أخبار رئيسيةأخبار رئيسية إضافية

“السجّان الإسرائيلي” يحرم الأسير الفحماوي محمود جبارين من إلقاء نظرة الوداع على والدته

طه اغبارية

في تفاصيل المعاناة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني من قبل المؤسسة الإسرائيلية، لا يوجد أكثر ألما من حرمان أسير فلسطيني من القاء نظرة الوداع على والديه أو عزيز له بعد فاجعة الأسير المغيّب أصلا بوفاة أحدهم أو أكثر.

وقد حرمت المؤسسة الإسرائيلية ممثلة بمصلحة السجون، الأسير محمود عثمان جبارين(54 عاما)، الأربعاء، من إلقاء نظرة الوداع على والدته الحاجة فتحية أحمد جابر ( 78عاما)، بعد انتقالها إلى رحمة الله تعالى، ولسان حالها يشكو الظالمين الذين حرموها حتى من التواصل الهاتفي مع ابنها، في الفترة التي أقعدها فيها المرض عن زيارة فلذة كبدها، منذ نحو عام كامل!!.

مضى على اعتقال الأسير جبارين 29 سنة، بتهمة قتل عميل للسلطات الإسرائيلية، ومن المقرر أن تنتهي محكوميته العام القادم، غير أن السجّان الإسرائيلي مارس “ساديته” مع “أبو حلمي” كما هي كنيته، ومنعه من احتضان أمه وهي تنتظر المثول بين يدي الله أرحم الراحمين، رغم تدخل عدد من النواب العرب وبذل الجهود إلى ما قبل مواراة جسد المرحومة الثرى بوقت قصير.

لكن “أبو حلمي” الذي لا تعرف عائلته، حتى إعداد هذا الخبر، إن كان يدري بوفاة والدته أم لا: “رجل مؤمن وجدع وسيرضى بقضاء الله وقدره” كما يقول شقيقه محمد.

لم يتمالك محمد عثمان، شقيق الأسير محمود، نفسه من الدموع طيلة حديثنا في “موطني 48” معه وقال: “لا شك أن وفاة الوالدة في ظل غياب محمود الذي كانت تنتظر حريته العام القادم وتعد الدقائق من أجل تلك اللحظة، ثم فراقها قبل أن تحتضنه حيّة ودون ان تحتضنه متوفاة، كان أمرا صاعقا لنا، ولكن لا نقول إلا الحمد لله وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

وأضاف: “قبل نحو شهر ونصف تقريبا، زارت المنزل قناة تلفزيونية فلسطينية لإجراء لقاء مع الوالدين، وكانت والدتي تتمتع بصحة معقولة حتى أن معد التقرير قال لي إنها تميزت أكثر من الجميع خلال اللقاء، غير أن صحتها تدهورت مؤخرا بشكل كبير”.

وتابع: “أمي كانت حنونة إلى أبعد الحدود لم تحرضنا أبدا على أحد، وكانت تحب أبناءنا فلا  يخرجون من عندها إلا وتعطيهم من خيرها، كانت تريحني كلما أحسست بضيق وبدل أن أخفف أنا عنها كانت هي تقوم بذلك”.

لم تفرح أم الأسير محمود بولدها، عريسا في حريته أو زفافه “أردنا أن نستعد جيدا لخروج أبي حلمي، فقمنا بتجهيز بيته لنفرح به وتفرح به والدتنا ووالدنا” اضاف محمد والدموع تحبس أنفاسه.

“عزاؤنا بعد وفاة الوالدة هذا الكم الكبير من اتصالات التعزية من قبل أسرى محررين من أهلنا في الداخل وغيرهم والزيارات التي قام بها كذلك أسرى محررون، شعرنا فعلا أن والدتنا رحمها الله كانت أما لهم جميعا”.

وأكد محمد عثمان أن شقيقه “يتمتع دائما بمعنويات عالية لذلك كما قلت لك نحن على ثقة انه سيتعامل مع الفقدان بصبر وصمود، فمحمود رجل همة يحب كل الأسرى، ورغم انه محسوب على أسرى حركة فتح، لكنه على علاقة ممتازة بجميع الأسرى من مختلف الفصائل والتوجهات”.

تجدر الإشارة إلى أن والدة الأسير الفحماوي تركت خلفها 11 من الأبناء والبنات والعديد من الأحفاد، وكانت في فترة صحتها دائمة النشاط والحراك من أجل إطلاق سراح الأسرى.

رحم الله المرحومة أم الأسير محمود عثمان جبارين، وأسكنها فسيح جناته.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى