أخبار رئيسيةالضفة وغزةتقارير ومقابلاتومضات

مدير صحة غزة: نواجه واقعا طبيا مرعبا لم تشهده الأراضي الفلسطينية سابقا

يرسم الواقع الصحي في قطاع غزة صورة غير مسبوقة من الانهيار، وسط أرقام صادمة عن آلاف المرضى المهددين بالموت أو الإعاقة، في ظل حصار مشدد وشلل شبه كامل للمنظومة الطبية، بحسب ما يؤكده المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع الدكتور منير البرش.

ويقول البرش إن المشهد الحالي داخل المستشفيات “مأساوي ومروّع”، مع استمرار الاحتلال في فرض حصار خانق لا يراعي أي اتفاقيات أو بروتوكولات إنسانية، مما انعكس مباشرة على قدرة المرافق الصحية على العمل والاستجابة للحالات الحرجة.

وتعاني مستشفيات القطاع، وفق المسؤول الصحي، من عجز حاد في الطاقة الكهربائية ونقص كبير في المولدات، إلى جانب فقدان واسع للأدوية والمهمات الطبية، لا سيما المستهلكات الجراحية الضرورية لإجراء العمليات وإنقاذ الأرواح.

ويصف البرش الوضع بالأخطر منذ قيام السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن 72% من المستهلكات الطبية غير متوفرة، في حين يشهد النظام الصحي نقصا حادا في المحاليل وأدوية التخدير والشاش ومستلزمات غسل الكلى، مما يهدد استمرارية الخدمات الأساسية.

ولا يقتصر الخطر على الجرحى فقط، إذ يواجه نحو 4 آلاف مريض بالمياه الزرقاء خطر فقدان البصر نهائيا، في حين تعيش قرابة 40 ألف امرأة حامل نازحة داخل مراكز إيواء تفتقر كليا إلى أدنى مستويات الرعاية الصحية.

سوء التغذية
كما يحذر مدير صحة غزة من أن جميع الأطفال دون سن الخامسة، ويقدّر عددهم بنحو 320 ألف طفل، باتوا معرضين لسوء التغذية، في ظل تدهور الظروف المعيشية وغياب الإمدادات الطبية والغذائية اللازمة.

وفيما يتعلق بالعلاج خارج القطاع، يكشف البرش عن تسجيل نحو 19 ألفا و989 مريضا على قوائم الانتظار للسفر، اعتمدت منظمة الصحة العالمية منهم 18 ألفا و500 حالة، بينها قرابة 3700 مريض في أوضاع حرجة تتطلب سفرهم الفوري.

وتضم هذه القوائم، بحسب الأرقام الرسمية، نحو 4300 طفل، في وقت أدى إغلاق المعابر منذ مايو/أيار 2024 وتعقيد الإجراءات الأمنية إلى انتظار المرضى شهورا، رغم طابع حالاتهم العاجل والخطير.

ويؤكد البرش أن أكثر من 1156 مريضا توفوا وهم ينتظرون السماح لهم بالسفر للعلاج، معتبرا ذلك نتيجة مباشرة لآلية “مطولة ومعقدة” تبدأ بتقارير طبية محلية، ثم تدقيق منظمة الصحة العالمية، وصولا إلى الموافقات الأمنية الإسرائيلية.

ويحذّر البرش بشدة من أن القطاع يواجه “أشد كارثة صحية”، مطالبا بفتح المعابر فورا وتسهيل تفويج نحو 3788 حالة مصنفة أمميا حرجة جدا، مؤكدا أن أي تأخير يعني فقدان المزيد من الأرواح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى