أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

استمرار مظاهرات الدروز بالسويداء ضد نظام الأسد.. ما مصيرها؟

تتواصل المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام السوري وتحسين الأوضاع الاقتصادية في السويداء (جنوبا)، وذلك رغم الخوف من ردود فعل انتقامية من نظام الأسد، الأمر الذي يهدد بدخول المدينة ذات الغالبية الدرزية، في دوامة العنف.

فبعد غياب ليومين، تجددت المظاهرات المناوئة للنظام السوري بزخم أكبر، السبت، وسط أنباء عن سعي من جانب النظام لوقف التظاهرات من خلال الطلب من مشايخ الطائفة الدرزية (شيوخ العقل)، بالتدخل، وهو ما أكده بيان صادر عن “شباب حراك السويداء”.

وجاء في البيان أن النظام السوري يحاول الضغط على الحراك الشعبي عبر “الزعامات التقليدية ورجال الدين، وذم الحراك وشيطنته والتضييق عليه”.

وأضاف البيان مخاطبا شيوخ العقل: “لن نقبل أن تمنعونا من حقنا في أن يكون لنا خيار هذه المرة. لقد اتخذنا قرارنا، ولا نطلب منكم أن تناصروه، ولكن لا تقفوا مع الظالم وتناصروه وتنصروه علينا، وأنتم أهل الحق”.

واتسمت المظاهرات الأخيرة، بمشاركة جميع الفئات العمرية فيها.

المظاهرات إلى أين؟

ووسط كل ذلك، تثار تساؤلات عن مستقبل التظاهرات، واستمراريتها، وفي هذا السياق يؤكد الصحفي رامي نصر الله، المتواجد في السويداء، أن المظاهرات ستستمر، ما دامت لم تُقمع من السلطة، والمتظاهرون عيونهم على تحرك باقي المحافظات السورية.

وحول المخاوف من انزلاق السويداء في منزلق خطير، أضاف في حديث صحفي أنه “حتى اللحظة لا شيء واضحا تماما، فالنظام وان كان يُخرج مسيرات تأييد محدودة من الموظفين والطلبة، فإنه بالمقابل لا يقوم بالقمع عبر الأمن أو الشبيحة كما فعل مع المظاهرات في عام 2011″، مستدركا بالقول: “ربما هي مرحلة مؤقتة”.

وتابع نصر الله، بأن “النظام في السابق كان يقمع مظاهرات السويداء عبر الأمن والشبيحة، لكن خصوصية المرحلة الحالية، ووجود تأييد شعبي في السويداء اليوم لصالح المظاهرات على عكس السابق، جعل النظام يعيد حساباته قبل أن يقدم على قمع التظاهرات الحالية بشكل مباشر”.

موقف مشايخ العقل

وفي قراءته للموقف المنتظر من مشايخ عقل الدروز، قال نصر الله، إنه في الغالب لن يقف المشايخ هذه المرة، ضد المتظاهرين، وكذلك لن يعلنوا التأييد للتظاهرات، وسيلتزمون الصمت.

أما الصحفي نورس عزيز، من السويداء، فقال: “منذ عقود طويلة، والسلطة الدينية في السويداء تتبع للسلطة الحاكمة”، مشيرا إلى حالة شبه انقسامية تسود المشهد في السويداء.

وأضاف في تصريحات صحفية: “لا يعوّل على مشيخة العقل في هذه الظروف الاستثنائية التي تشهدها السويداء حاليا، مع كامل احترامنا لمكانة هذه السلطة الدينية”.

وما يجعل عزيز في حالة من عدم الخوف على مستقبل التظاهرات في السويداء، “عدم وجود ذرائع لدى النظام للتدخل الأمني”. وأوضح أن “النظام يزعم أنه نظام حام للأقليات السورية، وفي هذه الحالة نحن أمام تظاهرات تقوم بها واحدة من الأقليات السورية، إلى جانب أنه لا يوجد في السويداء أيضا حركات متطرفة تؤمن للنظام ذريعة الإرهاب للتدخل العسكري”.

وأضاف: “كذلك تنتشر في السويداء فصائل محلية قادرة على منع ارتكاب أي خطأ من جانب النظام”.

وبحسب حسين، فإن “كل ما سبق يجعل تدخل النظام مقتصرا على محاولات تخريب المظاهرات السلمية من الداخل، أي من خلال زرع أشخاص داخلها لتشويه صورتها ببعض الشعارات، إلى جانب حملات اعتقال تستهدف قادة الحراك السلمي”.

يذكر أن محافظة السويداء، نأت بنفسها عن الأحداث التي شهدتها سوريا منذ عام 2011، حيث رفض الأهالي إرسال الشباب إلى الخدمة العسكرية في صفوف قوات النظام، لكنها ومنذ الأسبوع الماضي تشهد تظاهرات مناوئة للنظام، يراها البعض امتدادا للثورة السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى