أخبار رئيسيةأخبار عاجلةشؤون إسرائيلية

لا مؤشرات حرب عقب التصعيد الإسرائيلي في الغارات على سورية

استبعد مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي اندلاع حرب شاملة متعددة الساحات على الجبهة الشمالية بسبب الغارات التي تنفذها المؤسسة الإسرائيلية في العمق السوري.

وفي تقدير موقف، نشره اليوم الأربعاء، رأى المركز أن جميع الأطراف ذات العلاقة بالشأن السوري، وضمنها إيران، حزب الله، ونظام بشار الأسد وروسيا، والولايات المتحدة، ستقوم بجهود كبيرة من أجل تقليص فرص اندلاع مثل هذه الحرب.

وأشار التقدير الذي أعدّه الجنرال إيتان بارون، نائب مدير المركز، والقائد السابق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية “أمان”، والباحثة عنات بن حاييم، إلى أن أقصى مواجهة يمكن أن تنشأ عن الغارات الإسرائيلية في سورية هو تصعيد محدود قد يمتد لأيام عدة، على اعتبار أن جميع الأطراف ذات العلاقة بالأوضاع في سورية ستكون معنية بتطويق هذا التصعيد في أسرع وقت ممكن.

وأضاف بارون وبن حاييم أن عدم رغبة القوى الإقليمية والدولية والتنظيمات الشيعية العاملة في سورية بالانجرار نحو مواجهة شاملة، يمنح إسرائيل هامش مناورة كبيراً لمواصلة عملياتها هناك، على اعتبار أن أقصى ما يمكن أن تسفر عنه الغارات الإسرائيلية هو تصعيد محدود.

وحسب التقدير، فإنه في حال أسفر هجوم إسرائيلي عن مقتل عناصر من “فيلق القدس” وعناصر من “حزب الله” داخل سورية، فإن أقصى ما يمكن أن ينجم عن ذلك هو مواجهة تتواصل لأيام عدة، يشارك فيها إما “حزب الله”، أو المليشيات الشيعية، يتم خلالها استهداف إسرائيل بالصواريخ من لبنان أو من سورية أو والعراق، في حين تردّ إسرائيل بتنفيذ عمليات قصف واسعة داخل لبنان وسورية، مشيراً إلى أن رغبة الأطراف في وضع حدّ للتصعيد ستقود إلى إنهائه بعد أيام معدودة من اندلاعه.

وأوضح التقدير أن إيران غير معنية بمواجهة شاملة مع إسرائيل داخل سورية، خشية أن تقود إلى انهيار نظام حكم بشار الأسد، وتقليص فرص اندلاع تصعيد مباشر بين تل أبيب وطهران، مشيراً إلى أن إيران لا تفضل اندلاع حرب يمكن أن تمسّ بقدرتها على مواصلة السيطرة على العراق، ما يجعلها تفضل أن يردّ “حزب الله” انطلاقاً من لبنان، بشكل مدروس ومحدود، بحيث لا يساهم في تفجير مواجهة شاملة.

وبحسب التقدير، فإن العداء الذي يواجهه “حزب الله” داخل لبنان، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تقف في مواجهتها البلاد، إلى جانب تراجع الدعم الذي تقدمه إيران بفعل العقوبات الاقتصادية، ستجعل “حزب الله” يردّ بشكل محدود، حتى لو نفذت إسرائيل ضده حملة جوية كبيرة داخل لبنان.

ولفت إلى أن “حزب الله” يمكن أن يرد بضرب أهداف عسكرية داخل إسرائيل، حتى يظهر أنه “قال الكلمة الأخيرة” لكن بشكل لا يجبر إسرائيل على الرد بهجمات واسعة داخل لبنان.

وأوضح أن إيران ستصمّم ردّ المليشيات الشيعية بشكل لا يجبر إسرائيل على القيام بعمليات يمكن أن تهدّد نظام الأسد، الذي يُعدّ استقراره هدفاً استراتيجياً لطهران.

وأشار التقدير إلى أن هناك سيناريو يتمثل في أن تأمر إيران المليشيات الشيعية بالردّ على إسرائيل من خلال إطلاق قذائف وصواريخ انطلاقاً من سورية، بشكل لا يسمح باندلاع مواجهة متعددة الساحات.

ولفت إلى أن نظام الأسد غير معني بمواجهة تهدّد بقاءه، على اعتبار أن كلاً من “حزب الله” و”فيلق القدس” لم ينسقا خطوات التمركز العسكري داخل سورية معه، حيث لم يستبعد أن يتوجه النظام لروسيا، والطلب منها قيادة تحرك دولي لفرض وقف إطلاق النار بأقصى سرعة ممكنة.

ويرى التقدير أن روسيا لن تكون معنية بمواجهة بين إسرائيل من جهة، وإيران والمليشيات الشيعية من جهة أخرى، ما سيجعلها تتوجه للصين لتطلب منها تحركاً مشتركاً للضغط على إيران لإنهاء التصعيد.

وتوقع التقدير أن تمارس الولايات المتحدة ضغوطاً على إسرائيل لمنعها من العمل داخل العراق رداً على هجمات يمكن أن تنفذها المليشيات الشيعية ضد إسرائيل انطلاقاً من غرب البلاد، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تساهم، في المقابل، بضرب أماكن وجود “حزب الله” و”فيلق القدس” والمليشيات الشيعية الأخرى في سورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى