كيف يؤثر فقر الدم على الحالة النفسية؟
نشر موقع “شاغ كزداروفي” الروسي تقريرا، تحدث فيه عن فقر الدم الذي يعد من الأمراض التي تواجه الإنسان وتحرمه من الطاقة الضرورية التي تساعده على أداء واجباته اليومية. ولا يقتصر تأثير فقر الدم على الصحة البدنية فقط، بل يشمل أيضا الجوانب النفسية لحامل هذا المرض.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن فقر الدم يجعل من المريض شخصا غير مبال وفاقدا لرغبة التواصل مع الآخرين. كما أن تعكر المزاج وفقدان الرغبة في التواصل مع الآخرين من ضمن الأعراض التي تظهر عند الإصابة بهذا المرض.
وذكر الموقع أنه على الرغم من وجود عدة أعراض تشير إلى الإصابة بفقر الدم، وتساعد على تشخيص المرض، إلا أن المرء يحتاج إلى إجراء فحوصات الدم؛ للتأكد من حقيقة إصابته بهذا المرض من عدمه. في هذا الصدد، يمكن أن يظهر فحص الدم تغييرات على مستوى تدفق الدم، على سبيل المثال، أو اختلال عدد خلايا الدم الحمراء وتناقصها عن المعدل الطبيعي، أو انخفاض في الهيماتوكريت.
والجدير بالذكر، أن نقص الحديد في الجسم يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم، الناجم بدوره عن بعض الأمراض في السبيل المعدي المعوي، أو التعرض لحادث، أو الإصابة بنزيف.
وأفاد الموقع بأن نقص الطاقة في الجسم، والشعور بالكسل والحاجة المفرطة إلى النوم، فضلا عن التعب وعدم القدرة على إنجاز المهام، من ضمن أعراض نقص الحديد في الدم. علاوة على ذلك، توجد بعض الأعراض المرئية التي تدل على فقر الدم، على غرار شحوب الوجه وهشاشة الأظافر وتساقط الشعر. وعلى صعيد آخر، تعد الاضطرابات العصبية، والاضطرابات البصرية، والصداع، والدوار، والأرق، وعدم انتظام الدورة الشهرية، من ضمن الآثار الناجمة عن فقر الدم.
وبين الموقع أن لفقر الدم عواقب على الصحة الجسدية والنفسية على حد السواء. من جانب آخر، يؤثر غياب الراحة النفسية الناجمة عن فقر الدم على مستوى علاقات المرء مع المحيطين به، ويقوض ثقته في نفسه.
إلى جانب ذلك، تجعل الإصابة بفقر الدم الإنسان يميل إلى التفكير بطريقة سلبية، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل، فضلا عن عدم القدرة على تحديد أهدافه، لا سيما في ظل غياب الحوافز التي تشجع على تحقيق ذلك.
وأورد الموقع أن الرغبة في البقاء داخل المنزل والعزلة عن الآخرين من عواقب الإصابة بهذا المرض. ومن الشائع أيضا أن يعاني مرضى فقر الدم من التعب المزمن، الذي يحول دون قيام المرء بواجباته ونشاطاته. وفي واقع الأمر، يعدّ النفور وغياب الرغبة في ممارسة العديد من النشاطات اليومية نتيجة مباشرة للإصابة بفقر الدم، الأمر الذي يؤثر على جميع مجالات الحياة دون استثناء.
وأشار الموقع إلى أن مرضى فقر الدم يجدون صعوبة في الاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى العمل، وتحمل المسؤوليات والوفاء بالالتزامات؛ ما يؤدي إلى تعرضهم لبعض المشاكل والانتقادات من طرف رئيس العمل. علاوة على ذلك، يواجه مرضى فقر الدم صعوبة في التركيز على العمل، والتواصل مع الآخرين. ويعدّ نسيان المهام الضرورية، وتسمية الأشياء بغير مسمياتها، فضلا عن الاضطرابات الكلامية، من ضمن علامات نقص الطاقة في الجسم الناتجة عن فقر الدم.
والجدير بالذكر، أن نقص الدم في الجسم لا يؤثر فقط على العلاقات في محيط بيئة العمل، بل على العلاقات الشخصية أيضا؛ حيث لا يستطيع المرء القيام بأبسط واجباته، على غرار التنظيف وإعداد الطعام والتواصل مع العائلة.
وأوضح الموقع أن مريض فقر الدم يواجه صعوبة في العثور على الحوافز التي تساعده على مغادرة الفراش نهاية الأسبوع، وقضاء بعض الوقت خارج المنزل. لذلك، يجب على أقارب هذا النوع من الأشخاص حثهم على إجراء بعض الفحوصات التي تساعدهم على تخطي الوضع.
وفي الختام، نوه الموقع بضرورة مساعدة الشخص المصاب بفقر الدم، وتحفيزه على القيام ببعض النشاطات، على غرار المشي داخل الحديقة، وتناول الحلوى، والاستماع إلى الموسيقى. وقد تساعده هذه الخطوات على استعادة قوته المعنوية والجسدية، وتدفعه للتواصل مع المحيطين به.