أخبار رئيسيةأخبار عاجلةمحليات

وقائع المؤتمر الصحافي بعد قرار سجن الشيخ رائد صلاح 28 شهرا في “ملف الثوابت”

طه اغبارية

قال طاقم دفاع الشيخ رائد صلاح إنه قرر عدم الاستئناف على قرار سجنه 28 شهرا في “ملف الثوابت” لعدم إيمانه بنزاهة القضاء الإسرائيلي، في حين ذكر طاقم الدفاع أن الشيخ رائد صلاح سيدخل سجن “الجلمة” بتاريخ 25/3/2020 في الساعة الثامنة والنصف صباحا.

وذكر المحامي عمر خمايسي في مستهل مؤتمر صحافي عقده طاقم الدفاع بعد قرار قاضي المحكمة “أصدر القاضي حكمه بسجن الشيخ رائد 24 شهرا عن ملف الثوابت وأضاف إليها 4 أشهر في ملف آخر، هو ملف “وادي الجوز”، مجموع الفترة تكون هي 28 شهرا منها قضى الشيخ داخل السجن 11 شهرا وتتبقى فترة 17 شهرا يدخل فيها الشيخ إلى سجون الاحتلال، إضافة إلى ذلك هناك حكم 12 شهرا مع وقف التنفيذ لمدة 3 سنوات في حال قام الشيخ رائد صلاح بمخالفات، كما يزعمون، بمخالفات مشابهة للتي حوكم عليها في ملف الثوابت”.

وتابع عمر خمايسي “لسان حال الشيخ رائد كان يقول دائما: سلفا أؤكد ان الظلم الإسرائيلي الذي يطاردني ويطارد شعبي الفلسطيني، تحت قدمي هاتين، سواء طاردنا بأسلوب إعلامي أو سياسي أو عسكري أو قضائي، كان هدفي طوال الوقت أن أسجل شهادتي في المحكمة الإسرائيلية انتصارا لثوابتي الإسلامية العروبية الفلسطينية، بغض النظر عن قرار الحكم وماهية هذا القرار، وهذا ما أكدته في أول جملة في شهادتي، لذلك أنا المنتصر في ملف محاكمتي، وهل هناك أعظم من الانتصار للقرآن وللسنة وللثوابت العروبية وللغة العربية وللثقافة الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى المباركين، ما زادني حكم القاضي بنجو إلا تمسكا بهذه الثوابت وإصرار على الانتصار لها، وهي ثوابت كل مسلم وعربي وفلسطيني”.

ثم قرأ المحامي خالد زبارقة، بيان (رقم 3) لطاقم الدفاع وجاء فيه: “لقد انتهكت المحكمة الإسرائيلية القواعد الأساسية للتقاضي والمحاكمة العادلة والنزيهة، حيث قامت المحكمة بالاعتداء الصارخ على العقيدة الإسلامية وعلى القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، كما هو مبين في قرارات المحكمة المختلفة بما فيها قرار اليوم، هذه القرارات القضائية السياسية المتعسفة وضعت المحكمة الإسرائيلية نفسها في دائرة الاتهام، وأخرجت نفسها من منطق وصفة الموضوعية والنزاهة التي يجب ان تتوفر في أي جهاز قضائي يحترم نفسه”.

وأكد البيان: “ثبت بالدليل القطعي أن هذه المحاكمة هي إحدى أدوات الحرب الدينية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الصهيونية على العقيدة الإسلامية وثوابتها، وتهدف هذه الحرب إلى تشويه المفاهيم الدينية الإسلامية التي تتعلق بالأساس في المسجد الأقصى المبارك من عبادة ورباط وحق ديني إسلامي خالص وتهدف إلى تشويه مفهوم الشهادة في سبيل الله ومكانه الشهيد في العقيدة والشريعة الإسلامية، وتشويه المفاهيم التي تشترك فيها الإنسانية جمعاء والتي تتعلق في الشجاعة والإقدام ودفع الظلم ونصرة المظلوم، بل وصل الأمر إلى تجريم الدعاء للأموات وتأمينهم عند لحظة دفنهم وتشويه فولكلورنا الشعبي وصبغت كل ذلك بصبغة عنف وإرهاب”.

وتابع البيان: “لقد أكد الشيخ رائد صلاح بكل تحد وثبات أن هذه القرارات الجائرة لن تمنع أصحاب الحق عن حقهم ولن تجبرهم على التنازل عنها أو الاستسلام دونها، إنما ستقوي الأيمان بها والاستعداد للتضحية في سبيل هذه الثوابت”.

وجاء في البيان أيضا: “أن هذا الملف والأحكام التي صدرت وقرار الحكم الذي صدر اليوم، كلها أحكام تستهدف المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني برمته، وهي إعلان حرب على مفاهيمنا الوطنية والتراثية والحضارية، وبالتالي فإن هذا القرار هو انتهاك صارخ للأسس التي تقوم عليها النظم الديموقراطية وانتهاك للحريات الخاصة والعامة، وخاصة حرية المعتقد والعبادة والتنظيم والخطاب السياسي وحرية التعبير عن الرأي والفكر التي تتشدق بها المؤسسة الإسرائيلية”.

وأضاف: “إن تعامل المحكمة في هذا الملف والإجراءات التي اتخذتها، يعتبر تجسيدا لمدى تغول أجهزة الدولة في تقييد الخطاب الديني والسياسي لفلسطينيي الداخل من منطلقات عنصرية، وتوغل السلطة القضائية في الجدل السياسي الداخلي من أجل بلورة رواية عربية بمقاسات صهيونية، إن هذه المحاكمة تسعى من خلال هذا الملف إلى شطب خطابنا وروايتنا التاريخية والسياسية كمقدمة لمحو وجودنا”.

وتابع البيان: “في ضوء تسيس ملف الثوابت ومن خلال الإسقاطات التي ترتبت على ذلك في سير هذه المحاكمة، فإننا نعلن بشكل قطعي أن القرار الظالم الذي أصدرته المؤسسة الإسرائيلية على لسان القاضي شلومو بنجو هو قرار باطل على المستوى الأخلاقي والقانوني ولا قيمة له”.

وختم بيان طاقم الدفاع بالقول: “إن المنتصر الحقيقي في هذا الملف هي الثوابت الدينية والوطنية التي حمل لواءها ونافح عنها شيخ الأقصى، فضيلة الشيخ رائد صلاح، بدعم من أبناء شعبنا وأحرار العالم، متحديا الظلم والصلف الصهيوني”.

ثم تحدث رئيس لجنة المتابعة العليا، السيد محمد بركة، مؤكدا أن هذه المحكمة سياسية لا تمت الى الجانب الجنائي بأية صلة وأن هذه محاكمة للعقيدة الإسلامية ومحاكمة للانتماء الوطني العربي الفلسطيني.

وأضاف: “إذا كان قد قدّر للشيخ رائد أن يدفع ثمن هذه المواقف نيابة عنا، فأنا أسمح لنفسي نيابة عنكم جميعا، جميع أبناء شعبنا، بوركت وحييت وكل شعبك معك”.

وأكد بركة أن “لغتنا ستبقى لغة سياسية وطنية ملتزمة بثوابتنا ولن نحيد عن هذه اللغة قيد أنملة، هم يريدون بعد أن سنوا قانون القومية أن يمارسوا يهودية الدولة، على الأرض يهودية الدولة على التاريخ، يهودية الدولة على الجغرافيا ومسميات المكان ويريدون الآن فرضها على اللغة، لن يحدث مثل هذا، نحن جزء من شعب يعتز بانتمائه، وصفقة القرن وكل المؤامرات التي حيكت وستحاك ضد هذا الشعب لن تنال من صموده، للباطل جولات، ولكن للحق جولة هي الجولة المظفّرة وهي الجولة النهائية”.

وختم بركة بالقول: “بوركتم، بورك أخونا وحبيبنا الشيخ رائد صلاح، الذي يدفع ثمن موقفه وعقيدته نيابة عنا، لن تكون وحيدا لن تكون وحيدا في أي يوم”.

