العربيّة لغتنا.. (15) كنايات بدأت بلفظة أمّ

د. رضا اغبارية- رئيس مبادرة “العربية لغتنا”
أُمُّ الْقُرْآنِ: كناية عن سورة الفاتحة؛ وكذلك هي أمّ الكتاب. روى البخاريّ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أُمُّ الْقُرْآنِ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي، وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ.” لأنّها تكرّر في كلّ ركعة في الصلاة، ولأنّها تشتمل على جوامع أغراض القرآن ومقاصده.
أُمُّ الْقٌرَى: كناية عن مكّة المكرّمة؛ يقول الله تعالى: ” وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا.” (الشورى، 42) وسُمِّيت مكّة “أمّ القرى”؛ لأنّها أشرف من سائر البلاد. يقول صلّى الله عليه وسلم عنها: “وَاللهِ، إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ.”
أُمُّ الْخَبَائِثِ: كناية عن الخمرة؛ روى الطبرانيّ في الأوسط قوله صلّى الله عليه وسلّم: “الْخَمْرُ أُمُّ الْخَبَائِثِ، فَمَنْ شَرِبَهَا لَمْ تُقْبَلْ صَلَاتُهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، فَإِنْ مَاتَ وَهْيَ فِي بَطْنِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً.”
أُمُّ قَشْعَمٍ: كناية عن المنيّة أو الحرب أو الداهية. يقول زهير بن أبي سُلمى:
فَشَدَّ فَلَمْ تَفْزَعْ بيوت ٌ كثيرةٌ إلى حيثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ
ومنه المثل: طَرَقَتْهُ أُمُّ قَشْعَمٍ: أي لاقته المنيّة، مات. وقول: ” إلى حيثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ”، يناسب قولنا في عامّيّتنا الفلسطينيّة: اللهْ لَا يْرُدُّهْ.
أُمُّ النَّدَامَةِ: كناية عن العجلة؛ ومنه المثل المشهور الذي يحضّ على التمهّل وعدم التسرّع: في التأنّي السلامة، وفي العجلة الندامة،. وروى أبو يعلى عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله قال: “التّأنِّي مِنَ اللهِ، والْعَجَلَةُ مِنَ الشَّيْطَانِ.”



