مبادرة “العربيّة لغتنا”

د. رضا اغباريّة- رئيس مبادرة “العربيّة لغتنا”
(1)
فَأَجَاءَهَا
قال الله تعالى في سياق حكاية السّيدة مريم -عليها السّلام: “فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا”. (سورة مريم، آية 23).
وما يهمّنا هنا، من حيث تذوّق اللغة العربيّة، وبيان إعجازها وجمالها وثرائها، هو قوله تعالى: “فَأَجَاءَهَا”؛ حيث نجد فيها، إذا أنعمنا النظر، واستحضرنا المعاني التي تحويها، نجد أنّها تحوي ثلاثة معاني تنطبق عليها، وتساعد في فهم المعنى من جميع جوانبه:
1) أتى بها، جيء بها.
2) ألجأها؛ أي اضطرّها أن، أجبرها على أن.
3) فاجأها، إذ جاءها فجاءة.
فسبحان من أجمل هذه المعاني المتعدّدة؛ ليعطي نظرة واسعة وشاملة، حول ما كانت عليه حالة السيّدة مريم -عليها السلام، قبل ولادة سيّدنا عيسى -عليه السلام.
إنّها اللغة العربيّة، اللغة التي اختارها الله، جلّ وعلا، لكتابه الكريم، فخلدت به، وحُفظت بسببه.


