أخبار عاجلةمقالات

مرج ابن عامر يروي تاريخ المكان والسكان

يوسف كنانة

تتميز فلسطين رغم صغر مساحتها التي تبلغ نحو 27000 كيلومتر مربع، بتنوع تضاريسها، فهي تحتوي على نظام متكامل من البيئات الطبيعية يتكون من الساحل والسهول والجبال والصحراء، وينقسم سطح فلسطين بشكل عام إلى أربعة اقسام رئيسية، هي: السهول، المرتفعات الجبلية، وادي الأردن والاغوار، وصحراء النقب، وفيما يلي نستعرض أحد أهم سهول فلسطين وأكبرها، وهو (مرج ابن عامر)، حيث تبلغ مساحته الكلية 351 كيلومترا مربعا، فهو يقع بين منطقة الجليل، وجبال نابلس في شمال فلسطين، صورته على شكل مثلث، أطرافه، هي حيفا، جنين، طبريا. يبلغ طوله 40 كم وضلعاه الآخران فتقريبا متساويين وطولهما حوالي 20 كم، فالضلع الشرقي يمتد من سفح جبل الطور شمالا بعد أن يلامس جبال الدحي، وينتهي عند مدينة جنين، أمّا الضلع الغربي فيمر بمحاذاة سفوح جبال الجليل.

عُرف بأسماء كثيرة، فالكنعانيون أطلقوا عليه اسم سهل يزرعئيل، وأطلق عليه العرب مرج ابن عامر وذلك نسبة إلى قبيلة بني عامر، وبنو عامر ينتمون إلى قبيلة كلب القحطانية التي تعتبر أولى القبائل التي سكنت فلسطين.

كان مرج بن عامر يعتبر سلة غذاء فلسطين، وتكاد جميع أرجائه مستغلة في زراعة مختلف المحاصيل، لأنّ تربته خصبة تصلح للزراعة المروية والبعلية على السواء، وكروم الاشجار المثمرة. يتمتع المرج بميزة استراتيجية جغرافية، فهو يربط السهل الساحلي بالداخل، والأغوار بالجبال.

اخترقت أرض المرج خط سكة الحديد العثمانية الحجازية، كذلك خط شركة شيل للبترول- خط حيفا بغداد.

يعتبر تاريخ المرج زاخرا بالأحداث، فقد شهد معارك في السنين الغابرة، وكان دوما موضع اهتمام القواد العسكريين الذين كانوا يخرجون من مصر نحو الشام، ومن أبرز هذه المعارك، معركة مجدو عام 1479 قبل الميلاد والتي قادها تحتمس الثالث، وكذلك معركة عين جالود الشهيرة، التي وقعت في سنة 1260م والتي انتصر فيها المماليك على المغول.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى