أخبار عاجلةمحليات

محاضرة للمحامي زاهي نجيدات القيادي في “الوفاء والإصلاح” بعنوان: “خطابنا السياسي: إلى أين”

ساهر غزاوي

استعرض المحامي زاهي نجيدات، عضو حزب الوفاء والإصلاح، الثلاثاء، في محاضرة له بالبث المباشر عبر صفحة الحزب تحت عنوان “خطابنا السياسي: إلى أين”، أهمية الخطاب السياسي واستعمال المصطلحات. ودعا إلى المحافظة على الثوابت وإلى تكثيف العمل الشعبي والنضال الجماهيري.

في حديثه عن الواقع السياسي في الداخل الفلسطيني بيّن نجيدات أن المشروع الصهيوني واضح المعالم والسياسات هو مشروع احلالي- أي يقتلع الفلسطيني ليزرع مكانه اليهودي ويصادر الأرض من الفلسطيني ليُملكها لليهودي- وقال: “المشروع الصهيوني لم يتغير إنما نحن من تغير- بتفاوت- ربما البعض نسي أو تناسى طبيعة هذا المشروع ونسي كيف يجب أن يتعامل معه أو ربما أصبح عنده ثقة بهذا المشروع أو أنه يستطيع تغيير أجندته”.

وقال “الفلسطينيون يعيشون الآن محطة هي من أخطر المحطات في تاريخ هذا المجتمع القابض على الجمر، فمن ناحية قانون القومية الذي هو قمة العنصرية الإسرائيلية الذي لا يصنفنا درجة “ب” أو “ج”، بل ينفي وجدونا نهائيًا وذكر العربي في هذا القانون هو فقط أن اللغة العربية ذات مكانة خاصة وذلك انزالها من منزلة ذات رتبة رسمية إلى مرتبة خاصة تفسر طبعا حسب أهواء هذه المؤسسة”.

وتابع نجيدات، “من ناحية أخرى يؤمن البعض بخوض الكنيست، بل أكثر من ذلك البعض الآن دخل في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي. مرورًا بالتوصية على جنرال الحرب بيني غانتس وهذا كله هبوط في الخطاب السياسي وهبوط السقف السياسي لجماهيرنا في الداخل. صحيح لسنا كلنا مجمعون على هذا الخطاب بالطبع، لأن الأغلب من مجتمعنا لا يشارك في التصويت ولا في خوض الانتخابات الكنيست، منا من هو متمسك بالثوابت الوطنية مهما كان الثمن ويعض عليها بالنواجذ”.

ولفت إلى أن “البعض يستغل الثوابت كسلعة سياسية، بمعنى اعمل ما شئت وقل أنا من أجل عيون فلسطين!! حتى الذين يطبعون يبررون التطبيع أنه لمصلحة الشعب الفلسطيني، علما أن التطبيع خنجر في ظهر الشعب الفلسطيني. وهكذا مصطلح الثوابت أصبح ديباجة تستعمل في الخطاب السياسي، لكن كما قلنا الخطاب السياسي يحمل رسالة ويحمل محك واقعي والناس ليسوا بأغبياء يرون ويعلمون ما هي الثوابت”.

وأضاف: “ليس أمرا طبيعيا الابتعاد عن حقيقة الثوابت في الخطاب والسلوك السياسي ومع ذلك يصر البعض أن يستعمل كلمة الثوابت، وهنا لا بد للإشارة إلى مسؤولية القيادة أمام الله وأمام التاريخ، فالقيادة هي صاحبة المسؤولية التي عليها أن توصل الرسالة إلى المجتمع وأن تعطيه الرواية التاريخية الصحيحة ومسؤوليتها أن ترتفع بالمجتمع إلى الوعي لما يحاك له ولما يدور حولها لا أن تمتطي القيادة الحالة العاطفية للمجتمع وتنتهج الأسلوب الشعبوي لتحقيق مآرب سياسية آنية لأجندات خاصة وفق الحزب الفلاني أو الحزب العلاني. وبالتالي لا يعقل أن يُقاد مجتمعنا بين الخيارات وننسى الخيار الثالث وهو الخيار الأصيل التي على الأقل نحن في حزب الوفاء والإصلاح وبعض الحركات والأحزاب في الداخل تؤمن أن مصلحة مجتمعنا خارج الكنيست”.

وخلص المحامي زاهي نجيدات في ختام محاضرته “لذلك علينا مسؤولية تاريخية لنقل الحقيقة للأجيال ونحن نحمل أمانة أمام دماء الشهداء منذ العام 1948 إلى اليوم وأمام الجرحى وآهات الأرامل والأيتام وأنين سجناء الحرية، بلا ثوابت نحن كقارب صغير في مهب العواصف العاتية في البحر الهائج المائج ومن باب أولى أن نعض على مصطلحاتنا بالنواجذ وهذه ليست مسألة بسيطة وعلينا التمسك بالثوابت والعمل الشعبي والنضال الجماهيري وأن يصب خطابنا في ترسيخ الهوية والانتماء عبر المحافظة على الثوابت بحق وصدق وعدم التنازل قيد أنملة ولو مقابل ملايين الدنيا، لأننا إن خسرنا هويتنا خسرنا انتماءنا وخسرنا كل شيء، وباختصار أكثر المنشود أن يرتقي خطابنا الجماعي وليس لفئة دون فئة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى