أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

القدس والمسجد الأقصى والدور المطلوب وفق نظرة الشيخ رائد صلاح

د. أنس سليمان أحمد
سأجتهد خلال هذه المقالة أن أسجل أهم ما ورد في كلمة الشيخ رائد صلاح – فك الله أسره – (صاحب منهج الثوابت والإصرار والعمل) هذه الكلمة التي ألقاها عبر تطبيق سكايب في مؤتمر حول القدس والمسجد الأقصى والتي أشرف على هذا الملتقى، منتدى الفكر والدراسات الاستراتيجية بتاريخ 8/8/2020، حيث من الممكن أن أقسم كلمة فضيلته إلى ثلاثة محاور وهي كالتالي:
المحور الأول: استراتيجية الاحتلال الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى، حيث نبّه فضيلة الشيخ رائد صلاح في هذا المحور إلى ما يلي:
1- الاحتلال الإسرائيلي هو ذراع تنفيذي للمشروع الصهيوني، ولأنه كذلك فهو ينفّذ استراتيجية المشروع الصهيوني في القدس والمسجد الأقصى التي صرّح بها منذ هرتسل وبن غريون.
2- تقول هذه الاستراتيجية: (لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل) وهذه الاستراتيجية تقوم على ثلاث مراحل كما هو واضح، وهي: المرحلة الأولى إقامة كيان سياسي باسم إسرائيل وقد حقق المشروع الصهيوني ذلك، والمرحلة الثانية إحتلال القدس المباركة وقد حقق المشروع الصهيوني ذلك، والمرحلة الثالثة بناء هيكل وهي ما لم يحققها المشروع الصهيوني حتى الآن، لماذا؟! لأنه يصرّ على بناء هيكل في مكان واحد فقط!! أين؟! على حساب المسجد الأقصى. أي أن بناء هيكل يعني هدم المسجد الأقصى.
3- هذه الاستراتيجية هي محل إجماع كل الأحزاب الإسرائيلية سواء كانت متدينة أو علمانية وسواء كانت يمينا أو يساراً أو وسطاً، ولذلك فإن قضية القدس والهيكل عند كل هذه الأحزاب ليست محل تفاوض.
4- هذه الاستراتيجية مدعومة بقوى عالمية، وفي مقدمة هذه القوى البروتستانت الصهيونيين أو الصهيونيين الجدد الذين يتحكمون اليوم في أمريكا وبعض المواقع الأوروبية ويحاولون بسط هيمنتهم على كل العالم، ويعتقدون أنه لا بد من هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل مكانه للتعجيل بوقوع الحرب الكونية (هار- مجدون) التي ستقودهم إلى الألفية السعيدة كما يوهمون.
5- لكل ذلك فإن القدس والمسجد الأقصى في خطر ولن يزول عنهما هذا الخطر إلا بزوال الاحتلال الإسرائيلي.
6- لكل ذلك فإن الاحتلال الإسرائيلي يحاول في هذه الأيام إنكار شيء إسمه المسجد الأقصى، ويحاول فرض مصطلح (هار- هبايت) – أي جبل الهيكل- بدل مصطلح المسجد الأقصى، طامعاً من وراء ذلك بتهويد إسم المسجد الأقصى ومكان هذا الإسم إلى جانب تهويد القدس، أرضاً وبيوتاً ومقدسات، سواء كانت مقدسات إسلامية أو مسيحية، ظاناً أنه قد ينجح من وراء ذلك بقطع المسجد الأقصى عن إمتداده الفلسطيني والعربي والإسلامي. ويحاول الاحتلال الإسرائيلي الآن الادعاء أنه صاحب السيادة الوحيدة والقرار الوحيد في المسجد الأقصى، كأنه لا يوجد شيء اسمه هيئة الأوقاف الإسلامية وسيادتها وقرارها في المسجد الأقصى. وها هو الاحتلال الإسرائيلي بات يعتبر أن كل اعتداءاته على المسجد الأقصى منذ عام 1967م ليست إعتداءات، بل سلوكاً مشروعاً له، وفق إعتباره الباطل أنه صاحب وجود شرعي في المسجد الأقصى.
وهنا أكد فضيلة الشيخ رائد صلاح – فك الله أسره –أمراً في غاية الأهمية أن كل هذه الاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967م ما هي إلا مقدمات في حساباته للوصول إلى لحظة مواتية يتمكن فيها من بناء هيكل على حساب المسجد الأقصى.
7- خلال قيام الاحتلال الإسرائيلي بكل هذه الاعتداءات يحاول إبتزاز شرعية على كل ذلك خلال حراك التطبيع الذي يقوم به الآن مع أكثر من دولة عربية ومسلمة.
8- كل خطاب المشروع الصهيوني اليوم، وكل خطاب الاحتلال الإسرائيلي اليوم بات يؤكد فيه أنه قد ربط مصيره مع بناء هيكل.
المحور الثاني: ما هو الدور المطلوب من الأهل في القدس والمسجد الأقصى وأكنافها وفق نظرة الشيخ رائد صلاح:
1- التمسك بحقنا الثابت والأبدي والتأكيد الواضح والعلني أن القدس والمسجد الأقصى حق خالص أبدي إسلامي عروبي فلسطيني.
2- إحياء الهمم والحثّ على مواصلة إحياء عبادة شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، وعبادة النفير إليه وعبادة الرباط فيه.
3- رفض الاحتلال الإسرائيلي وما يصدر عنه، والتأكيد أن وجوده باطل ولا يملك حقاً ولو في ذرة تراب من المسجد الأقصى، وأن وجوده بلا سيادة ولا شرعية.
4- الحفاظ على خطاب التفاؤل المبشر أن قضية القدس والمسجد الأقصى قضية منتصرة على كل إحتلال في الماضي واليوم وفي المستقبل.
5- الحفاظ على مناعتنا الشرعية والوطنية ورفض خطاب الأسرلة والأمركة والتدجين والتطبيع.
6- الصبر على اللأواء والشدة والتضحيات.
7- انتظار الفرج الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “حتى يأتي أمر الله”.
المحور الثالث: ما هو المطلوب من الأمة الإسلامية والعالم العربي ومن الجاليات المسلمة والعربية والفلسطينية.
1- إقامة هيئة تنسيقية بين كل المؤسسات التي أخذت على عاتقها نصرة القدس والمسجد الأقصى على صعيد الدول المسلمة والعربية والجاليات المسلمة والعربية والفلسطينية، للحفاظ على تضافر وتكامل جهود هذه المؤسسات وتجنيبها آفة التكرار والتصادم وتبديد الجهود.
2- إحياء مشروع (التوأمة العالمية مع القدس والمسجد الأقصى حيث دعوت إلى ذلك في مقالة كنت قد نشرتها في صحيفة المدينة بتاريخ 2020/07/24 بعنوان (التوأمة العالمية مع القدس والمسجد الأقصى).
3- إقامة هيئة (شرعية – فكرية- سياسية – إعلامية) لدحض كل مزاعم الاحتلال الإسرائيلي ونشر ذلك في كل الأرض بأكثر عدد من لغات أهل الأرض.
4- إقامة هيئة علماء القدس والمسجد الأقصى وتجديد الدول الشعبي الذي قام به العلماء على عهد السلطان نور الدين زنكي والسلطان صلاح الدين الأيوبي والسلطان قطز.
5- إحياء علاقة التوافق والتكامل بين الحكام والعلماء والشعوب لنصرة القدس والمسجد الأقصى.
6- إعلان الدعم الصريح والعلني لكل حاكم صادق من الأمة المسلمة والعالم العربي يأخذ على عاتقه نصرة القدس والمسجد الأقصى.
7- إقامة أكبر عدد ممكن من لجان برلمانية في أكبر عدد من برلمانات الدول المسلمة والعربية لنصرة القدس والمسجد الأقصى ثم لإقامة إتحاد عالمي لهذه اللجان البرلمانية.
8- إقامة هيئة حراك شبابي عالمية ذات قدرة على القيام الفوري برد فعل سريع على كل إعتداء يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي في القدس والمسجد الأقصى، خاصة القيام بنشاطات شعبية قبالة السفارات الأمريكية والإسرائيلية.
9- إقامة موقع إعلامي عصري يتحدث أكثر من لغة لربط دائم للشعوب المسلمة والعربية بالقدس والمسجد الأقصى واطلاعهم فوراً على كل إعتداء يقوم به الاحتلال الإسرائيلي فيهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى