بعد إبعاده عنه قسرًا: الشيخ كمال خطيب يعود إلى بيته في كفركنا باستقبال حاشد

ساهر غزاوي
استقبلت حشود غفيرة من أهالي الداخل الفلسطيني، الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني، لدى وصوله إلى بيته في كفركنا عصر اليوم السبت.
وتجمع المئات من أهالي بلدة كفركنا ومن بلدات مختلفة من الداخل الفلسطيني عند مدخل كفركنا الشمالي، ورافقوا الشيخ كمال خطيب في مسيرة سيارات كبيرة تزينها الأعلام والشعارات حتى وصوله إلى بيته بجانب مسجد عمر بن الخطاب ليلتحموا بعدها مع حشود أخرى كان بانتظار الشيخ بجانب بيته.
وفي أعقاب ذلك، أقيمت فعالية خطابية لاستقبال الشيخ كمال خطيب في ساحة بيت السيد سليم عواودة بجانب مسجد عمر بن الخطاب بحضور مشايخ وقيادات من المشروع الإسلامي وقيادات محلية من بلدة كفركنا وفي مقدمتهم رئيس المجلس المحلي، السيد عز الدين أمارة.
تولى عرافة الفعالية الخطابية، معاذ خطيب- نجل الشيخ كمال خطيب- رحب بالحشود الكبيرة التي استقبلت الشيخ كمال وقال: هذه الساحة التي نقف فيها اليوم شهدت قبل ثلاثة أشهر ونصف في 14/5/2021 عملية إرهاب وقمع واعتداء وتخريب خلال الاعتقال للشيخ كمال ووقفت كفركنا وقفة رجال. لا يمكن المساس بقيادتنا أبدا والهبة التي حصلت لم تكن من أجل الشيخ كمال فحسب، بل كانت من أجل كلمة الحق التي يرفعها الشيخ كمال والتأكيد على حقوقنا والعيش على أرضنا بكرامة وأن نتمسك بمقدساتنا. أي شخص آخر يصدح بهذه الأسس والحقوق يتم ملاحقته واعتقاله واليوم يرجع الشيخ كمال ورأسه مرفوع أرادوا أن يذلوا كفر كنا ولكن وقفة أهل كفر كنا كانت مثالا يحتذى بها.
وتحدث رئيس مجلس كفركنا المحلي، السيد عز الدين أمارة قائلا: أرحب بكم في بالجميع في بلدكم كفركنا، بلد العزة والكرامة وبلد الشهداء والتسامح. ينتابنا في هذه اللحظات شعور التأثر من عودة الشيخ كمال إمام مسجد عمر بن الخطاب، شيخنا الشيخ كمال نرحب به أجمل ترحيب بين أهله وبين بلده.
وأضاف أماره: الشيخ خطيب مواقفه دائمًا مع أبناء شعبه وهو حريص دائمًا على أن تكون هذه الأمة في خير وسلام، وخطبه ومواعظه الدينية دائما مع الحق ومع الانسان، فكل التحية له لأنه من قادة مجتمعنا العربي ونأمل في المستقبل أن يفك أسره ويعود إلى إمامة المسجد وإلى جانب أهل بلده.
الأب الدكتور سيمون خوري راعي طائفة الكاثوليك في كفركنا، قال في كلمته: ألف مبروك لمجيئ شيخنا إلى أهله وأحبابه. وجودي هنا لنقول للعالم أجمع أن قضيتنا هي صهيونية عربية فلسطينية. ومن هنا أوجه تحية لجميع الأبطال الذين اخترق الرصاص أجسادهم ووقفوا ابطالا. ونقول لهم هذه النتيجة الظلم يزول وأنتم انتصرتم، شيخنا بيننا الآن ونأمل عن قريب أن يرجع الشيخ رائد صلاح ويرجع جميع أسرانا وأسيراتنا في المعتقل الإسرائيلي إلينا.
أما الشيخ جلال زعبي، إمام مسجد عثمان بن عفان في كفركنا، فتحدث ممثلا عن الدعوة المحلية في كفركنا وقال: نفرح اليوم وهو يوم فرح عندما يعود أسد المنابر إلى منبره ويوم يعود فاتح الجليل إلى بلده التي أحبته وأحبها وأحب أبناءها وشبابها فأحبوه. هذه ضريبة الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى هذه ضريبة الأنبياء والمرسلين ليست طريقا محفوفة بالزهور ونحن نعلم أن ثوابتنا الفلسطينية والإسلامية والعقائدية لا يمكن أن نتنازل عن ثابت من ثوابتنا. لذلك نحن بين محاكمة شيخنا الشيخ رائد في ملف الثوابت وبين محاكمة الشيخ كمال خطيب في ملف النوايا. فإذا كانت هذه ضريبة ندفعها من اجل الثوابت ومن أجل الأقصى المبارك نقول لهم كما قال يوسف عليه السلام (السجن أحب إلي مما يدعونني إليه..). بوركت كفركنا وبوركت غزة وعكا ويافا وفلسطين. نحن في أرض بارك الله فيها وستبقى إلى أن يرث الأرض ومن عليها.
هذا وعاد الشيخ كمال خطيب، إلى بيته في قرية كَفر كنا، بعد إبعاده عنها قسرًا ضمن شروط إطلاق سراحه على خلفية الملف المزعوم ضده إسرائيليا واتهامه بالتحريض على العنف والإرهاب.
واعتقلت الشرطة والمخابرات الإسرائيلية، الشيخ كمال خطيب بتاريخ 14/5/2021، بعد اقتحام بلدة كفر كنا بقوات مدججة بالسلاح، وحاصرت منزل الشيخ كمال وقامت بقمع الأهالي الذين تواجدوا في المكان واستخدمت ضدهم وسائل بطشها من رصاص حي ومطاطي وقنابل غاز وصوت، ما أسفر عن جرح العشرات.
وفي 20/6/2021 جرى إطلاق سراح خطيب بشروط مقيدة من بينها إبعاده عن كفر كنا إلى بلدة العزير، مسقط رأسه كما شملت شروط التسريح: منع الشيخ كمال خطيب من الخطابة أو الكتابة على الشبكة العنكبوتية أو الإدلاء تصريحات للإعلام لمدة 105 أيام، ومنع مشاركته في تجمهر يتعدى أكثر من 15 شخصًا.
تجدر الإشارة إلى أن النيابة العامة الإسرائيلية تقدّمت بلائحة اتهام ضد الشيخ كمال خطيب نسبت إليه فيها “التحريض على الإرهاب والعنف”.
هذا ومن المقرر أن تعقد الجلسة القادمة في ملف الشيخ كمال خطيب، وتتضمن رد طاقم الدفاع على التهم المزعومة بتاريخ 11/11/2021.





