أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

قراءة في تصريحات مطانس شحادة الأخيرة

عبدالاله معلواني
بينما باتت بعض الصحف العربية الأسبوعية في الداخل الفلسطيني تخصص صفحتين كاملتين من كل عدد من أعدادها لسرد (إنجازات!!) أعضاء الكنيست عن القائمة المشتركة كل أسبوع، وبينما بات بعض أعضاء الكنيست عن هذه القائمة ينشرون بلا توقف عبر صفحات تواصلهم أخبار إنجازاتهم (التاريخية !!) في الكنيست، وفق وصفهم، وبينما بات أيمن عودة يبشر جماهيرنا الكادحة استنادا إلى مراكز استطلاعات موثوقة – وفق وصفه – أنها لو أجريت انتخابات جديدة للعبة كنيست جديدة لحصلت القائمة المشتركة على خمسة عشر مقعدا؛ بينما يتواصل كل هذا الضخ الإعلامي من قِبل أعضاء كنيست عن القائمة المشتركة أو أنصار لها أو صحف تأكل من خبزها وتضرب بسيفها، وفي خضمّ هذا المشهد، يطل علينا عضو الكنيست مطانس شحادة عن القائمة المشتركة بتصريحات جريئة وغير مسبوقة تضاد خطاب هذا المشهد الرتيب التقليدي الذي لا تزال تصر عليه القائمة المشتركة على قاعدة (عنزة ولو طارت)، حيث أكد مطانس شحادة عبر تصريحاته ما يلي:
1- (أخطأنا عندما قبلنا فرض الأغلبية في المشتركة من قبل الإسلامية والجبهة والعربية للتغيير في موضوع التوصية على جانتس) – شحادة.
2- (وأخطأنا كذلك لأننا لم نعلن مسبقا عدم نيتنا المشاركة في التصويت على قانون منع العلاج القسري للمثليين، لا لشيء، ولكن لأننا لم نتوقع أن يتحول الموضوع لقضية رأي عام حول مع أو ضد المثليين)- شحادة.
3- (تحويل موضوع القانون لدعم أو رفض المثلية هو بدعة أرادها البعض لمكسب سياسي داخل المشتركة)- شحادة.
4- (نحن نرى أن القانون هو محاولة لحسم النقاش داخليا بين التيارات الحريدية والعلمانية أو الليبرالية، وأن قضايانا مختلفة في المجتمع العربي)- شحادة.
5- (لماذا بدأت بالاعتراف بالخطأ في موضوع التوصية على جانتس؟ لأنه بعد هذه الواقعة، وبقدرة قادر، اختفى موضوع قرار الأغلبية داخل المشتركة في المواضيع المبدئية!! وحلت مكانها حرية الحملات الإعلامية التشويهية ضد الشركاء) – شحادة.
6- (المشتركة لم تناقش اقتراح القانون بشكل جدي ومعمق، ولم يعرض الموضوع وكأن تصويت المركبات هو خط أحمر لدى أي من الأطراف، بل جاء القرار لصالح حرية التصويت)- شحادة.
7- (نقول دائما بأن هناك خلافات عديدة بين مركبات المشتركة، لكننا نعرف كيف نجد أدوات التعامل الصحيحة مع هذه الاختلافات، إلا أن هذه المرة قد حصل خلل واختلف تصرف بعض المركبات، وأنا أعتقد أن ذلك لم يكن محض صدفة، بل نتج عن رغبة بعض مركبات المشتركة في تصدير أزمتها السياسية الداخلية للمشتركة والمجتمع)- شحادة.
8- (خاصة بعد تبدد أوهام التأثير والمشاركة في صناعة القرار على أثر الخطأ الكبير في التوصية على غانتس، والأجواء التي بثتها بعض المركبات حينها)- شحادة.
9- (أي أن فشل بعض المشاريع السياسية دفع إلى إختلاق ازمة في الجانب الاجتماعي، كونه الأسهل لهم، ناهيك عن تغييب النقاش السياسي الجوهري الحقيقي، ومحاولات خفض السقف السياسي للمشتركة، والتركيز في القضايا اليومية والمعيشة يؤدي في نهاية المطاف إلى افتعال أزمات في الجوانب الاجتماعية) – شحادة.
إن الذي يقرأ هذه التصريحات التي أدلى بها عضو الكنيست مطانس شحادة عن المشتركة يجد أنها تحمل اعترافات أو اتهامات خطيرة. أما على صعيد الاعترافات فهي تحمل ما يلي:
1- يعترف شحادة بخطأ التوصية على غانتس.
2- يعترف شحادة بخطأ موقفه من القانون الأخير الذي حمل في طياته التشجيع على الشذوذ الجنسي، لأن شحادة – وفق تعبيره – لم يدرك سلفا أن هناك رأيا عاما في مجتمعنا يرفض الشذوذ الجنسي.
3- يعترف شحادة أن هذا القانون الذي حمل في طياته التشجيع على الشذوذ الجنسي يختلف عن قضايانا الراهنة في مجتمعنا.
4- يعترف شحادة أن هناك حملات تشويهية إعلامية قامت بها بعض مركبات القائمة المشتركة ضد البعض الآخر منها.
5- يعترف شحادة أن ترك النقاش المسبق في داخل القائمة المشتركة حول ذاك القانون الذي يحمل في طياته التشجيع على الشذوذ الجنسي كان يعني القبول بين كل مركبات المشتركة بحرية التصويت حول ذلك القانون.
6- يعترف شحادة بوهم الادعاء أن للقائمة المشتركة التأثير والمشاركة في صناعة القرار في الكنيست.
7- يعترف شحادة أن هناك محاولات لخفض السقف السياسي للمشتركة والتركيز على القضايا اليومية المعيشية.
وفي المقابل فإن تصريحات شحادة تحمل هذه الاتهامات:
1- يتهم شحادة الجبهة والجنوبية والعربية للتغيير أنهم هم الذين فرضوا على القائمة المشتركة التوصية بغانتس.
2- يتهم شحادة بعض مركبات المشتركة التي أيدت أو عارضت ذلك القانون الذي يحمل في طياته التشجيع على الشذوذ الجنسي أنها فعلت ذلك -سواء أيدت أو عارضت – بغية تحقيق مكسب سياسي.
3- يتهم شحادة بعض مركبات المشتركة – دون أن يسميها باسمها – أنها تعاني من أزمات سياسية داخلية.
4- يتهم شحادة بعض مركبات المشتركة – دون أن يسميها باسمها – أنها هي التي بثت وهم الادعاء أنه سيكون للمشتركة التأثير والمشاركة في صناعة القرارات في الكنيست.
5- يتهم شحادة بعض مركبات المشتركة – دون أن يسميها باسمها- أنها بعد أن فشلت في مشاريعها السياسية افتعلت مشهد دعم أو رفض ذلك القانون الذي يحمل في طياته التشجيع على الشذوذ الجنسي.
6- بعد كل هذه التصريحات الجريئة لعضو الكنيست مطانس شحادة أليس من المعيب مواصلة الادعاء أن القائمة المشتركة هي مشروع وطني غير مسبوق منذ نكبة فلسطين؟ والادعاء بأنها تمثل نواة الوحدة الحقيقة في الداخل الفلسطيني؟ وأنها إرادة شعب بحق وحقيق؟ ألم يئن الأوان لماكنة الضخ الإعلامي في القائمة المشتركة أن تتوقف عن مواصلة بيع الوهم لجماهيرنا الكادحة في الداخل الفلسطيني؟
أما إعلان شحادة في تصريحاته التي ناقشناها أنه يدعم الشواذ والشاذات جنسيا بادعاء حقوق الإنسان فهو إعلان حرب على ثوبتنا الإسلامية والعروبية الفلسطينية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى