماهيرية والقاعات العامة التي تتجرأ على استقبالهم… وبالتالي محاصرة الوعي الوطني في ساحات بيوت المفرج عنهم، كما وعملت المؤسسة على قمع كل مظاهر المد الوطني مثل المظاهرات التي تحمل هذا الطابع في مقابل سماحها بل ومساعدة المتظاهرين في القضايا التي تحمل البعد المعيشي المطلبي، وللأسف كان رد القيادات في المجتمع العربي واهنا مما أتاح للسلطات ان تتغول أكثر فأكثر في اتجاه فرض روايتها على المجتمع العربي، وكان على رأس ذلك السلطات المحلية ورؤساء السلطات المحلية الذين غلب على عملهم في هذه الفترة البعد المعيشي المطلبي، فيما غاب البعد الوطني المتحدي من برامجهم، فبينما كان ثلة الرؤساء قبل عقدين تستخدم اللجان الشعبية وتدعمها في هذه النضالات كقضية الروحة على سبيل المثال أصبحت هذه السلطات اليوم تكتفي بأوامر وزير الداخلية الذي يمنعها من هذا النشاط او ذاك”.

وتابع توفيق محمد قائلا: “الى جانب ذلك لا بد من الإشارة أيضا الى تراجع العمل الحزبي الوازن في هذه المسائل في السنوات الأخيرة، وبالذات بعد الحظر التعسفي للحركة الإسلامية في 17.11.2015، والتهديد بفتح ملفات للتجمع الوطني الديموقراطي بعد ذلك بأشهر، وهو ما ألقى بظلاله على مجمل العمل الوطني في الداخل. ليس خافيا ان إسرائيل الدولة والحكومة عملت على تفكيك مقومات المجتمع العربي المتماسك، فسمحت بتغول الجريمة بكل أشكالها، وأصبح جل اهتمام المجتمع الأمن الشخصي على حساب ما يمكن ان نسميه الأمن التوعوي الوطني، وفي اعتقادي فإن قيادات المشتركة ساهمت في هذه المسألة من حيث لا تدري، فقد قدمت في خطابها المطلبي المعيشي على الهم الوطني الكبير، ووقعت في شباك نتنياهو الشخص ونتنياهو رئيس الحكومة الذي ينفذ السياسات الأمنية التي توضع على طاولته، وبالتالي فان هذه القيادات تعاملت مع ادعاءاته وادعاءات وزرائه بأن أعضاء الكنيست يهتمون بالقضية الفلسطينية أكثر من اهتمامهم بقضايا ناخبيهم، فكان جل اهتمام قيادات المشتركة في السنوات الخمس الأخيرة منصبا على المطلبي المعيشي ليردوا “التهمة” التي الصقت بهم، وهذا بالتالي ألقى بظلاله على الوعي الوطني الجمعي للمجتمع. عليه نحن بحاجة الى حملة توعوية مكثفة تقودها لجنة المتابعة العليا ومكوناتها المختلفة، من جانب، ومن جانب آخر تساهم بها بشكل فاعل وسائل الإعلام المختلفة المتوفرة بين أيدي هذا المجتمع يقودها اعلاميوه ومثقفوه وناشطوه ومعلموه لإعادة هذا الجيل الى جادة الصواب والى فهم ماضيه وقضاياه المفصلية حتى يحسن التعامل مع حاضره ومستقبله”.
“جميعنا يقع في دائرة التقاعس، هذا إذا لم يكن في دائرة التعطيل”
الاستاذ خالد ابو عصبة، البروفيسور في علم الاجتماع، والمتخصص في استراتيجيات وسياسات التربية والتعليم، قال: “بداية، أقول بأنّي غير متفاجئٍ؛ فقط قامت في السنة الماضية إحدى طالباتي بدراسة واسعة حول الموضوع، وكانت مجموعة الهدف بحث مقارن ما بين طلبة المرحلة الثانوية وطلبة الكليات، وتناولت في دراستها الأحداث التاريخيّة والمواقع والشخصيّات في التاريخ الفلسطينيّ. وتبيّن من النتائج لدى الفئتين (طلبة الثانويّة وطلبة الكليّات) بأنّ هناك جهلًا واسعًا في المجال المعرفيّ لأمور نحن نعتبرها أساسيَّة، وكان من المتوقّع معرفتها”.

وأضاف: “جهل التاريخ الفلسطينيّ سببه بدون أدنى شكّ المضامين التي تدرَّس في المراحل المختلفة في السيرورة التعليميّة، إذ إنّ هناك غيابًا كاملًا لمضامين تعزّز الانتماء الوطنيّ والانتماء الجمعيّ؛ فالمناهج التي توضع من قِبَل وزارة التربية والتعليم، بناءً على الأهداف للتعليم العربيّ، تكاد تخلو من المضامين المعزِّزة للهويّة الثقافيّة والوطنيّة الفلسطينيّة. أي أنّ المناهج تحاول طمس وتهميش الهويّة بأبعادها المختلفة. وهكذا، ومع مرور الوقت، تصبح الأجيال، وبالتالي المجتمع، بعيدين كلّ البعد عن الموروث الفكريّ، ناهيك عن هشاشة اللّغة العربيّة، كلغة أمّ؛ تمثّل هذا الوعاء والموروث الفكريّ”.
وتابع: “والآن، إلى الاستطلاع: دون التطرّق إلى مصداقيّة العيّنة (عددها وطريقة اختيارها) ومصداقية الأسئلة الموجّهة، كنّا سنصل إلى نفس النتيجة في كلّ دراسة نقوم بها، ّإذ أنّ هناك دراسات أكاديميّة عديدة أجريت في المضمار ذاته وتوصّلت إلى نتائج مشابهة. بمعزل عن دور وأثر المضامين التي سبق وتحدّثت عنها أعلاه، علينا أن نوجّه بعض التساؤلات التي تخصّنا نحن. هل لنا أن نسأل (بعد أن ننتقد وزارة التربية والتعليم عن تفريغ المضامين من أيّ بعد وطني وأيّ انتماء جمعي)، على من تقع المسؤوليّة أيضًا؟ أليست هذه مسؤوليّة مؤسّساتنا الوطنيّة وحركاتنا السياسيّة أيضًا؟ أليس من واجبها توجيه بوصلة الطلّاب نحو مفهوم الهويّة الثقافيّة والوطنيّة الفلسطينيّة؟ وهل تقوم هذه المؤسّسات والحركات السياسيّة، أساسًا، بأيّ نشاط يهدف إلى تعزيز هذه الهويّة؟ أم أنّنا فقط نتذكّر مسألة الهويّة والأحداث المتعلّقة بها في مناسبات معيّنة؟ وهذا عادة ما يحصل على خجل ولا يترك أثرًا للمدى البعيد في تعزيز الانتماء. ألا تقع المسؤوليّة على عاتق الأهل كذلك؟ فالجميع يتفّق على أهميّة أثر التنشئة الأسريّة. الأمر لا يخلو من بعض العائلات التي تعمل على تنشئة أبنائها ثقافيًّا وسياسيًّا وتنمّي روح الانتماء الجمعيّ عند أبنائها، لكن الغالبية العظمى لا تعي أهميّة هذا الأمر وبالتالي لا تمارس واجبها في هذا المضمار”.
وختم أبو عصبة، بالقول: “أن نكتفي بانتقاد وزارة التربية والتعليم أمر لا جدوى منه؛ فالآخر (السلطة المركزيّة) دوره بات معروفًا وواضحًا، لكن السؤال الحقيقيّ هو: ماذا بالنسبة لنا نحن؟ ماذا عن دور الحكم المحليّ من التثقيف للانتماء والهويّة والمناعة المجتمعيّة؟ في اعتقادي، وفي ظلّ الإمكانيّات المتاحة في استخدام الوسائل التكنولوجيّة المتعدّدة، هناك ضرورة لبناء مشاريع وبرامج وأنشطة في هذا المجال. نهايةً أقول: جميعنا يقع في دائرة التقاعس، هذا إذا لم يكن في دائرة التعطيل”.
“هذه حالة مرضية يمكن الشفاء منها وإعادة توجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح”
الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، قال: “لا شك أن وقفة شعبنا في الداخل الفلسطيني نصرة للقدس والأقصى عام 2000، ومشاركتهم الفاعلة في نصرة شعبهم وارتقاء ثلاثة عشر شهيدًا من أبناء شعبنا قد أذهل المؤسسة الإسرائيلية وأوقفها على حقيقة مشروع الأسرلة والتهويد ومسخ الهوية. الأمر الذي دفعها للعمل وفق سياسات جديدة مثل نشر السلاح وانفلاته، وتشجيع الخدمة المدنية بإغراءات غير مسبوقة، نشر المخدرات”.
وأضاف: “زيادة على ذلك فإنه الأسلوب والوسيلة المميزة التي اعتمدتها بحظر الحركة الإسلامية وإغلاق مؤسساتها وتصنيفها أنها إرهابية وخارجة عن القانون ووقفها عن العمل وعن استمرار أداء دورها. ولا يخفى على أحد أن الحركة الإسلامية كانت تقوم بدور ريادي في كافة المجالات التربوية والسياسية والفكرية وتثبيت الهوية زيادة على هيبة الحضور والرسالة التي كانت توصلها الحركة الإسلامية عبر مواقفها الواضحة والمعتزة بهوية شعبنا الدينية والقومية والوطنية، ولقد سمعت من شخصيات غير محسوبة على الحركة الإسلامية هذا الاستنتاج”.
وتابع “مع ذلك أنا أرى هذه حالة مرضية يمكن الشفاء منها وإعادة توجيه البوصلة بالاتجاه الصحيح عبر تضافر جهود الخيرين والمخلصين من كافة المشارب باستخدام كل الوسائل، وسنجد أن شبابنا مثل الذهب الخالص لا يحتاج إلا لإزالة ومسح الغبار عنه ليعود إليه بريقه وأصالته”.

“المدارس والأهل يتقاسمون المسؤولية”
الاستاذ خير ابو الهيجا- استاذ مدنيات- طمرة قال: “التثقيف حول المحطات المختلفة التي مر بها شعبنا يقع على عاتق الاهل من جهة وللأسف لا توجد لدينا كأهل اسلوب للحوار والمناقشة مع الابناء حول هذه المحطات والتي شأنها تعزيز الهوية لدينا كأقلية ومن جهة ومن جهة اخرى تقع على عاتق المدارس التي يجب تأخذ هذه المناسبات وهذه المحطات في عين الاعتبار وان لا تمر عليها فقط من اجل وضع v فقط وكأنها قامت بواجبها الاخلاقي بل عليها وضعها في اعلى سلم الأولويات من اجل ترسيخها في ذهن الطالب”
“يجب العمل على مشاريع واضحة ومنهجية تنهي حالة العمل الموسمي”
الدكتور في العلوم السياسية، ابراهيم خطيب، قال: “داخلنا الفلسطيني يعاني من تراجع في الوعي الجمعي تجاه القضية الفلسطينية، هذا الاستطلاع طبعاً ومع الحاجة لأن يشمل شريحة أوسع ويسأل عن تفصيل أكثر، يمكن أن يشير إلى عدم وجود عمل منهجي يربط الشباب في الداخل الفلسطيني مع قضايانا المركزية ويجعل محفورة في الذاكرة الجمعية للشبان، وذلك يترافق مع عدة أسباب موضوعية منها الاحداث التي مر بها العالم العربي في السنوات الأخيرة، وتراجع المشروع الوطني الفلسطيني، وزيادة مشاريع الأسرلة وكذلك زيادة الارتباط بالأمور المادية وارتفاع منسوب الفردانية، مع عمل ممنهج من قبل المؤسسة الاسرائيلية في هذا السبيل وتراجع في العمل الحزبي الوطني والإسلامي في الداخل الفلسطيني لأسباب داخلية وأخرى متعلقة بدور المؤسسة الاسرائيلية. التعامل مع هذه الحالة يتطلب نهوض جماعي لأصحاب الوطنية والإسلامية وإعادة إحياء للانتماء للقضية الفلسطينية وعلى رأسها قضية القدس والمسجد الأقصى وإعادة الاعتبار للهوية الفلسطينية الجامعة إضافة للهويات العربية والإسلامية كجزء مؤسس لهوية هؤلاء الشباب، وبشكل يفك الهيمنة لحقيقة وجودنا تحت سيطرة المؤسسة الاسرائيلية بشكل ليس بالضرورة يتنكر لهذه الحقيقة ولكن يتعامل معها بمفاهيم وطنية ودينية فاهمة لحقيقة انتمائنا وهويتنا ودورها. كما يجب العمل على مشاريع واضحة ومنهجية تنهي حالة العمل الموسمي (او اللا عمل) على هذه القضايا وتجعلها في سلم أولوياتنا، وتحاول لجم حالة الفردانية التي باتت تطغى على عدد من أفراد شعبنا لتؤصل لحالة الرؤية الجماعية والعمل الجماعي”.


