أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةعرب ودولي

بلومبيرغ: أخبار سعيدة لأردوغان من ليبيا وسط مصاعب فيروس كورونا

قال المعلق في موقع “بلومبيرغ” بوبي غوش، إن مقامرة تركيا في ليبيا قدّمت بعض الأخبار السعيدة لرجب طيب أردوغان، إلا أن التطورات المحلية قد تجعل من استمرار الحملات العسكرية الخارجية أمرا صعبا.
فقد كان التدخل أقرب شيء لنجاح سياسة خارجية اتبعها أردوغان في السنوات الأخيرة، حيث أدى التدخل التركي في الحرب الأهلية الليبية إلى حرف ميزان الحرب للطرف الذي يدعمه. وبعد سلسلة من المكاسب التي حققتها حكومة الوفاق الوطني في طرابلس، اضطر قائد المتمردين خليفة حفتر متعللا بشهر رمضان لعرض هدنة.
ولا شك أن الفضل في كل هذا يعود إلى أردوغان، فالحكومة كانت نهاية العام الماضي تعاني من مخاطر السقوط، حتى جاءت تركيا للنجدة. وسيطرت قوات حفتر على معظم البلاد مع أن حكومة فايز السراج ظلت الجهة التي يتعامل معها المجتمع الدولي، ولم تكن تسيطر إلا على العاصمة طرابلس وما يحيط بها. وبدا أن سقوط العاصمة مجرد أشهر إن لم يكن أسابيع، ولكن القوات التركية والأسلحة وفرقة من المقاتلين السوريين سمحت لحكومة الوفاق بنقل المعركة لساحة المتمردين.
وفي تحول مثير لدورة الحرب، أصبح المحاصِرون محاصَرين، ورفضت حكومة الوفاق عرض الهدنة. وكان التطور في مسار الأحداث وتغير الميزان مثيرا إن أخذنا بعين الاعتبار الدول والأطراف التي تدعم حفتر، مصر والإمارات العربية المتحدة اللتان قدمتا دعما جوهريا، فيما وفّرت روسيا مرتزقة شركة فاغنر.
ولم يكن لدى أردوغان أي مجال لتذوق طعم البراءة في قرار لم يحظ بشعبية داخل تركيا التي فرض عليها فيروس كورونا قيودا شديدة لكي تقوم بتدخل عسكري خارجي. إلا أن النجاح في ليبيا ذكّر الأتراك بالوضع المتجمد في سوريا، كما أن تركيا ليست على حافة الإعلان عن النصر في ليبيا بعد.
وإذا كان هدف أردوغان إجبار حفتر على التفاوض مع السراج فهذا حلم في الصحراء، فقد أصبح السراج مدعوما بالمكاسب التي حققتها قواته، ولن يجبر حفتر على التفاوض إلا بعد تكبده خسائر جديدة. وهذا يعني وقتا ومصادر أكبر.
وفي حالة استمر الاقتصاد التركي بالتدهور، فسترتفع الأصوات في أنقرة واسطنبول، وتعبر عن قلقها من مغامرة ليبيا والكلفة التي تضعها على تركيا.
ويتعرض أردوغان للهجوم داخل تركيا حول الطريقة التي عالج فيها الاقتصاد. وربما عوّل أردوغان على فرص الغاز والنفط التي سيحصل عليها من اتفاقه مع حكومة الوفاق الوطني، ولكنه لن يحصل على ثمار الاتفاق إلا بعد سنوات، هذا إذا استطاع تجاوز المعارضة الإسرائيلية والمصرية والأوروبية للتنقيب في مياه شرق المتوسط.
ومثل هذا الحديث عن استفادة الشركات التركية من الفرص في ليبيا والتي تعد سابقة لأوانها، والحديث عن أرباح اقتصادية من المغامرة الليبية تعد خيالا، خاصة أن الأخبار القادمة من داخل تركيا كئيبة عن تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وترك الفيروس أثره على الاقتصاد التركي الذي يعتبر الأكبر في الشرق الأوسط، وفقدت الليرة التركية الكثير من قيمتها أمام الدولار. والفرص أمام الحكومة التركية لتقوية النشاط الإقتصادي محدودة في ظل معدلات الفائدة التي تصل إلى صفر.
ومع انخفاض الاحتياطي الأجنبي وعدم رغبة تركيا بطلب المساعدة من صندوق النقد الدولي، فهي تحاول الصمود ومقايضة عملتها مع الاحتياطي الأمريكي والبنوك المركزية الأوروبية.
وفي ضوء التحديات الإقتصادية الحالية، لا يستطيع أردوغان الالتزام كثيرا بليبيا، وما يعزّيه هو أن حلفاء حفتر يواجهون صعوبات اقتصادية مثله، فمصر والسعودية والإمارات هي أكبر ثلاث اقتصاديات تئن من آثار فيروس كورونا وكذا روسيا.
ولكن حلفاء حفتر، خاصة السعودية والإمارات لن يسمحوا له بالسقوط، وسيوفرون له المساعدات حينما تسنح الفرصة لكي يعود للقتال من جديد. فالتنافس على ليبيا طويل ولم ينته بعد، ويمكن لأردوغان التمتع بثمار تدخل خارجي يمكن أن يعتبره نجاحا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى