أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةالقدس والأقصى

كورونا في القدس.. بين مطرقة الإهمال وسندان “السيطرة المقنعة”

يعيش أهالي مدينة القدس المحتلة حالة قلق شديدة منذ بدء جائحة فيروس كورونا المستجد، مع الزيادة شبه اليومية في أعداد المصابين، وإهمال وزارة الصحة الاسرائيلية لهم.
وتتزايد تلك المخاوف مع ممارسة الصحة الاسرائيلية لسياسة التعتيم الإعلامي عن انتشار وباء كورونا في شرقي القدس، بينما تولي الاهتمام الكامل وتوفر التسهيلات للإسرائيليين هناك.
وتسود حالة بلبلة وتخبط بين سكان أحياء القدس بظل عدم معرفة مصيرهم ومسار انتشار الفيروس، وعدد الاصابات والمناطق الموبوئة بشكل رسمي أو دقيق، والاعتماد على اجتهادات هنا وهناك، فيما المصير مجهول.
سامر الأعور من لجنة أطباء سلوان يقول إن هناك تقصيرًا واضحًا من قبل وزارة الصحة الاسرائيلية في أحياء القدس، بسبب عدم الإعلان عن المناطق الموبوئة بفيروس كورونا.
ويوضح الأعور أنه “لا يوجد متابعة من قبل الوزارة والمؤسسات الطبية للمسار الوبائي في القدس، ولا تقدم خدمة رسائل للمقدسيين بأعداد المصابين، بينما تقدم كافة الخدمات لكل مصاب في الوسط اليهودي عن طريق التلفون، وتصله رسائل باللغة العبرية”.
ويشير إلى أن “التقصير يندرج أيضًا في تأخير نتائج فحص المراكز الطبية شرقي القدس بعد أخذ العينات، وعيادات كوبات حوليم تتولى أمور متابعتهم”.
ويبين الأعور أن “الجانب الاسرائيلي يمنع وزارة الصحة الفلسطينية من العمل في القدس، لأن اسرائيل تعتبر نفسها صاحبة السيادة فيها”.
ويقول: “فالسلطة لا تقدر والصحة الاسرائيلية لا تعطينا الاهتمام الكامل بنفس الوقت ولا تقوم بوظيفتها، ما دفع إلى تشكيل لجان بقرى وبلدات القدس بينها لجنة أطباء سلوان، لتغطية النقص الحاصل بأحياء المدينة المقدسة”.
ويؤكد الأعور أن التمييز العنصري ضد المقدسيين والتهميش والاهمال بات واضحًا لدى الجانب الإسرائيلي حتى في المجال الصحي.

متابعة حثيثة
لجنة أطباء سلوان تعمل على جمع الاحصائيات عبر متابعتها الحثيثة من أجل سد العجز والنقص الحاصل في القدس، نتيجة التعتيم المتعمد من قبل الصحة الاسرائيلية.
ولم تسجل أي إصابة بفيروس كورونا منذ يوم الاثنين الماضي في القدس، ليستقر عدد الإصابات عند 170، فيما سجلت 7 حالات شفاء، ليصبح عدد المتعافين 74 حالة، وحالتا وفاة.
وكانت أكثر المناطق انتشارا لفيروس كورونا المستجد في شرقي القدس بلدة سلوان، إذ تجاوزت عدد الإصابات فيها 56.
وعن آخر تطورات إنتشار الفيروس في سلوان، يشير الأعور لوكالة “صفا” إلى أن آخر إصابتين كانت في حي الثوري قبل نحو 10 أيام، وحاليًا تنتظر اللجنة نتيجة الفحص الثانية، للذين أجروا فحوصات أولية وأغلب الحالات متواجدة في البيت ووضعها الصحي مستقر.
في حين نشرت قناة 12 العبرية مؤخرًا أن الجانب الإسرائيلي اكتشف خللًا في العيدان الخاصة بفحص فيروس كورونا، بعد مرور نحو شهر ونصف على انتشار فيروس كورونا.

اعتقالات إسرائيلية
ويلفت الأعور إلى أن هناك تهميشًا كاملًا لبلدة سلوان، مما دفع الجانب الفلسطيني إلى تشكيل فريق لإجراء فحوصات لسكانه، فاعتبروه مخالفًا للقانون وتدخلًا بعمل الصحة الاسرائيلية بالقدس.
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت عدة شبان لتخصيصهم قاعة مسجد العين بوادي حلوة بسلوان، لإجراء فحوصات خاصة للكشف عن وجود إصابات بفيروس كورونا.
وأخلت شرطة الاحتلال لاحقًا سبيل المعتقلين، بعد أن فرضت عليهم الحبس المنزلي، وعدم التواصل مع بعضهم البعض، كما حاربت المبادرات الشبابية لتعقيم المناطق العامة.
وعن أسباب تفشي “كورونا” في سلوان، يشرح الأعور: “هناك استهتار من البعض بالوباء، ونسب ضئيلة التزام بالبيوت، وقلة وعي وإدراك بأهمية اجراء الفحص، واعتباره عيبًا ووصمة عار، والتأخر بفتح مراكز لعمل فحوصات، وعدم أخذ الاحتلال دوره بعدم تنقل السكان لأمور غير ضرورية”.

لجنة أطباء سلوان
ويتطرق الأعور في حديثه إلى أن دور لجنة أطباء سلوان يعتمد على التوعية عبر صفحتها في موقع “فيسبوك” بعنوان “أطباء سلوان” ومتابعة إصابات بفيروس كورونا وآخر التطورات.
كما أنشأت لجنة مساندة أطباء سلوان -والحديث للأعور- والتي تعنى بالدور التثقيفي والأمور الثانوية غير الطبية، وتقدم ارشادات دينية ورياضية وحياتية، وفعاليات عن طريق الانترنت، ومناشدات من الناس لكافة الأحياء.
ويبين أن المؤسسات الطبية في القدس تحركت لمنع تفشي كورونا، ونظمت “حملة وعيك بحميك” أطلقها نخبة أطباء من بلدة جبل المكبر جنوب مدينة القدس المحتلة.
كما شكلت اللجنة الصحية المشتركة في مخيم شعفاط، وضمت ممثلين عن مؤسسات المخيم و20 طبيبًا.
(وكالة صفا)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى