المُسنة “الفسفوس” تقود معركة لتحرير أبنائها الخمسة من السجون الاسرائيلية
تتمنى المسنة فوزية الفسفوس (75 عاماً) أن تجتمع بأولادها الخمسة المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي على مائدة طعام واحدة قبل أن تفارق الحياة. فعلى الرغم من كبر سنها فإنها لا تزال تتنقل بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمؤسسات المعنية بحقوق الأسرى، مطالبة بالإفراج عن أبنائها الخمسة، وهم: “كايد (34 عامًا)، حسن (37 عامًا)، خالد (35 عامًا)، أكرم (39 عامًا) وحافظ (34 عامًا)”.
وأوضحت أن نجلها خالد أمضى ما مجموعه 10 أعوام في السجون، وحسن 8 سنوات ونصف السنة، وكايد أمضى نحو 7 سنوات، إضافة إلى حافظ الذي أمضى 6 سنوات ونصف السنة، في حين أمضى أكرم 5 سنوات ونصف السنة.
تنقل مستمر
لا تزال الفسفوس تجلس يوميًا أمام منزلها في بلدة دورا، جنوبي مدينة الخليل بالضفة الغربية منذ ساعات الصباح الباكر حتى غروب الشمس، في انتظار أن يطل عليها أحد أبنائها بعد أن يفرج عنه من سجون الاحتلال وتستقبله بين يديها وتضمه إلى صدرها، بعد أن أكل الاعتقال الإداري سنوات أعمارهم.
وتعلم الفسفوس أن الطريق لإنهاء معاناة أبنائها لن يكون سهلاً، ومع ذلك تتمسك بالأمل والشوق لعودتهم إلى منزلهم، وتعاود الابتسامة تشرق على جباههم.
ولم تتمكن الفسفوس، الأم لستة أبناء وخمس بنات، من حبس دموعها وإخفاء حشرجة صوتها عندما بدأت بالحديث عن ابنها “كايد” المضرب عن الطعام لليوم الـ29 على التوالي، قائلة: “بدي ابني حي، ما بدي يستشهد”.
ويخوض كايد منذ 30 يومًا على التوالي، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام رفضًا لاعتقاله الإداري دون تهمة، وخاصة بعد أن اطلع على لائحة الاتهام التي قدمت له، وهي ورقة بيضاء.
اعتداء “بن غفير”
وما يزيد من قلق الأم هو اعتداء وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال اليميني المتطرف إيتمار بن غفير على نجلها، الذي يقبع في زنازين سجن “النقب” خلال اقتحامه السجن الأسبوع الماضي، مؤكدة أن إدارة السجون تُجري تنقلًا مستمرًا له، ولا تعلم العائلة في أي سجن يوجد الآن.
وذكرت الفسفوس أن نجلها كايد، بحسب محامي هيئة شؤون الأسرى، يعاني انخفاضًا في وزنه، وعدم القدرة على الحركة، وآلامًا شديدة في جميع أنحاء جسده، لافتة إلى أن نجلها خاض عام 2021، إضرابًا عن الطعام استمر 131 يومًا رفضًا لاعتقاله الإداري، ويعاني ضعفًا في المناعة.
وتخشى السبعينية الفسفوس أن يتكرر سيناريو تصفية نجلها “كايد” وتعاود سلطات الاحتلال جريمة قتل الأسير خضر عدنان، الذي فارق الحياة خلال إضرابه عن الطعام في السجون الاحتلالية.
وبينت الأم أن جيش الاحتلال اعتقل “خالد وحافظ” بعد اعتقال “كايد”، و”حسن” منذ عام ونصف العام، في حين اعتقل “أكرم” برفقة “كايد”، عادّة اعتقال أبنائها إدارياً خرقاً واضحاً للقوانين والاتفاقيات الدولية.
ضعف التفاعل
وتشتكي عائلة الأسير الفسفوس من ضعف حالة التضامن مع المضربين عن الطعام، وقالت: “إن عائلتنا أقامت في 18 من الشهر الجاري، خيمة “الكرامة” دعمًا لكايد، ولإسناد أشقائه الأربعة، ولكن لم تشهد الخيمة الإقبال المطلوب من المواطنين للتضامن مع أبنائي”.
وطوال السنوات الماضية تواجه عائلة الفسفوس، عمليات تنكيل ممنهجة من جيش الاحتلال، كاقتحام منزلها بين الفينة والأخرى، واعتقال أبنائها بشكل متكرر.
وإلى جانب معاناة “كايد” تستمر سلطات الاحتلال في ممارسة القمع والاعتقال بحق أشقائه، حيث تعتقلهم تعسفيًا وتزج بهم في سجونها ضمن سياسة الاعتقال الإداري الذي يخالف كل القوانين الدولية والإنسانية.