ثم كانت الكلمة الختامية للشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات في الداخل الفلسطيني، وقال فيها: “بداية لا بد من تقديم الشكر لكل من واكب هذه القضية العادلة، كل الشكر لمن ناصر الشيخ رائد ومن خلاله طبعا مناصرة لثوابتنا عبر استمرار المشاركة في جلسات هذه المحكمة الظالمة، التي ابتدأت منذ يوم 15/8/2017 وحتى هذا اليوم 10 شباط من العام 2020، تحية لمن جعل في قاموسه ومفكرته مكانا لمناصرة رجل وقف يدافع عنا جميعا، وقف يدافع عن ثوابتنا كلنا، وعليه فلو لم يكن السجن اليوم، القرار الذي صدر بالسجن، لو لم يكن إلا سجن يوم واحد لكان الظلم بعينه، ولكن كيف لنا ألا نتوقع ما حصل، ونحن الذين سمعنا من القاضي إياه يقول: “إنني أنظر إلى هذا الملف بعين شعبي”، عين شعبه المصابة بالحول نحو اليمين، شعبه يميني وشارعه يميني وحكومته يمينية وطبعا قضاؤه يميني، كيف لا ينظر إلى الشيخ وإلى محكوميته بعين الظلم التي مارسها فعلا عبر هذا القرار الظالم الذي صدر”.

وأضاف: “لأن وجودنا في هذه الحياة والشيخ رائد في المقدمة، لم يكن يطيب مقام في الدنيا، فالدنيا كلها نكد والدنيا كلها عذابات وهموم، لا قيمة للدنيا إذا كانت ستنتهي صفحة الإنسان منا فيها دون أن يظل شامخ الرأس عالي القامة، لا هم لنا إلا أن نكون شامخين في الانتصار لديننا ومقدساتنا وثوابتنا ووطننا”.

وتابع “قبل 10 أيام سمعنا ما قال ترامب، ما قال بحق قضية شعبنا كلها بصفقته المارقة الغبراء مثل وجهه الصفراء مثل شكله، هذه هي الوثيقة والصفقة الظالمة التي يرفضها شعبنا كلها بدون استثناء، ولكن ترامب قال لم يقله غير بالحديث عن المسجد الأقصى المبارك، من أن لجميع أبناء الديانات الحق في الصلاة في “جبل الهيكل”، وفق زعمه، وهو يقصد بذلك اليهود، يقصد بأن أقصانا سيصبح هيكلهم، منك لله يا ترامب، لا والله لن يكون فشروا بكل لغات العالم، لن يكون المسجد الأقصى إلا المسجد الأقصى، ومن هنا علينا تكثيف شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى المبارك”.

وختم الشيخ كمال خطيب بالقول: “شيخ رائد أنت ستغيب عنا بجسدك في السجن ولكن روحك وطيفك سيظل يلازمنا بل يوجه لنا إن شاء الله، في السنة و5 شهور التي ستغيب فيها ستحدث فيها أخبار كثيرة، ستخرج من السجن وقد طرأت متغيرات كثيرة، ولكن أنت تعلم أنك ستخرج من السجن إن شاء الله لنكون إلى الفرج أقرب إن شاء الله، أمّا السجان الظالم الذي يظن أنه سيقيد يديك، وفي الحقيقة أنه ليست اليد التي تقيد ولا الارجل وإنما الأرواح إذا قيدت هنا تكون الخسارة، ولأن روحك لن تتقيد ولأن عزمك لن يفنى ولأن شكيمتك لا يمكن أبدا أن يكون لها حدود، فسيكونون هم المسجونون وليس أنت، أما السجان إياه، غدا سيقبل يديك بل رجليك، سيقول لك يا سيدي ويطلب منك الشفاعة، السجان وسيد السجان ومن شغل السجان، مشروعك الذي ستسجن لأجله، سنمضي عليه إن شاء الله، عاهدنا الله أن لا نقيل ولا نستقيل ولا نتراجع ولا ننثني، نمضي في نصرة قضيتنا الوطنية والقومية والإسلامية، في نصرة قضايا شعبنا كلها بإذن الله عز وجل”.

تجدر الإشارة إلى أن المئات من أبناء الداخل الفلسطيني وقياداته من مختلف المكونات السياسية، احتشدوا في محيط المحكمة في مدينة حيفا، إسنادا للشيخ رائد صلاح، وقد علت الهتافات المنددة باعتقاله والمؤكدة على المضي في طريقه في مواجهة الظلم الإسرائيلي ومخططاته في القدس والمسجد الأقصى المبارك.

كما شهدت المحكمة تغطية واسعة من وسائل الإعلام العربية والإسرائيلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى