هل تنجح مهلة الـ90 يوما الدولية لإخراج “المرتزقة” من ليبيا؟
أثارت المدة التي حددتها ممثلة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة، ستيفانى وليامز، لخروج “المرتزقة” من البلاد، تساؤلات حول التزام أطراف الصراع بذلك، ولا سيما موسكو، التي تدعم اللواء المتقاعد خليفة حفتر “بشكل غير مباشر”، عبر عناصر شركة “فاغنر” الأمنية.
وطالبت “ستيفاني” لجنة الحوار المشكلة من كل من البرلمان المنعقد بطبرق، ومجلس الدولة في طرابلس، بضرورة مغادرة القوات الأجنبية والمرتزقة الأراضي الليبية خلال 90 يوما من توصل الطرفين لوقف إطلاق النار، معبرة عن قلق البعثة من استمرار تدفق السلاح والقوات العسكرية والمرتزقة إلى البلاد.
“ضعف وعجز أممي”
وفي هذا السياق، أشار مراقبون للتصريحات إلى أن المستهدف من الخطوة هم مرتزقة فاغنر الروس، خاصة بعد التصعيد ضدهم من قبل الولايات المتحدة، وإثبات جرائمهم وسيطرتهم على بعض الحقول النفطية وتحولهم إلى عقبة في وجه أي حل سلمي لأزمة سرت.
وأكد عضو مجلس الدولة الليبي، عادل كرموس في حديث صحفي أن “الأمم المتحدة وبعتثها في ليبيا عاجزون عن اتخاذ قرار كهذا وتنفيذه ما لم يكن لأحد الدول العظمى مصلحة حقيقية وحالية فيه، ولأن كل موظفي الأمم المتحدة يعلمون ذلك تجد قراراتهم تتميز بالعموم لكي يجدوا مخرجا فيما بعد من أي حرج”.
وأضاف: “في المسألة الليبية عايشنا ذلك وعانينا منه كثيرا، فمثلا لم تجرؤ البعثة يوما واحدا على تحديد المعرقل لتنفيذ اتفاق الصخيرات رغم علم رئيسها بذلك وتصريحه بشكل غير رسمى عن المعرقل إلا أنه لم يستطع أن يصدر أمرا واحدا أو حتى تلويح باستخدام العقوبات بل كان يلجأ إلى العموم وأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن قادرون على معرفة المعرقل ومعاقبته دون أي فعل واقعي”.
وتابع: “لذا فإن ما تمارسه المبعوثة بالإنابة ستيفاني اليوم هو استمرار لنفس السياسة الفاشلة في تحديد موطن الخطأ أولا ومن تم التلويح باتخاذ الإجراءات والعقوبات”.
“استهدف لتركيا”
وبدورها، رأت الأمينة العامة لحزب الجبهة الوطنية الليبي، فيروز النعاس، أن “لا أحد يأخذ ما تحدده البعثة الأمنية أو مجلس الأمن من مدد بجدية، وذلك بسبب تكرار التهديد والتلويح باتخاذ إجراءات حاسمة”.
وأضافت، في حديث صحفي: “عندما يتم الخرق لا نرى أي أفعال بل مجرد بيان استنكار أو تعبير عن الأسى، خاصة وأن ستيفاني اتبعت نفس نهج غسان سلامة في استعمال ضمير الغائب أو المجهول لتترك المجال لعدة تأويلات”.
وتابعت: “لا أعتقد أن ستيفاني تقصد الفاغنر الروس وحدهم بل هي تتماهى مع من يصر على أن التواجد التركي يصنف ضمن المرتزقة، وحتى تلويحها بعقوبات لمن يعرقل حوار جنيف فهدفه قمع الأصوات ارافضة لسياسة البعثة في اختيار المشاركين، لكن الجميع يعلم أنها مجرد تصريحات”.
“أزمة فاغنر والروس”
في حين رأى الكاتب والمدون الليبي، فرج فركاش، أن “تواجد مجموعة الفاغنر الروسية في سرت والجفرة سيكون عائق حقيقي ومانع أمام تشكيل المجلس الرئاسي والحكومة المرتقبة وتواجد مقرهما المزمع في مدينة سرت، لكن بخصوص القوات التركية فقد ذكرة عدة تقاري أنها خرجت بالفعل ولم يبقى إلا القليل”.
وفي تصريح صحفي أشار “فركاش” إلى أنه “لابد من آليات وضمانات وتعهدات واضحة من البعثة الأممية ومن روسيا نفسها تضمن خروج هذه المجموعة التي أصبحت تكرس وجودها واحتلالها أمام أنظار الليبيين والمجتمع الدولي، غير ذلك لا نتوقع خروجها في القريب العاجل أو حتى في 90 يوما من توقيع أي اتفاق”.



