العربيّة لغتنا

د. رضا اغبارية- رئيس مبادرة “العربية لغتنا”
(13)
كناية بعض الكلمات المبدوءة بكلمة ابن في اللغة العربيّة
من جماليّات لغتنا العربيّة، صياغة معنى جديد، يكنى عنه بالبدء بلفظة ابن، وهذا يثري اللغة، ويزيد من مفرداتها، بأسلوب جميل ومبدع:
ابن الليل: اللصّ؛ وذلك لأنّ معظم ظهوره، وأداء (عمله) يكون في الليل؛ حيث يجعل من الليل ستارًا له.
ابن السبيل: العابر والمسافر؛ والسبيل تعني الطريق؛ فكأنّه ابن للطريق حين يكون منقطعًا عن أهله وذويه.
وقد ورد هذا التعبير في القرىن كثيرا.
ابن الغبراء: الفقير؛ والغبراء تعني الأرض وما عليها من غبار؛ فكأنّ هذا الفقير المحتاج قد لصق بالأرض والتراب؛ لشدّة عوزه وحاجته.
ابن الطود: الجلمود؛ والطَّوْد هو الجبل العظيم، والجلمود هو الصخرة الكبيرة الصلبة؛ ومنه قول امرئ القيس يصف فرسه في سرعة حركاته وتقلّباته إقبالًا وإدبارًا، في أرض المعركة:
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ
ابن الحرب: الشجاع؛ ومنه قول الشاعر ابن الدهّان:
وَمَا كُلُّ مَنْ يَغْدُو إِلَى الْحَرْبِ فَارِسٌ وَلَا كُلُّ مَنْ قَالَ المَدِيحَ فَصِيحُ
ابن بطنه: الشَرِه؛ وذلك لأنّ الإنسان الشرِه والنّهِم، لا يهمّه من حياته إلا إشباع بطنه وملؤه بالطعام، فكأنّه ابن لبطنه.
وهذا بخلاف المثل الشعبيّ: اِبِنْ بَطْنِي، بِفْهَمْ رَطْنِي؛ وهو كناية عن فهم الطفل الصغير لكلام أمّه، وإن لم تتكلّم بلغة مفهومة. فتعبير ابن البطن هنا يعني: الوليد.



