إدانة قاتل الشهيد ديار عمري من صندلة بتهمة “القتل بتهوّر” والقرار يثير غضب العائلة

أدانت المحكمة المركزية في مدينة الناصرة، اليوم الأربعاء، قاتل الشهيد ديار عمري ابن صندلة، القاتل دنيس بوكين، من بلدة جان نير بتهمة “القتل بتهوُّر”.
وحضر الجلسة العشرات من أهالي وأقرباء الشهيد، بالإضافة إلى نشطاء من المجتمع العربي.
وقال والد الشهيد، أحمد عمري إن “لا شيء في هذا العالم يمكن أن يعوّض العائلة عن فقدان نجلها ديار، وأيّ حكم أو عقوبة مهما كانت قاسية، لن تعيد الابن الذي قُتل ظلمً، ومهما طال بقاء القاتل في السجن، لا يمكن أن يخفف من حجم الخسارة أو الألم الذي تعيشه العائلة منذ استشهاد ابنها”.
وشكر عمري كل من وقف إلى جانب العائلة وساندها منذ اللحظة الأولى من ارتكاب الجريمة بحقّ ابنه الشهيد، من أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف المناطق؛ كما توجه بالشكر إلى مؤسسة ميزان التي رافقت العائلة منذ البداية.
وقال المحامي عمر خمايسي مدير مؤسسة ميزان، إن “قرار المحكمة سواء بالإدانة أو بالبراءة، فإن جرح عائلة ديار لا يزال ينزف حتى اليوم، بعد أكثر من عامين ونصف على استشهاده، كل من شاهد الفيديو الذي وُثّق وبُثّ بشكل مباشر، رأى جريمة بشعة، قُتل فيها شاب بريء من دون أيّ ذنب يُذكر”.
وذكر خمايسي أن “قرار المحكمة كشف عن انقسام في الهيئة القضائية التي نظرت في الملفّ، إذ رأت قاضية واحدة أن التهم الموجهة هي القتل العمد، في حين اعتبرت قاضيتان أن الإدانة هي بالقتل، لكن من دون قصد، أي القتل بلا مبالاة، هذا التفصيل وارد بشكل موسّع في قرار يتألف من نحو 140 صفحة، في حين تم اليوم عرض خلاصة مقتضبة لا تعكس كامل التفاصيل والأسباب التي استند إليها القضاة، وبخاصة في ما يتعلق بالشكّ في توافر القصد الجنائي”.
وتابع أن “هذا القرار يفتح الباب أمام مراحل قضائية لاحقة، إذ لا تزال الإجراءات مستمرة، ولم تُستنفد الجولات القانونية بعد، ستُعقد جلسة إضافية في المحكمة المركزية لنطق الحكم وتحديد مدة العقوبة، وعندها يحقّ لكل من طاقم الدفاع والنيابة العامة التقدم باستئناف، علمًا بأن النيابة تمثل موقف ورواية عائلة ديار”.
وفي ما يتعلق بالعقوبة المتوقعة، أشار خمايسي إلى أن “القانون يتيح نظريًا المطالبة بالسجن المؤبد، إلا أن الواقع العملي في مثل هذه القضايا غالبًا ما ينتهي بعقوبة سجن لسنوات طويلة، لا بالمؤبد”.
وختم خمايسي بالقول إن “ردة فعل العائلة كانت مؤثرة جدًا، إذ إن كل جلسة قضائية تعيد فتح الجرح وتحرك الآلام من جديد، العائلة ما زالت تعيش وقع الفقدان والمصاب الكبير، ما يستوجب الوقوف إلى جانبها ودعمها ومساندة مشاعرها في هذه المرحلة الصعبة”.
وبعد إصدار الحُكم ذكرت النيابة، أن القاتل، “أُدين بجريمة القتل”، مشيرة إلى أن “رأي الأغلبية؛ (صدر عن) القاضيتين؛ هلمان وشترِيت، وقد أقرّتا بأنّ الجريمة تُعد قتلً بتهوّر وإهمال وبأدنى اهتمام”.
في المقابل، رأت “القاضية أبو أسعد، أنّ الجريمة تُصنّف كقتل عمد”.
وقالت النيابة إنه “بشأن العقوبة: وفقًا للتشريع، فإنّ العقوبة المفروضة على جريمة القتل تحت هذا البند، قد تصل إلى السجن المؤبد، ولكن ليس شرط كما هو الحال في القتل بظروف مشددة، والذي يفرض عقوبة السجن المؤبد فقط”.
وبحسب لائحة الاتهام فإنه “في 6 أيار/ مايو 2023، عاد المتهم من مجدال هعيمك إلى منزله في غان نير، تحت تأثير الكحول والمخدرات، وهو لا يملك رخصة سياقة صالحة. في ذلك الوقت، كان الضحية ديار عمري يقود سيارته على الطريق المؤدي إلى غان نير، حيث كان يسير أمام سيارة المتهم الذي انزعج من قيادة ديار، فحاول تجاوزه، لكنه فشل، وعندما رأى ديار ذلك أبطأ من سرعة سيارته وتوقف إلى جانب الطريق. بدوره، أبطأ المتهم سيارته وقفز منها وسحب مسدسا كان يحمله وأطلق عدة أعيرة نارية في الهواء، بينما كانت السيارة لا تزال تتحرك ودون رفع فرامل اليد، حيث واصلت السير بشكل مستقل لعدة أمتار حتى توقفت”.
وأضافت لائحة الاتهام أنه “نزل ديار من سيارته ووقف بالقرب من المتهم، ليدخلا في شجار.. بعد ثوانٍ دخل ديار سيارته وهو يتجادل مع المتهم الذي كان يقف إلى جانبه. وفيما حاول الضحية إغلاق باب سيارته، أطلق المتهم المزيد من العيارات النارية ليتجدد العراك بالأيدي بينهما، وطوال الوقت كان المتهم يحمل مسدسه… قبل أن يطلق رصاصتين على الجزء العلوي من جسد الضحية، إحداهما في صدره والأخرى في كتفه اليسرى، بقصد قتله. عندما شعر ديار بأنه مصاب حاول الهرب، لكن المتهم صوّب مسدسه مجددا، وأطلق عدة طلقات باتجاهه حتى نفدت ذخيرته”.
كما ذُكر في لائحة الاتهام أيضا أنه “بعدها، عاد المتهم إلى بيته، وطلب من أخته إخبار محققي الشرطة أنها كانت تقود السيارة، وعادا إلى مكان الجريمة، حيث أخبرت الأخت ضابط الشرطة الذي كان هناك أنها من كانت تقود السيارة، لكنها بعد وقت قصير تراجعت وأخبرت الشرطة بالحقيقة. ونتيجة لأفعال المتهم، أصيب ديار بعيارين ناريين في صدره وكتفه الأيسر، بالإضافة إلى إصابات ناتجة عن طلقات نارية في ظهره. الرصاصة التي اخترقت صدر الفقيد لتمرّ عبر قلبه ورئتيه تسبّبت بوفاته. كما أصابت رصاصات أخرى سيارة ديار”.




