معقّبا على التطبيع البحريني الإسرائيلي… الشيخ كمال خطيب: محميات الإمارات والبحرين لم تخرج أبدا من تحت عباءة المستعمر
دعا إلى الوحدة الفلسطينية في مواجهة التطبيع والسلطة للاعتذار عن خطيئة اتفاق أوسلو الذي توافق غدا ذكراه الـ 33
طه اغبارية
أكد الشيخ كمال خطيب على أهمية الوحدة بين كافة مكوّنات الشعب الفلسطيني على قاعدة رفض ومواجهة هرولة أنظمة عربية إلى التطبيع مع المؤسسة الإسرائيلية.
ودعا السلطة الفلسطينية إلى وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال بصورة جدية “كي تحفظ ماء وجهها” وتكون صادقة في مناهضة التطبيع، كما قال. وطالبها بالاعتذار للشعب الفلسطيني عن هذه الخطيئة التي شكّلت مدخلا للمطبّعين (توافق غدا الأحد، الذكرى 33 لتوقيع الاتفاق).
واعتبر خطيب أن “أوسلو” كان الذريعة التي جعلت الأنظمة تقبل على تطبيع علاقاتها مع المؤسسة الإسرائيلية.
وقال خطيب لـ “موطني 48”: “يتضح بشكل جلي أن المزارع والمحميات الموجودة في الخليج، سواء كانت الإمارات أو البحرين- والتي ادّعت استقلالها رسميا مطلع السبعينيات-، أنها لم تخرج أبدا من تحت عباءة المستعمر العسكري بريطانيا يومها، أو المستعمر السياسي والفكري، أمريكا اليوم، وهؤلاء لأنهم محميات من سيدهم الأمريكي ترامب، بالتالي أصبح من حقه أن يفرض عليهم أجنداته، فلا إمارات محمد بن زايد ولا بحرين عيسى بن حمد، يملكون من أمرهم شيئا”.
وأضاف: “بما أن ترامب أجندته اليوم هي اجندة الانتخابات الرئاسية الأمريكية المزمعة مطلع تشرين الثاني، فهو من قرر استخدام هؤلاء لتنفيذ اجندته وتحقيق مكاسب”.
وتابع خطيب بالقول: “الإرهاصات كلها كانت تشير إلى هذا اليوم عبر الزيارات العلنية من سنوات ليهود وإسرائيليين إلى البحرين، وإقامة مناسبات ومهرجانات وصلوات هناك، وكان المطلوب فقط هو تحديد الزمان لإعلان الاتفاق، وهذا حدّده ترامب وفقا لما يريد وتبعا لحملته الانتخابية”.
ما المطلوب فلسطينا؟
وأشار الشيخ كمال خطيب إلى أن المرحلة تتطلب الوحدة الفعلية بين الفصائل والقوى الفلسطينية لمواجهة تداعيات التطبيع، مستدركا: “غدا الاحد توافق الذكرى 33 لتوقيع اتفاق أوسلو المشؤوم عام 1993، لذلك لا بد الإشارة إلى أن منظمة التحرير كانت بعد مصر، ثاني المطبّعين مع المؤسسة الإسرائيلية وكانت أول المساهمين في انفراط حبة العقد العربي والإسلامي، مع الأسف، وبما أنها اليوم تناهض التطبيع ودعت صراحة إلى سحب سفرائها من الدول المطبعة، فنحن نطالبها أيضا بوقف التنسيق الأمني بشكل جدي، كي تحفظ ماء الوجه، لأنه لا يوجد منطق ولا عدل في لوم وعتاب وتجريم الإمارات والبحرين مع استحقاقهما لذلك، دون أن تعلن السلطة اعترافها بأن أوسلو كان خطيئة وأنها كانت تراهق سياسيا حين أقدمت على مفاوضات سرية بخلسة مع المؤسسة الإسرائيلية تماما كما فعلت الإمارات والبحرين”.
وحذر الشيخ كمال خطيب من تداعيات التطبيع على الداخل الفلسطيني وارتهان بعض الأصوات الداعية للأسرلة والاندماج إلى المال الإماراتي.
وقال: “هناك قلق فعلي من أن يكون التأثير مباشرا على داخلنا الفلسطيني، عبر ارتفاع أصوات دائما كانت تنادي إلى التطبيع والاسرلة والتعامل وكأن قضية فلسطين طوي ملفها عام 48، وهؤلاء يريدون منّا أن نكون محمية، وهذا لن يكون بإذن الله، اعتقد أن المال الإماراتي سيكون جزءا من المساهمة والمحاولة العبثية للنيل من داخلنا الفلسطيني، خاصة أن هناك من بدأوا يروّجون للعهد الجديد والتطبيع والاسرلة والذوبان في مشاريع الوهم التي اسمها “الشرق الأوسط الجديد””.