تراجع حماسة تشكيل حكومة جديدة في لبنان: الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية

باتت الأجواء الحكومية في لبنان تميل إلى السوداوية، في ظلّ توسّع رقعة الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المُكلَّف نجيب ميقاتي، خصوصاً بعد لقائهما الأخير، الأربعاء الماضي، الذي وصفه رئيس البرلمان نبيه بري، بأنه من “أسوأ الاجتماعات، وقد أعاد النقاش حول تأليف الحكومة إلى المربَّع الأول”.
وعزّز سيناريو طَيّ صفحة تشكيل حكومة جديدة، دفاع ميقاتي القويّ، أمس الإثنين، عن صلاحيات حكومة تصريف الأعمال المتنازع عليها مع فريق عون، وذلك في حال الفراغ الرئاسي، وتركيز القوى السياسية بغالبيتها على الاستحقاق الخاص بقصر بعبدا مع نهاية ولاية عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، على رأسهم بري الذي يبدو أنه سحب يده من الملف الحكومي، خصوصاً في ظلّ هجومه الحادّ وتصعيده اللافت ونواب “حركة أمل” بوجه الرئيس عون وصهره رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل.
وتؤكد أوساط بري أنّ الحماسة لم تعد موجودة للتدخل حكومياً في ظل العقبات الكثيرة الموجودة، وتمسّك عون بالحكومة الموسَّعة بزيادة ستّة وزراء دولة على تشكيلة الـ24 وزيراً، مقابل إصرار ميقاتي على الصيغة التي تقدَّم بها، وانفتاحه على بعض التعديلات الطفيفة.
كما يضع بري ضمن أولوياته تحديد موعد دعوة البرلمان الذي بدأت مهلته الدستورية مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية، والتي لن تتمّ قبل اكتمال المشاورات مع الفرقاء السياسيين وتعبيد طريق التفاهم، وإقرار المجلس النيابي جملة مشاريع إصلاحية على رأسها إقرار الموازنة.
واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، مساء أمس الإثنين، رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، في دارته في بيروت، حيث تركز محور الحديث على “الهموم المعيشية”، وفق تعبير ميقاتي.
وحرص ميقاتي، في تصريح له عقب اللقاء، على تأكيد وجهات النظر المتطابقة بينه وبين جنبلاط في أغلب الأحيان حول ملفات عديدة، في محاولة يظهر فيها الدعم الذي يلقاه.
ومرّر ميقاتي رسائل مباشرة إلى الرئيس عون، عبر تأكيده، أنه “لا يوجد ما يُسمّى بفراغ رئاسي بل شغور والدستور واضح في هذا الموضوع، وهذه الحكومة تنتقل إليها صلاحيات الرئيس في حال حصول أي شغور رئاسي”.
وقال إنّ “كل الآراء والاستشارات الدستورية التي صدرت حتى الآن أكدت أنّ الدستور نصّ على انتقال الصلاحيات إلى الحكومة، ولم يُحدّد ما إذا كانت حكومة تصريف أعمال أم لا، وما من شيء يُسمّى بفراغ، إنّما شغور رئاسي”، مؤكداً حرصه على أن يُجرى الاستحقاق المنتظر في موعده.
بدوره، أشار جنبلاط إلى أنّ اللقاء بحث الأمور العملانية، مثل الكهرباء وترسيم الحدود، وشؤوناً تربوية، قائلاً في المقابل: “الأمور الكبرى أتركها لغيري، هم يمسكون باللحظة التاريخية، أنا أهتم بالأمور الصغرى بكل تواضع”.



