أخبار رئيسية إضافيةأخبار عاجلةمقالات

إنها القدس وإنه الأقصى.. ماذا قالت لنا الهبّة؟

ياسر الزعاترة

من جديد، تعيدنا القدس إلى أبجديات الصراع، لعل الميّزة الأهم لهبّة القدس الأخيرة هو مجيئها في لحظة زهو صهيوني استثنائي. لقد جاءت مباشرة بعد سلسلة من المواقف والتصريحات الصهيونية على لسان نتنياهو وسواه، منها قوله إن موقف الشعب الفلسطيني لم يعد مهمّا، وإن بوسع الصهاينة أن يتجاوزوه.

في هذه اللحظة، جاء المقدسيون ومن معهم من أبناء شعبنا، كي يبصقوا في وجهه، ويستعيدوا هيبة القدس ومقدساتها، وهويّتها أيضا.

كل جماهير الأمة والعالم شاهدوه وهو يتحدث خطابا ليّنا لم يُعهد عنه، حين دعا إلى التهدئة، وعينه بطبيعة الحال على التداعيات المحتملة للهبّة.

نتنياهو يدرك تماما أن اندلاع انتفاضة على شاكلة انتفاضة 2000 يعني إهالة التراب على كل عمليات التطبيع التي نجح فيها.

إنها الحقيقة التي لا مراء فيها، فلا شيء يهيل التراب على أسوأ مرحلة في تاريخ القضية الفلسطينية، سوى انتفاضة جديدة. لذلك كان موقف نتنياهو المتراجع أمام الهبّة، واستنجاده ببعض الأنظمة العربية من أجل التدخل، ومن ضمن ذلك الضغط على عجزة رام الله أيضا.

لا شيء يذكّرنا بجوهر الصراع، مثل قضية القدس، ومن ضمنها، بل في مقدمتها، تلك البقعة الصغيرة في المدينة القديمة التي تتمدد فيها المقدسات الإسلامية، وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.

ديفيد بن غوريون، لخّص الأمر قبل أكثر من 70 عاما، بالقول: “لا معنى لإسرائيل من دون القدس، ولا معنى للقدس من دون الهيكل”.

ولأن هذا هو الموقف الذي يُجمِع عليها الصهاينة بكل ألوانهم، أكثرهم حمائمية (يوسي بيلين) قال خلال مفاوضات كامب ديفيد، صيف العام 2000، إن (الهيكل بالنسبة لليهود مثل الكعبة بالنسبة للمسلمين).. لأن الأمر كذلك، فإن كل ألعاب الحلول والتسويات ستنتهي كما انتهت مفاوضات كامب ديفيد، وكما انتهت مفاوضات عباس مع أولمرت، وكما نُسخت “صفقة القرن” لصاحبها ترامب، فلا أحد يجرؤ على التنازل عن القدس واقتسام المسجد الأقصى.

لا أحد يجرؤ على ذلك؛ لا عباس، ولا خليفته، ولا أنظمة البؤس إياها، ومن هنا، فإن المسار لن يكون سوى المراوحة الراهنة؛ أملا في تصفية تدريجية، أو إعادة للصراع إلى أبجدياته الأولى.

لن يسمح الشعب الفلسطيني باستمرار مسار تجريب المجرّب إلى ما لا نهاية، وسيجد الفرصة المناسبة للانقلاب عليها.

الخلاصة أن المسجد الأقصى هو عنوان الصراع، وهو من سيتكفل بإعادته إلى مساره الأصيل، وبالطبع من خلال أبطال مثل أولئك الذين هزموا العدو في موقعة “البوابات الإلكترونية” عام 2107، والذين هزموه أيضا وأصابوا هيبته وغطرسته في مقتل خلال الموقعة الجديدة.

سلام على القدس وأبطالها، وسلام على المسجد الأقصى، ومن أقسموا على حمايته أمام الناس أجمعين، وعلى مسمع أمّة تفاعلت معهم على نحو أثبت أن كل هراء التطبيع لم يغيّر في قناعاتها ومواقفها قيد أنملة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى