خبير إسرائيلي: محظور علينا اجتياح غزة خشية على جنودنا
قال كاتب إسرائيلي إن “إسرائيل محظور عليها أن تدخل جنودها إلى قطاع غزة، رغم أنها مطالبة بتوفير الهدوء الأمني لمستوطنيها في الجنوب؛ بسبب استهدافهم من المنظمات الفلسطينية المسلحة في غزة، لكن الأمر المطلوب هو اللجوء إلى استخدام وسائل دفاعية وهجومية في الوقت ذاته، ليس من بينها الدخول البري الميداني إلى قطاع غزة”.
وأشار يتسحاق دغاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة بار ايلان، في مقاله على موقع نيوز ون الإخباري، إلى أنه “منذ نقل صلاحيات السيطرة الإسرائيلية على غزة للسلطة الفلسطينية منذ 1994، وعقب الانسحاب الأحادي منها في 2005، وسيطرة حماس عليها في أواسط 2007، تحول القطاع بقعة جغرافية تزدحم بالمنظمات المسلحة، وبات لدينا قطاع غزة آخر تحت الأرض”.
وأكد أن “هذا الواقع الأمني والعسكري الجديد وضع صعوبات على جنود الجيش الإسرائيلي في مهمتهم للقضاء على المنظمات الفلسطينية المسلحة؛ لأن الدخول الميداني البري إلى القطاع سيجبي من الجيش الإسرائيلي أثمانا بشرية باهظة وخسائر في صفوف جنوده، وبعد سيطرته على القطاع سيكون مسؤولا عن إيجاد حلول معيشية ومدنية للفلسطينيين، البالغ عددهم مليوني نسمة على حساب دافع الضريبة الإسرائيلي”.
وأضاف أن “هذا وضع غير قابل للاحتمال أو التصديق، فرغم أن السياسة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة أثارت كثيرا من المخاوف بأنها لا تتعامل بالجدية المجدية تجاه الواقع القائم في قطاع غزة، لكن محظور الاقتراب من صيغة الحلول السحرية التي تتضمن الاجتياح البري لقطاع غزة، فالقطاع لا يشكل تهديدا استراتيجيا على إسرائيل، والحل المعقول للتخلص من تحدياته الأمنية قد يتم دون التضحية بحياة الجنود والمستوطنين”.
وأوضح أن “ذلك قد يتم من خلال توفر حزمة من الإجراءات الدفاعية والهجومية، فمن الناحية الدفاعية، على إسرائيل استكمال مشروعها الاستراتيجي دون تأخير، المعروف بـ”الجدار الحديدي تحت الأرضي”، لمنع حفر الأنفاق من القطاع باتجاه إسرائيل، ومنح القبة الحديدية كل الاحتياجات اللازمة لتطوير قدراتها لصد الصواريخ المنطلقة من القطاع، وإيجاد وسائل دفاعية فعالة للتصدي للبالونات الحارقة”.
وأشار إلى أن “كل هذه الخطوات الدفاعية ذات الطابع العسكري تتم بالتوازي مع الإجراءات الإنسانية اللازمة لتسهيل الواقع المعيشي الصعب في قطاع غزة”.
وانتقل الكاتب للحديث عن الخطوات الهجومية تجاه حماس، فقال إن “إسرائيل مطالبة بالمبادرة لإحباط تهديد الأنفاق، من خلال تفجير أي فوهة نفق تسمع عنها أو تراها بصورة استباقية، بحيث تكون هذه التفجيرات كفيلة بإحداث هزة أرضية تؤثر على باقي شبكات الأنفاق في هذه المنطقة، والبحث المتواصل عن أماكن إطلاق الصواريخ، وتدميرها على الفور، باستخدام الضربات الجوية والبرية والبحرية، بما فيها استهداف مطلقيها مباشرة”.
وأضاف أن “ذلك يتم بجانب ضرب الوسائل الإعلامية والدعائية، بما فيها الإلكترونية، التابعة لحماس وباقي المنظمات الفلسطينية، وما تشمله من قنوات التلفزة وشبكات الإنترنت والهواتف المحمولة وغيرها، فضلا عن اللجوء إلى القوة الناعمة والحرب النفسية من خلال البث الإذاعي والتلفزيوني باللغة العربية؛ للمس بقادة حماس وباقي المنظمات، وتشويه صورتهم، واللجوء لسياسة التصفيات الجسدية والاغتيالات كلما دعت الحاجة”.
وختم بالقول إن “كل هذه الوسائل الدفاعية والهجومية لن تكون قادرة على القضاء على البنى التحتية العسكرية لحماس في غزة، لكنها بالتأكيد سوف تساهم في تخفيف حدة هذه العمليات المعادية، وربما تؤدي إلى إسكاتها فترة طويلة من الزمن، دون الاضطرار لأن نخسر جنودنا هناك”.