أخبار عاجلةمحليات

الناصرة: لجنة إفشاء السلام تشجب جريمة القتل وتدعو لضبط النفس وعدم الانجرار لردّات الفعل

أصدرت لجنة إفشاء السلام في الناصرة بيانا حول جريمة القتل الأخيرة وتداعياتها التي وقعت أمس الاثنين في المدينة والتي راح ضحيتها الشاب إيهاب سعدي.

وجاء في نص البيان ما يلي:

أهلنا الكرام في الناصرة وفي كل الداخل الفلسطيني:

ليس أصدق من قول الله تعالى في كتابه العزيز، يصف حالنا هذه الأيام وكأن الآية نزلت فينا دون غيرنا: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. فإنه ما أصاب مجتمعنا هذا البلاء الذي يزداد يوما بعد يوم إلا بما كسبت أيدينا من فساد وإفساد وابتعاد عن طريق الله، وإن ما نذوقه اليوم من ألم ووجع وسفك للدماء واعتداء على البيوت وترويع الآمنين واختلاط الحابل بالنابل وسيطرة السلاح العبثي وانتشاره الجنوني بهذه السهولة، حتى أصبح في متناول أيدي الصغار والجهلة، إنما هو  من ثمار ما كسبته أيدينا.

إننا في لجنة إفشاء السلام في الناصرة نشجب بكل معاني الشجب جريمة القتل التي راح ضحيتها الشاب إيهاب سعدي أمس الاثنين (29/11/2021)، ونقدم تعازينا الحارة لأهله وذويه، كما نشجب كل جريمة قتل أو إطلاق رصاص أو اعتداء على البيوت في أي مكان في مجتمعنا كلّه، ونحمّل المسؤولية الأولى عما يجري للسلطات المسؤولة بكل أجهزتها، دون أن نعفي أنفسنا من المسؤولية.

وإن من المسؤولية أن ندعو الجميع إلى ضبط النفس وعدم الانجرار وراء ردات فعل لا تؤدي إلا إلى مزيد من الدماء والخراب، ولا يستفيد من هذا الوضع إلا أعداء مجتمعنا، وهم كُثر؛ سواء كانوا من داخله أو خارجه.

إن المطلوب الآن تحصين مجتمعنا وتقوية نسيجه حتى يكون عصيا على الاختراق، وتطهيره من كل عناصر الجريمة وأسبابها وما يؤدي إليها وما يسهل لها الطريق. وإن أهل الخير والإصلاح في مجتمعنا كثيرون، ويمكنهم أن تتشابك أيديهم من شمال الوطن إلى جنوبه من أجل إنقاذ حاضرنا ومستقبلنا من هذا البلاء. وعلى الجميع الخروج عن صمتهم وعدم السكوت على ما يجري، وقول كلمة الحق دون أن يخشوا في الله لومة لائم. كذلك لا بد من تحرك شعبي متواصل نعبر من خلاله عن رفضنا للعنف والجريمة وتمزيق هذا المجتمع.

وأخيرا نذكّر بقوله سبحانه وتعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، ذلك أن الذي يستسلم لنفسه الأمارة بالسوء ويتبع هواه فيرفع السلاح في وجه أخيه ويقتله دون أن يرف له جفن إنما هو من الخاسرين في الدنيا والآخرة، ويكون حاله كمن قتل الناس جميعا، لأن الله تعالى يقول: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}.

نسأل الله العلي القدير أن يجنب أهلنا في الناصرة وفي سائر بلداتنا شر هذا البلاء وتداعياته، وأن يهيئ لنا من أمرنا رشدا، ويعيننا على وقف هذا النزيف، إنه على ذلك قدير.

لجنة إفشاء السلام- الناصرة

الثلاثاء 30/11/2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى