أخبار رئيسيةأخبار عاجلةتقارير ومقابلات

غزة… بدء موسم الفراولة وتوقعات بإنتاجٍ وفير

مع انسدال خيوط الشمس الصفراء، التي غطّت أراضي بلدة بيت لاهيا، الواقعة أقصى شمال قطاع غزة، كان المزارع أكرم أبو خوصة (43 عاماً) برفقة عدد من العمّال، يتجهز لقطف حبّات “الفراولة الحمراء” الأولى في هذا الموسم الذي يأمل أن يكون مثل سابقه، وفيرا، ويساهم في تعويض الخسارات التي تكبدوها طوال السنوات الماضية.

يرفع صوته طالباً من العاملين في الموسم الانتشار داخل الأرض، ويحدد لهم بإشارة يدوية (معلومة بينهم) الحجم المناسب للثمرات التي يجب عليهم قطفها، ثمّ ينبّه عليهم ضرورة اليقظة الجيدة أثناء التنقل بين أشتال الفراولة كونها لا تزال في مرحلة نموها البادئة، وسريعاً يمرّ الوقت المخصص للقطف لينتقل الجميع لمرحلة فرز الحبّات وتجهيزها للتسويق.

جودة عالية

يقول أبو خوصة في حديثٍ لوكالة الأناضول:” هذا العام قد يكون مختلف من ناحية حجم الإنتاج ونوعيته، خاصّة وأنّ الموسم الماضي كان مليء بالخير على مزارعي الفراولة، الذين استمر تصديرهم للمحاصيل حتّى نهاية شهر مارس/ آذار وهذا أمر غير معهود لاسيما منذ فرض الحصار الإسرائيلي عام 2006م”.

ويشير إلى أنّه زرع هذه السنة مساحة تزيد عن ثمانية دونمات بالفراولة (الدونم ألف متر مربع)، سبعة منها بالطريقة التقليدية (الأرضية) وواحد فقط بالمُعلقة، لافتاً إلى أنّ مزرعته كانت من بين المزارع الأولى التي انفردت باستخدام التقنيات الحديثة (الدفيئات المعلقة) في قطاع غزة.

وتزرع الفراولة “المعلّقة”، في أحواض مرتفعة، وليست على الأرض، كما يتم في الزراعة التقليدية.

ويضيف:” الاتجاه للزراعة المعلّقة، زاد من معدل الإنتاج، فالدونم الواحد المزروع بالطريقة الحديثة، يعطي كمية تزيد عن ثلاثة أضعاف الزراعة التقليدية”.

ووفقاً لحديثه، فإن تربة أراضي بلدة لاهيا، ومناخها، يتضمنان خصائص تميزها عن باقي الأماكن الفلسطينية، وهي الأفضل لزراعة الفراولة، وما ينتج عنها يتمتع بجودةٍ عالية ومذاق لذيذ.

خوف من الخسارة

ومع بداية الأسبوع الحالي بدأ أبو خوصة بجنى الفراولة وتصديرها لمدن الضفة الفلسطينية المحتلة، حيث أنّ وزارة الزراعة كانت قد طلبت منهم عينات للفحص، وبعد اختبار مدى جودتها، تمّ تحديد المعدل اليومي لعدد الشاحنات المسموح لها بمغادرة القطاع من قِبل الجانب الإسرائيلي.

وعن الأسعار سرد المزارع الأربعيني، أنّ سعر الكيلو الواحد محلياً يكون عادةً في بداية الموسم حوالي 10 شيكل (الدولار: 3.5 شيقل)، وينخفض تدريجياً ليصل في وقت الذروة إلى 4 شواكل.

وأوضح أنّ البيع المحلي لا يغطي تكلفة الإنتاج الأساسية، مضيفا:” لو لم تستمر عملية التصدير فسنتعرض لانتكاسة وخسارة كبيرة”.

ويلفت إلى أنّ المزارعين في بلدته هم الأقدر على إنتاج المحصول بمواصفات عالمية، لم يتمكن كثيرون من الوصول لها في دولٍ مختلفة، وذلك على الرغم من امتلاكهم لإمكانات تقنية عالية تفوق تلك الموجودة في غزة.

ويرجع السبب في تلك الثقة التي تحدث بها أبو خوصة، “للخبرة الطويلة التي اكتسبها المزارع الفلسطيني على مدار السنوات”.

وينبّه إلى أنّ المساحات المزروعة، توفر فرص عمل لكثير من الشباب خلال موسم الحصاد، إذ أنّ الدونم الواحد يحتاج لأربعة عاملين على الأقل، مؤكّداً أنّ ذلك يساهم في الحد من معدلات البطالة المرتفعة في قطاع غزة، والتي وصلت ووصلت بحسب آخر البيانات الصادرة عن مركز الإحصاء الفلسطيني إلى 53 بالمائة، فيما بلغت في صفوف الشباب حوالي 67 بالمائة.

ازدياد المساحة المزروعة

من جهته، ينوه المتحدث باسم وزارة الزراعة في غزّة أدهم البسيوني، إلى أنّ إسرائيل وطوال 12 عام وهي عمر حصارها المفروض القطاع، حاولت التحكم في حركة التصدير لمنتج الفراولة بشكلٍ خاص، لأنّها تعلم أنّه من المحاصيل المميزة التي تخرج لدول أوروبا ومدن الضفة المحتلة.

ويضيف البسيوني، لوكالة الأناضول، إنّ موسم قطف الفراولة يبدأ في أوائل شهر ديسمبر/ كانون أول ويستمر حتّى نهاية مارس/ آذار.

ويكمل:” تبلغ المساحة المزروعة هذا العام في المناطق القطاع، حوالي 1700 دونم، ومتوقع أن يزيد إنتاجها عن الـ 5000 طن، وحصة التصدير منها تبلغ النصف حوالي، فيما تستهلك السوق المحلية الباقي.

وتلك الأرقام هي أعلى من المسجلة في السنة الماضية كما يذكر البسيوني، ويرجع السبب في ذلك إلى شبه الانتظام الذي تشهده عملية التصدير إلى الخارج، مبيّناً أنّ إنتاج الفراولة بدأ في قطاع غزّة منذ منتصف القرن الماضي، ويعتبر محصولها من الروافد المهمة للدخل المحلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى