تصعيد إسرائيلي واسع في غزة: غارات واغتيالات وارتفاع الشهداء في خرق جديد لوقف إطلاق النار

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة لليوم الثالث والأربعين على التوالي، عبر تصعيد واسع شمل غارات جوية وعمليات اغتيال وقصف مدفعي ونسف للمنازل في عدة مناطق من القطاع، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء واتساع موجات النزوح، خصوصًا من الأحياء الشرقية لمدينة غزة.

فجر السبت، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة شمال القطاع وشرقي مدينة غزة، تزامنت مع عمليات نسف واسعة للمباني السكنية في المناطق الشرقية لمدينة خان يونس، وسط إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية المحيطة بتلك المناطق. كما سجلت مدينة رفح جنوبي القطاع غارات جوية جديدة على مناطقها الشمالية والشرقية، رافقها قصف مدفعي وإطلاق نار متواصل من الدبابات الإسرائيلية.

وامتد القصف ليطال وسط القطاع، حيث نفّذت قوات الاحتلال عمليات نسف إضافية لمنازل داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال شرقي مخيم البريج، في إطار سياسة التدمير التي تتواصل منذ إعلان وقف إطلاق النار.

وفي سياق هذا التصعيد، استهدفت طائرات الاحتلال مركبة مدنية في حي الرمال بمدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين، كما قُصفت مركبة أخرى عند مفترق العباس غربي المدينة، مما أدى إلى ارتقاء شهيدين وإصابات عدة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة وصول سبعة شهداء وثلاثين إصابة خلال الـ48 ساعة الماضية نتيجة الهجمات المتواصلة.

كما زعمت وسائل إعلام إسرائيلية تنفيذ عملية اغتيال وسط مدينة غزة، قالت إنها استهدفت قياديًا عسكريًا بارزًا في حركة حماس، فيما أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن إحدى الهجمات استهدفت علاء الحديدي، قائد ركن العمليات في قطاع التسلح التابع لكتائب القسام.

وكان ثلاثة فلسطينيين قد استشهدوا الجمعة جراء قصف منزل في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، فيما استشهد نازح آخر في قصف جنوبي المدينة.

وبحسب الإحصاءات الصادرة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، ارتكبت قوات الاحتلال مئات الانتهاكات التي أسفرت عن استشهاد 313 فلسطينيًا وإصابة 760 آخرين، بالإضافة إلى انتشال 572 جثمان شهيد من المناطق التي استُهدفت خلال التوغلات والقصف الأخير.

ويتواصل هذا التصعيد في ظل تدهور إنساني متفاقم، وتزايد عمليات النزوح من المناطق الشرقية لمدينة غزة، وسط مخاوف من انهيار الاتفاق الهشّ واستمرار الاحتلال في تنفيذ هجمات وعمليات اغتيال تستهدف المدنيين والبنى السكنية دون توقف.